عواصم - (وكالات): قتل 40 شخصاً وأصيب أكثر من 200 بجروح في قصف جوي شنته مقاتلة تابعة للجيش السوري على مدينة أعزاز التي يسيطر عليها المقاتلون المعارضون في ريف حلب، فيما تواصلت المواجهات في محيط مقر رئاسة الوزراء في حي المزة في دمشق.
وجاءت التطورات الميدانية المتسارعة بعيد إعلان المعارضة السورية المسلحة أمس مسؤوليتها عن تفجير قالت إنه استهدف ضباطاً في قيادة أركان الجيش السوري قرب الفندق الذي يقيم فيه مراقبو الأمم المتحدة في دمشق.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن «تم توثيق استشهاد 23 مواطناً حتى اللحظة بينهم أطفال ونساء إثر قصف تعرض له الحي المجاور لسجن أعزاز والذي كان يضم شعبة حزب البعث»، لافتاً إلى أن «العدد مرشح للارتفاع بسبب وجود أكثر من 200 جريح بعضهم بحالة خطرة ووجود مواطنين تحت الأنقاض».
وأفادت تقارير أن القصف أثار حالة هلع في مدينة أعزاز وسارع مئات الأشخاص معظمهم نساء وأطفال في اتجاه الحدود التركية المجاورة.
وفي الموقع الذي تعرض للقصف، شوهد عشرات الأشخاص يبكون ويصرخون ويحاولون البحث بين الأنقاض عن ناجين.
وأضاف أن القصف سوّى 10 منازل بالأرض وتحطمت جدران العديد من المنازل في محيط المكان.
ميدانياً أيضاً، أوضح عبدالرحمن أن الاشتباكات في محيط مقر رئاسة الوزراء في دمشق اندلعت «بعد استهداف المقاتلين المعارضين للمقر بقذائف آر بي جي»، موضحاً أنه «مازال غير معلوماً ما إذا أصابت القذائف المبنى أو سقطت حوله».
وأضاف أن الاشتباكات تدور «لجهة بساتين الاخلاص خلف مبنى مقر رئاسة الوزراء ومبنى السفارة الإيرانية الجديد»، موضحاً أن قوات الأمن تقوم «بحرق البساتين في المنطقة التي انطلقت منها قذائف الآر بي جي باتجاه مبنى السفارة الإيرانية الجديد الذي مازال قيد الإنشاء». وأفادت التقارير «بسماع أصوات اشتباكات عنيفة وإطلاق نار كثيف في بساتين الرازي الواقعة في المنطقة الممتدة خلف مقر رئاسة مجلس الوزراء والمبنى الجديد للسفارة الإيرانية».
وأضافت أنها شاهدت «شاحنة عسكرية عليها مدفع رشاش صغير ومحملة بجنود الجيش النظامي تغادر منطقة الاشتباكات التي غطت سماءها سحب من الدخان الأسود».
وفي مدينة حلب، ذكر مراقبون أن القوات النظامية تحاول فتح جبهة جديدة من الناحية الشمالية الشرقية للمدينة تمهيداً لاقتحام المدينة.
من جهة أخرى استطاع المقاتلون المعارضون في إدلب «السيطرة على ساحة معبر باب الهوى الحدودي القديمة» في سرمدا، وذلك بعد اشتباكات عنيفة مع القوات النظامية التي «تكبدت خسائر فادحة بالمعدات»، بحسب المرصد.
وحصدت أعمال العنف في سوريا أمس عشرات القتلى منهم 85 مدنياً و7 من المقاتلين المعارضين إضافة إلى 17 من القوات النظامية.
وفي وقت سابق، أعلن التلفزيون السوري في شريط إخباري وقوع «انفجار ناجم عن عبوة ناسفة ملصقة بصهريج مازوت خلف فندق داما روز في دمشق»، مضيفاً أن «الأنباء تشير إلى 3 جرحى».
وأوضح في وقت لاحق أن «الانفجار وقع بالقرب من مرآب هيئة الأركان العامة». وأعلن الجيش السوري الحر الذي يضم عسكريين منشقين عن الجيش السوري ومدنيين مسلحين، مسؤوليته عن التفجير مؤكداً أنه استهدف مقر الأركان العامة في دمشق.
سياسياً، دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الغرب إلى عدم «تخريب» اتفاق جنيف حول مبادئ انتقال سياسي في سوريا اقترحه الموفد السابق للجامعة العربية والأمم المتحدة كوفي عنان نهاية يونيو الماضي.
وفي جنيف، اتهم تقرير جديد للجنة تحقيق دولية القوات الحكومية السورية والميليشيات الموالية لها «الشبيحة» بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، كما اتهم المعارضة المسلحة بارتكاب جرائم حرب لكن بدرجة أقل من النظام.
وفي التقرير، تحدثت اللجنة من جنيف عن «جرائم ضد الإنسانية وجرائم قتل وتعذيب وجرائم حرب وانتهاكات فاضحة لحقوق الإنسان والقوانين الإنسانية» ارتكبتها القوات الحكومية والشبيحة.
ونددت لجنة التحقيق المستقلة التي كلفها مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة وضع التقرير بـ»جرائم القتل والهجمات دون تمييز التي ترتكب بحق المدنيين والعنف الجنسي».
وفي واشنطن، اتهم كبار المسؤولين في البنتاغون إيران بالسعي إلى مد يد العون للرئيس السوري بشار الأسد عبر تشكيل ميليشيا سورية موالية للنظام. وأوضح رئيس أركان الجيوش الأمريكية الجنرال مارتن ديمبسي أن «الحرس الثوري الإيراني يدرب ميليشيا مؤلفة من سوريين شيعة وبعضهم علويون كي تقاتل لحساب نظام الأسد».
وقال وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا إن «إيران تسعى لتشكيل ميليشيا في سوريا تقاتل لحساب الأسد. إننا نشاهد وجوداً متعاظماً لإيران في سوريا والأمر يقلقنا كثيراً».
من جانبها، شددت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية فاليري اموس على تفاقم الأوضاع الإنسانية في سوريا بعد لقاء مسؤولين لإقناعهم بالسماح بوصول عدد أكبر من العاملين الدوليين في المجال الإنساني.
وصرحت لـ»بي بي سي» «كان مليون شخص بحاجة إلى مساعدة إنسانية بحسب تقديراتنا نهاية مارس الماضي» مضيفة أن هذا العدد يقدر اليوم بـ2.5 مليون شخص.
وفي الرباط، أفادت وزارة الخارجية المغربية أن نحو 200 من أفراد الجالية المغربية في سوريا تم إجلاؤهم حتى الآن بسبب تصاعد أعمال العنف في البلد.