كتب - طارق مصباح:
يقيم جامع شيخان وشريفة الفارسي بالبحير كعادته كل سنة موائد البر والبركة للإفطار الرمضانية التي يعتبرها أهل الجامع ورواده فرصة لإسعاد فئات من المسلمين ما برحوا ينتظرون هذه الأيام الكريمة.
أكثر من 400 صائم من جنسيات آسيوية مختلفة يتقاطرون أفراداً وجماعات إلى داخل الخيمة وساحاتها الجانبية الخارجية للمشاركة في مشروع إفطار الصائمين الذي يقيمه الجامع بمشاركة عدد من الجمعيات والأفراد.
وذكر مؤذن الجامع المشرف على المشروع الشيخ أحمد الأنصاري أن صندوق الرفاع الخيري يشارك يومياً بـ250 وجبة، فيما تشارك جمعية التربية الإسلامية بـ100 وجبة بينما يقدم الجامع 50 وجبة إضافة للوجبات الإضافية التي يقدمها محبو الخير.
وأكد القائمون على المشروع أن الفعالية لا تقتصر على تناول وجبة و«السلام”! لكنها تحتوي إضافة لذلك على درس يومي خفيف قبيل الإفطار بدقائق، حيث يتعاقب عدد من الدعاة من المراكز الدعوية لدعوة الجاليات للحضور في الخيمة وتقديم بعض التوجيهات والنصائح لمرتادي الفطور الجماعي من العاملين الآسيويين في الشركات والمصانع التي تقع في المنطقة.
للخيمة ميزة رائعة أيضاً كونها تطل على الشارع يحدثنا عنها الشيخ أحمد الأنصاري كونها تشجع محبي الخير والإنفاق على المشاركة في هذا المشروع الخيري الذي يبعث السعادة في النفوس، مشيراً أن كثيراً من عائلات المنطقة يأتون قبيل الإفطار بأكلات خفيفة كالسمبوسة والفواكه والتمور و«كراتين” المياه لتوزيعها في خيمة الإفطار، ويضيف “نلمس تفاعلاً كبيراً من المحسنين وسعادةً وبهجةً لا يمكن أن تصفها الكلمات.. الكل يريد المساهمة ولو بالقليل عملاً بقول النبي صلى الله عليه وسلم “من فطَّر صائماً كان له مثل أجره”، وهذه فرصة سانحة لنيل الحسنات ورفع الدرجات”.
وعن أكثر المواقف تأثيراً في نفسه التي يشاهدها وقت الإفطار في الخيمة أخذ بيدي الشيخ أحمد الأنصاري وقال لي “انظر.. بعض هؤلاء العمال يأتي بعدد من علب الماء واللبن أو العصير لتوزيعها على أصدقائهم”.
منظر مهيب.. الجميع يعمل كخلية نحل من أجل نيل رضا رب البريات.. ومع رفع الشيخ الأنصاري لأذان المغرب إيذاناً بحلول موعد الإفطار يتناول الجميع فطورهم في جو اجتماعي أخوي تسوده المحبة والوئام في بيت من بيوت الله تعالى.
تعال أيها القارئ وشاهد صلاة المغرب وقد امتلأت أرض الجامع بالمصلين وكأنها صلاة الجمعة! فيا الله ما أعظم دينك، ويا رب نسألك الثبات وحسن الختام.. اللهم آمين.