كتب ـ محرر الشؤون المحلية:
أكدت مصادر قضائية لـ “الوطن” أن الأحكام الصادرة بحق نبيل رجب اعتمدت بشكل رئيس على مشاركته في ممارسات غير مشروعة، وتحريضه على إقامة مسيرات غير مرخصة عبر شبكات التواصل الاجتماعي، وهي دعوة أدت في النهاية إلى اندلاع أعمال عنف وإرهاب، وإتلاف الممتلكات العامة والخاصة، وتكرار الاعتداءات باستخدام “المولوتوف”، إضافة إلى الاعتداء على رجال الأمن ما أدى إلى إصابة عدد منهم.
وقالت المصادر إن الوفاقي جواد فيروز غلوم اعترف بدعوة رجب لإقامة مسيرة في المنامة، مشيرة إلى أن تحريض رجب أدى إلى إتلاف العديد من الممتلكات العامة والخاصة.
وأضافت أن (مسيرات رجب) تمت بالقرب من بيت التجار ومأتم القصاب وباب البحرين
وكانت المحكمة الصغرى الجنائية حكمت الخميس الماضي بحبس نبيل رجب ثلاث سنوات مع النفاذ في ثلاث قضايا مختلفة، في الوقت الذي مازالت هناك قضايا أخرى يجري النظر فيها.
القضية الأولى
القضية الأولى التي تورط فيها رجب كانت بسبب قيامه خلال شهر فبراير 2012 بالاشتراك مع أشخاص آخرين (أكثر من 5 أشخاص) مجهولين بالتجمهر في مكان عام بغرض الإخلال بالأمن العام. كما دعا إلى مسيرة غير مخطر عنها ومخالفة لأحكام القانون، وأيضاً اشترك في مسيرة غير مخطر عنها ومخالفة لأحكام القانون ما ترتب عليه الإخلال بالأمن والنظام العام.
وأثبتت المحكمة تورط رجب في الدعوة لمسيرات غير مخطر عنها بمنطقة المنامة من خلال موقع (تويتر) للتواصل الاجتماعي. وبناءً على هذه الدعوات اشترك المتهم في المسيرة التي دعا لها على شارع الشيخ خليفة بن سلمان بالقرب من بيت التجار، واشترك فيها آخرون معه.
وكشفت التحقيقات التي أيدتها المحكمة أن المشاركين في التجمع غير المرخص الذي دعا إليه رجب كانوا يهتفون بهتافات سياسية، وطلبت منهم قوات الأمن ضرورة التفرق، فتفرقوا وظل أربعة أشخاص من ضمنهم المتهم نبيل رجب حيث تم ضبطه.
القضية الثانية
القضية الثانية التي باشرت المحكمة الصغرى الجنائية الثالثة النظر فيها ضد نبيل رجب كانت بسبب قيامه في 12 يناير الماضي بالاشتراك مع آخرين والتجمهر بمكان عام مؤلف من أكثر من خمسة أشخاص الغرض منه الإخلال بالأمن العام، وكذلك بقاء المتهم متجمهراً في مكان عام بعد صدور أمر من قوات الأمن بالتفرق من المكان، وأيضاً دعا رجب إلى مسيرة غير مخطر عنها في المنامة.
وبيّنت التحقيقات أن نبيل رجب كان مشاركاً في تجمع مخطر عنه بمنطقة جبلة حبشي مقام من قبل جمعية الوفاق في يوم الخميس الموافق 12 يناير الماضي، وخلال هذا التجمع ألقى كلمة دعا فيها إلى المشاركة في مسيرة غير مخطر عنها.
وأكدت مصادر أن عضو جمعية الوفاق جواد فيروز غلوم هو الذي اعترف للجهات المختصة بمشاركة نبيل رجب في تجمع الوفاق المخطر عنه، وأنه خلال التجمع نفسه دعا للمشاركة في مسيرة بالمنامة. رغم أن غلوم هو الموقع على إخطار إقامة تجمع الوفاق في منطقة جبلة حبشي.
الدعوة التي وجهها رجب للجمهور في تجمع الوفاق أدت إلى اندلاع عدة مسيرات غير مرخصة في المنامة بالقرب من مأتم القصاب، وهناك أصدرت قوات الأمن أمراً لنبيل رجب والمشاركين معه في المسيرة غير المرخصة بالتفرق، وتم إمهالهم بعض الوقت، ولكن رجب لم يستجب، وظل متجمهراً وتفرقت مجموعات المتجمهرين بعد ذلك إلى عدة مجموعات كل مجموعة فيها نحو 30 شخصاً، ورموا الحجارة والمولوتوف على أفراد القوات الخاصة، وسدوا أيضاً الطرق والمداخل بالحاويات المعدنية.
القضية الثالثة
بدأت عندما شارك نبيل رجب في 31 مارس الماضي مع آخرين في التجمهر بمكان عام الغرض منه الإخلال بالأمن العام، كما دعا إلى مسيرة غير مخطر عنها ومخالفة لأحكام القانون، واشترك أيضاً في مسيرة غير مخطر عنها ومخالفة لأحكام القانون ترتب عليها الإخلال بالأمن والنظام العام.
في اليوم نفسه، دعا رجب من خلال موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) إلى مسيرة غير مخطر عنها بالمنامة، وعند وصوله للمنطقة للقيام بالمسيرة التي دعا إليها بالقرب من باب البحرين، اشترك فيها نحو 50 شخصاً بهدف الإخلال بالأمن العام، وبقي رجب متجمهراً في مكان عام بعد صدور أمر من قوات الأمن بالتفرق من المكان.
موقف النيابة العامة
من جانبها أعلنت النيابة العامة موقفها بتصريح لوكيل النائب العام محمد هزاع قال فيه “إن المحكمة الصغرى الجنائية أصدرت أحكاماً يوم الخميس الماضي بحبس المتهم نبيل عبدالرسول رجب ثلاث سنوات مع النفاذ في ثلاث قضايا مختلفة”.
وأشار إلى أن النيابة العامة سبق أن أحالت المتهم بعدما ثبت قيامه بإلقاء خطبة في أحد المحافل العامة دعا فيها إلى الخروج في مسيرة لمواجهة قوات حفظ النظام واستخدام العنف ضدهم وحرّض الحاضرين على تصعيد الموقف إلى حد سقوط القتلى خلال تلك المواجهات، وعلى إثرها انطلقت مسيرة بالمنامة في اليوم ذاته وتحولت إلى تجمهر غير مشروع بقصد الإخلال بالأمن العام وقطع الطرق والاعتداء على أفراد قوات الأمن العام.
فضلاً عن اتهامه من قبل في قضيتين لاشتراكه في ممارسات غير مشروعة، وذلك بالتحريض على التجمهرات وعلى القيام بمسيرات غير مرخصة عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وإن هذا التحريض كان وراء العديد من أعمال الشغب وقطع الطرق وإشعال الحرائق وإتلاف الممتلكات العامة والخاصة واستعمال عبوات “المولوتوف” الحارقة، فضلاً عن وقائع التعدي على أفراد قوات الأمن والتي نجم عنها إصابة عدد منهم.
وأضاف هزاع أن النيابة العامة حرصت كدأبها على ضرورة احترام كافة حقوق المتهم أثناء مرحلة التحقيق، حيث حضر محاميه في جميع تلك الدعاوى للدفاع عنه.
كما أضاف أن المحكمة قد حرصت على توافر كافة ضمانات المحاكمة العادلة ومكنته من الاستعانة بمحامٍ ومكنت الأخير من التواصل معه والاستعداد لدفاعه وأفسحت لهما المجال أثناء المحاكمة لإبداء كافة أوجه الدفاع ثم أصدرت حكمها المتقدم بناءً على هذا الأساس.
يذكر أن الأحكام الصادرة بحق نبيل رجب تخضع للقوانين المعمول فيها بالمملكة للمراجعة القضائية من قبل محكمتي الاستئناف والتمييز.