يسيطران على الكرة الإسبانية، ويحلمان بالعودة لقيادة أوروبا، يعود الدوري الإسباني بتحدٍ جديد بين الناديين الأهم فيه، ريال مدريد الذي يسعى لتأكيد حقبته الجديدة وتراجع برشلونة، الذي بدوره يحلم ببداية فترة من الأمجاد مع تيتو فيلانوفا.
سيفتقد الجميع بيب غوارديولا، بكاريزمته ورهاناته الناجحة على كرة القدم الجميلة التي أدهش بها الجميع وكتب بها فترة مجيدة في تاريخ البرسا، بمساعدة استثنائية من الأرجنتيني ليونيل ميسي.
يتسلم المهمة منه مساعده تيتو فيلانوفا، الذي بات عليه التصدي للبرتغالي جوزيه مورينيو، الرجل الذي انتزع الموسم الماضي الإمارة على مملكة الليغا.
وبعد عدة تعثرات في الطريق، نظر المدرب البرتغالي إلى منافسه نظرة الند وتخلي عن أطروحاته الدفاعية، وجاء فوزه في قلب كامب نو ليكون حكماً بحسم الدوري، والخطوة الواثقة التي احتاج إليها الريال.
وفي وجود كريستيانو رونالدو كأبرز النجوم، انتزع بطولة أرقام قياسية، فبلغ الـ100 نقطة للمرة الأولى في التاريخ، وأنشأ رقماً قياسياً جديداً من الأهداف بلغ 121 زيارة للشباك.
وباتت كلمة الاستمرار هي الحلم الأهم داخل القلعة الملكية. فبانتظار نهاية مسلسل “لوكا مودريتش”، لم يأتِ أي لاعب جديد إلى مورينيو. رغبته في تدعيم الظهير الأيمن تلاشت بسبب المطالب المالية الباهظة لصفقة البرازيلي مايكون، وتم التركيز أكثر على الراحلين وليس الوافدين.
لكنه في المقابل، نجح في الإبقاء على لاعبين كانوا يفكرون بالرحيل، مثل الأرجنتيني جونزالو هيجوين، فيما لايزال آخرون يمثلون لغزاً كالبرازيلي كاكا الذي أبلغه مورينيو بأن دوره لن يكون أساسياً في المستقبل كي يدفعه للرحيل، لكن النادي لم يتلقَ أي عرض مؤكد لضمه.
ويرغب برشلونة في استعادة الهيمنة. فبعد فوزه بالدوري ثلاث مرات متتالية تراجع ولم يسعفه أداؤه الجميل الموسم الماضي، وحتى الآن لم يضم سوى لاعب وحيد هو الظهير الأيسر الدولي جوردي ألبا إزاء عدم التأكد من مستقبل الفرنسي إريك أبيدال مع الفريق.
14 مليون يورو كانت كافية لضم أحد أبرز نجوم “يورو2012” من فالنسيا، في صفقة وحيدة على مستوى كبار الكرة الإسبانية تعكس الأزمة التي تمر بها البلاد. فالأزمة التي تعيشها إسبانيا تؤثر كذلك على كرة القدم، والليغا باتت الآن بعيدة عن منافساتها في إنجلترا وفرنسا وإيطاليا من حيث حجم الإنفاق، بل وأقل كذلك من دوريات أصغر مثل التركي.
ومع اقتصار المنافسة على اللقب على فريقين، ستتمثل المفاجأة في انضمام طرف ثالث للصراع، ويبدو أنه لو ظهر فسيحمل اسم فالنسيا. وانضم جوردي ألبا إلى قائمة الأعمدة الراحلة في الموسم الماضية، ديفيد فيا وديفيد سيلفا وخوان ماتا، من أجل استثمار المال في فريق مجدد يحلم بما هو أكثر من المنافسة من بعيد.
ومع قدوم الأرجنتيني فرناندو جاجو والمكسيكي أندريس جواردادو والبرتغالي جواو بيريرا والإسباني جوناثان فييرا، يبدو الحلم ممكناً، ولاسيما مع تولي الشاب ماوريسيو بيليجرينو مهمة تدريب الفريق خلفاً لأوناي إيمري.
مالاجا أيضاً كان يحلم بفترة ذهبية، لكنه تحول في غضون عام من الصفقات المليونية إلى عمليات البيع الإجبارية. وبنفس الطريقة التي ملأ بها الشيخ عبدالله بن ناصر الثاني مدينة أندلسية بالآمال، بذر الآن الشكوك فيها، في مثال جديد على النهايات السيئة للاستثمارات العربية في الأندية الأوروبية.
ومع ضمانه المشاركة للمرة الأُولى في تاريخه بدوري الأبطال الأوروبي، لم يعزز الفريق صفوفه قبل الاختبار الصعب، بل فرط في نجومه فباع سانتي كازورلا إلى آرسنال بقيمة أقل من تلك التي ضمه بها قبل عام من فياريال لسداد ديون أخرى. كما انتقل هدافه الفنزويلي سالومون روندون إلى روبن كازان الروسي. ويبدو مستقبل النادي غير واضح (ومازال عليه عبور باناثينايكوس اليوناني للعب قارياً).
في ذلك الكفاح من أجل العودة إلى دوري الأبطال، سيعود للظهور أتلتيكو مدريد والأرجنتيني دييجو سيميوني، مدربه الذي غير وجه الحياة فيه في غضون أشهر قليلة ليقوده في النهاية إلى لقب دوري أوروبا. ومع افتقاده سحر البرازيلي دييجو ووصول الأرجنتيني كاتا دياز والأوروغواياني كريستيان رودريجز والتركي إيمري وعودة راؤول جارسيا، تبدو الكتيبة جاهزة لإمداد الهداف الكولومبي المتألق راداميل فالكاو والناشئ الموهوب أوليفر توريس.
وبعد أن تجاوز الأرجنتيني المخضرم مارسيلو بييلسا المدير الفني لأثلتيك بلباو عاصفة الصفقات الصيفية، بعد موسم من التألق كانت نهايته حزينة على كافة الأصعدة، يسعى الآن إلى تحسين الأداء بصفقات لم يطلبها مع انضمام إسماعيل لوبيز وأريتز أدوريز.
ويأمل أشبيلية إلى العودة للمنافسة على المراكز المؤهلة إلى أوروبا بعد أن قدم أسوأ مواسمه في الدوري خلال العقد الأخير، وهذه المرة سيكون ميتشل مدرباً من بداية موسم انضم فيه لاعبون طلبهم جميعاً المدير الفني.
وسيحاول ليفانتي، أكبر مفاجآت الموسم الماضي، الحفاظ على لقب الحصان الأسود، فيما تنازعه عليه أندية مثل خيتافي وإسبانيول ومايوركا وريال سوسييداد، الذي حافظ على المكسيكي كارلوس فيلا، وريال بيتيس، الذي ضم الكوستاريكي جويل كامبيل، وأوساسونا وغرناطة، الذي استقدم المغربي يوسف العربي، ورايو فايكانو.
وبعد معجزة البقاء في الدرجة الأُولى، يتطلع ريال ساراجوسا المعدل مع المدرب مارسيلينو جارسيا تورال إلى المزيد، فيما سيحمل قطار العودة إلى الدرجة الأُولى فرقاً تاريخية مثل ديبورتيفو لاكورونيا وسلتا فيجو.
وصعد معهما ريال بلد الوليد، الذي يرفض مدربه الصربي ميروسلاف ديوكيتش أن يكون فريقه قد صعد للهبوط مرة أخرى.