تتنافس 116 متبارية على لقب ملكة جمال العالم في إطار حفل ينظم غداً في مدينة صينية شاسعة بمحاذاة صحراء غوبي تعتبر أكبر مدينة أشباح في العالم. ويبدو للوهلة الأولى أن مدينة “أوردوس” لا تناسب هذه المسابقة التي تسمر أكثر من مليار مشاهد أمام شاشات التلفزيون، ففيها الكثير من الأبراج السكنية فيما شوارعها خالية تهب فيها عواصف رملية وهضابها قاحلة حفرت فيها مناجم فحم. لكن اختيار منظمي مسابقة ملكة جمال العالم قد وقع على هذه المدينة حيث حطت ملكات الجمال الرحال، واتبعن التقاليد المحلية للبدو المنغول، فزرن الخيم التقليدية وشربن الحليب. تقع مدينة أوردوس في قلب منطقة منغوليا الداخلية، وقد شهدت خلال السنوات الأخيرة طفرة عقارية عززها الإقبال الشديد على الاستدانة ما أثار مخاوف من فقاعة مضاربة. وهذه الطفرة تستند إلى العائدات التي تحققها المناجم، بعدما انتقل إلى أوردوس أصحاب ملايين يرغبون في استثمار ثرواتهم الجديدة، في المدينة. لكن أحياء كاملة بقيت فارغة، ما يعطي المدينة صورة لا تحسد عليها. وتنعقد مسابقة ملكة جمال العالم للمرة السادسة في الصين في غضون 9 سنوات، بعدما تراجع اهتمام الغرب بهذه الفعالية. وقد نظمت هذه المسابقة 5 مرات في جزيرة هينان التي تقصدها الطبقة الراقية في الصين والتي كانت شواطؤها تناسب العروض بلباس البحر أكثر من صحراء غوبي. فأقرب شاطئ من أوردوس يقع على بعد 685 كيلومتراً عن المدينة. لكن المفاجآت لا تتوقف عند هذا الحد، فدلفين ويسبيسر، ملكة جمال فرنسا لعام 2012 تمثل فرنسا، فيما بريجيت غولابكان هي طالبة حقوق تمثل غوادلوب وهي من مقاطعات ما وراء البحار الفرنسية.