إسلام آباد، قندهار - (أ ف ب): قتل 50 شخصاً وأصيب العشرات، معظمهم من المدنيين الذين كانوا يتسوقون استعداداً لعيد الفطر، عندما شن انتحاريون عدداً من الهجمات في مدينة زارانج عاصمة ولاية نمروز جنوب غرب أفغانستان على الحدود مع إيران، بحسب حاكم الولاية.
ويعد هذا الهجوم الأكبر الذي تشهده هذه الولاية التي تتسم بالهدوء ولا تعاني من موجة هجمات العنف التي تجتاح أفغانستان منذ أكثر من 10 سنوات، وأصيب فيه 66 شخصاً. وقالت الشرطة إن 3 من أصل 11 انتحارياً فجروا أنفسهم في مناطق مختلفة من المدينة، وفجر أحدهم نفسه أمام مستشفى. وصرح نائب قائد الشرطة مجيب الله لطيفي أن “عدد الانتحاريين كان 11 مهاجماً أرادوا شن هجمات متزامنة في أنحاء المدينة”. وأضاف أن “قوات الشرطة قتلت اثنين من الانتحاريين واعتقلت 3 صباح أمس. وتمكن 3 آخرون من تفجير أنفسهم بينما تم قتل 3 آخرين بإطلاق النار عليهم.
وتابع لطيفي “الكثير من الضحايا هم من المدنيين لأن اثنين من الانتحاريين فجرا نفسيهما بالقرب من سوق تجمع فيه العديدون للتسوق لعيد الفطر” الذي يصادف نهاية شهر رمضان. وصرح حاكم الولاية عبد الكريم برهاوي “لدينا تأكيدات بمقتل 21 مدنياً و15 من عناصر قوات الأمن في الهجمات كما إن أكثر من 66 شخصاً جرحوا”. ولم تعلن أية جهة مسؤوليتها عن الهجمات، إلا أن هجمات مماثلة عادة ما تلقى مسؤوليتها على مسلحي طالبان الذين يقاتلون من أجل الإطاحة بحكومة حميد كرزاي المدعومة من الغرب. من ناحية أخرى، نفت السلطات الأفغانية أن تكون التقت سراً مسؤولاً طالبانياً كبيراً في باكستان كما أعلن مفاوض أفغاني أمس، ما زاد في الغموض حول المفاوضات الجارية من أجل السلام في أفغانستان. وصرح الناطق باسم السفارة الأفغانية في إسلام آباد زردشت شمس “ننفي بشدة أي لقاء بين الملا عبد الغاني برادار والسلطات الأفغانية”. وأكد مصدر قريب من عائلة الملا برادار أن ممثلي السلطات الأفغانية لم يتصلوا به لكنهم أبلغوه رسالة بشأن مفاوضات السلام عبر عائلته. وقد عرف الملا عبد الغني برادار القائد العسكري الطالباني بأنه الذراع اليمني لزعيم المسلحين الأفغان الملا محمد عمر، ويعتبر السجين الأرفع مرتبة من عناصر طالبان المعتقلين. وأدى اعتقاله في 2010 من طرف الباكستانيين، حسب كابول ومسؤول سابق في الأمم المتحدة في أفغانستان، إلى تقويض الجهود التي كانت الحكومة الأفغانية تبذلها من أجل التوصل إلى اتفاق مع المتمردين حول السلام. وأعلن العضو في المجلس الأفغاني الأعلى للسلام محمد إسماعيل قاسميار الذي يحاول التفاوض مع حركة التسلح أن مسؤولي الحكومة الأفغانية التقوا الملا عبد الغني برادار سراً قبل شهرين.
من جانبها نفت السلطات الباكستانية اللقاء لكن بعض المسؤولين الباكستانيين أكدوا العكس طالبين عدم كشف هويتهم.