لندن - (رويترز): نقلت نشرة “جلف أويل رفيو” المتخصصة في صناعة النفط عن الأمين العام لمنظمة “أوبك”، عبدالله البدري قوله إنه يأمل في أن تخفض المنظمة الإنتاج في الأشهر القادمة باتجاه المستوى الذي تستهدفه والبالغ 30 مليون برميل يومياً.
وتتجاوز منظمة الدول المصدرة للبترول هدفها الإنتاجي منذ مطلع العام الجاري، وبحسب مسح لـ«رويترز” ضخت الدول الأعضاء نحو 31.2 مليون برميل يومياً في يوليو الماضي.
وقال البدري في مقابلة مع “جلف أويل رفيو”: “الدول الأعضاء تعرف كم ينبغي أن تكون مستويات إنتاجها.. في الأشهر القادمة آمل أن نستطيع مواصلة الخفض صوب مستوى 30 مليون برميل يومياً”.
ولم تحدِّد “أوبك” حصص إنتاج كل من الدول الـ12 الملزمة بسقف الإنتاج البالغ 30 مليون برميل يومياً وهو موضوع شائك تحاشت مناقشته في اجتماعاتها في السنوات الأخيرة. وحين سئل إلى متى يمكن لـ«أوبك” أن تمضي بدون حصص إنتاج رسمية أحجم البدري عن تحديد إطار زمني.
وأكد البدري أن المنظمة التي تضخ أكثر من ثلث نفط العالم تواصل الاستثمار في طاقة إنتاج جديدة لتلبية أي زيادة للطلب، موضحاً أن أعضاء “أوبك” في سبيلهم لإضافة طاقة إنتاجية بسبعة ملايين برميل يومياً في السنوات الأربع المقبلة.
من جانب آخر، تواصل أسعار النفط الارتفاع مع مراهنة المستثمرين على أن السيولة المتاحة لدى البنوك المركزية ستدعم قريباً السوق. وارتفع النفط بنحو الثلث في 6 أسابيع في وقت يعاني الاقتصاد العالمي وبالتالي الطلب على الوقود من الضعف الشديد. وقال المحلل لدى “كومرتس بنك” الألماني في فرانكفورت، كارستن فريتش: “السوق تنفصل عن العوامل الأساسية.. جانب كبير من القوة يستند إلى عوامل مثل زيادة التحفيز الاقتصادي الأمريكي.. وهي غير مضمونة بالمرة”. وسجل خام برنت 115 دولاراً للبرميل يوم الإثنين وهو أعلى مستوى في 3 أشهر وأعلى بنسبة 30 عن مستواه في نهاية يونيو. وكان النفط ارتفع إلى أعلى مستوى على الإطلاق بلغ 147 دولاراً في منتصف 2008 قبيل أزمة الائتمان التي دفعت الأسعار للانخفاض إلى 36 دولاراً بعد ستة أشهر فقط.
يذكر أن الأسعار حالياً أعلى بكثير من كلفة الإنتاج من معظم الحقول الجديدة في العالم والتي تتراوح بين 50-80 دولاراً للبرميل وهو مستوى يعتقد أنه قاع طبيعي لأسعار الخام. ومن بين العوامل الداعمة للأسعار المخاوف من انخفاض إنتاج بحر الشمال بسبب عمليات صيانة مزمعة ستؤدي إلى خفض الإنتاج في سبتمبر بنسبة 17% من حقول بريطانية ونرويجية. ويقول تجار إن السوق الفورية لنفط بحر الشمال قد تواجه شحاً لفترة قصيرة إذا فاق الطلب على بعض الخامات المعروض لكن من المرجح اكتمال أعمال الصيانة بسرعة كبيرة واستئناف الإمدادات بعد ذلك.
من جانب آخر، استقرت العقود الآجلة لخام برنت حول 114 دولاراً للبرميل أمس بالقرب من أعلى مستوياتها في 3 أشهر مدعومة بمخاوف من توقف إمدادات وآمال في تدخل البنوك المركزية لدعم الاقتصاد العالمي المتباطئ.