كاتب يعبر عن موقفه من الأزمة السورية في مسلسل تلفزيونييستعيد المسلسل التلفزيوني “ساعات الجمر” أجواء الفساد والفقر والسلطة في سوريا، ورغم أنه يحفل بالعديد من الشخصيات المثيرة إلا أن واحدة من بينها أثارت اهتمام المشاهدين على نحو لافت، هي رجل الأمن رؤوف إلى حد أن صفحة على “فيسبوك” أنشئت باسم “المقدم رؤوف”، تستعيد فظاعاته. “ساعات الجمر” هو جزء ثان من مسلسل “الولادة من الخاصرة” وهو، على ما يقول مؤلفه سامر رضوان “يحاول أن يبني حكايته الخاصة التي تؤهله لأن يكون عملاً درامياً قائماً بذاته بغض النظر عن الجزء الأول، رغم اتكائه على تاريخ شخصيات الجزء المذكور وملامحها النفسية، هي محاولة لتسليط الضوء على خفايا النفس البشرية، ورصد لحالات الفساد السياسي والاجتماعي والأخلاقي بعين ليست مضطرة للتجميل أو الكذب”. ومن بين شخصيات العمل البارزة جابر “يؤديه قصي خولي” “الذي قرر أن ينسلخ عن محموله الطيب وأن يكون قوياً بما يكفي لمواجهة الحياة، مسلحاً بملايينه التي قبضها ثمناً لكليته”. وهناك أبونبال، شيخ الوادي “يؤديه باسم ياخور” وهو “ضابط سابق في سرايا الدفاع، ولكنه مطلوب للدولة في الكثير من القضايا. يتزنر بحزام ناسف دوماً تحسباً لأي طارئ وتربطه علاقة بالمسؤولين الفاسدين”. أما المقدم رؤوف فبحوزته العديد من المستندات الخطيرة التي تدين بعض المتنفذين والزملاء، وهو يجسد كل ما يمثله رجل الأمن في هذه البلاد. ولدى سؤاله حول مدى واقعية العمل قال الكاتب “هو محاولة للابتعاد عن الوثيقة التقليدية، لأن التاريخ ليس مهنتي. لكن من يشاهد “ساعات الجمر” يدرك أني وصفت الأسباب الموضوعية الكامنة وراء الحراك السوري من وجهة نظري الخاصة”. واستدرك الكاتب “لكن لم يتفوق السياسي على الدراما، بل كانت الدراما هي المتكأ لانبعاث الدلالات”. ورداً على سؤال حول ما إذا كان المسلسل يعبر عن موقفه مما يجري في بلاده قال “طبعاً. أنا أقول هنا ما أسباب هذا الحراك. وأنا منحاز للناس”. وعن مدى تطابق شخصيات العمل مع شخصيات من الواقع، قال رضوان “يستطيع أي مشاهد أن يقول إنه يعرف في الواقع هذه الشخصية أو تلك لاعتمادي على نماذج درامية عايشتها، أو على الأقل عايشت قصصها”. وعند الإشارة إلى الصفحات العديدة التي أنشئت على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” لشخصيات العمل علق رضوان “فاجأني ذلك فعلاً، ففي الوقت الذي أردت أن أدفع الناس إلى كره تلك الشخصيات وجدتهم يحبون هذا النوع منها”. وأشار الكاتب إلى أن المسلسل الذي يعرض على نحو 10 قنوات تلفزيونية لم يعرض على شاشة بلده، دون أن يشير إلى أسباب رقابية تعيق ذلك. الناقدة الفنية أروى الباشا قالت “لم يكف صناع العمل عن وعد الجمهور بجزء جديد أكثر جرأة يتجاوز الخطوط الحمراء في مجتمع يعيش الآن تحت النار”. وأوضحت “مسلسل “ساعات الجمر” يشبه في أحداثه وسياقاته أفلام الأكشن البوليسية ويبتعد كثيراً عن الطرح الاجتماعي لمسلسل يومي، فالمتابع لأحداث العمل يلحظ وجود جرعة عنف كبيرة وأحداث مصطنعة لمجرد فكرة خلق الحدث المهم”. وقالت الباشا “أعتقد أن هناك قصصاً تم طرحها بمبالغة كبيرة وتم إقحامها على الشاشة، وإن كان صناع العمل يراهنون فعلاً على الجرأة وطرح الواقع بكل سوداويته كان الأجدر بهم أن يتناولوا وبصراحة الوضع القائم في بلادهم سوريا، فزمن التلميحات والإسقاطات سقط في زمن الثورة، كما سقطت مفاهيم أخرى كثيرة”. ولدى استيضاحها عن أمثلة بخصوص المبالغة قالت “هي كثيرة، فمن قصة رجل تم قطع رجله بالسيف من قبل شخص خارج عن القانون، إلى شخص يتعرض للتعذيب في السجن عبر محاولة شيه إن لم يعترف، إلى محاولة إغراق الضابط رؤوف عبر محاولة إحداث فيضان في زنزانته عندما كان سجيناً وخنقه بمبيد الحشرات”.