عواصم - (وكالات): أعلنت الأمم المتحدة تعيين وزير الخارجية الجزائري الأسبق الأخضر الإبراهيمي موفداً دولياً في سوريا، ليخلف بذلك الأمين العام السابق للمنظمة الدولية كوفي عنان في هذا المنصب، في الوقت الذي صعد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس موقف بلاده من الأزمة في سوريا داعياً إلى “إسقاط نظام الأسد سريعاً”. ميدانياً، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 155 مدنياً برصاص قوات الأمن السورية في مدن عدة، فيما قصف جيش الرئيس الأسد بالطائرات مناطق في دمشق وحلب وإدلب.
من جهته، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف رفضه إقامة منطقة حظر جوي فوق سوريا “بذريعة أزمة إنسانية”.
وبعد نحو أسبوعين على استقالة عنان من منصبه أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تعيين الإبراهيمي خلفاً له ودعا المجتمع الدولي إلى تقديم الدعم له لتسهيل نجاحه في مهمته. وقال المتحدث باسم بان كي مون “إن الأمين العام يثمن رغبة الإبراهيمي في وضع إمكاناته وخبرته تحت التصرف لإنجاح هذه المهمة الكبيرة التي سيحتاج لإنجازها إلى دعم كبير واضح وموحد من قبل المجتمع الدولي ومن بينه مجلس الأمن”.
وسرعان ما ظهرت بوادر تحفظ على تعيين الإبراهيمي عندما أعرب البيت الأبيض عن رغبته بالحصول على مزيد من التفاصيل بشأن المهمة الموكلة إليه. وقال جون ارنست مساعد المتحدث باسم الرئيس باراك أوباما في لقائه اليومي مع الصحافيين “يلزمنا المزيد من الإيضاحات من الأمم المتحدة بشأن مهمة الإبراهيمي في منصبه الجديد”. واختار وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس زيارة له إلى مخيم للاجئين السوريين على الحدود التركية ليدعو إلى “إسقاط النظام السوري بسرعة” مندداً بـ«التجاوزات” التي يرتكبها هذا النظام بحق المدنيين.
وقال فابيوس للصحافيين “بعد الاستماع إلى الشهادات المؤثرة من أشخاص هنا، أقول وأنا واعٍ لأهمية ما أقوله، بشار الأسد لا يستحق أن يكون موجوداً”، متهماً الرئيس السوري بالقيام بـ«عملية تدمير شعب”. وينهي فابيوس في تركيا جولة إقليمية قادته في وقت سابق إلى لبنان والأردن وتمحورت حول الأزمة السورية وتدفق اللاجئين إلى البلدان المجاورة.
وقال فابيوس إن الحكومة الفرنسية تبحث مع تركيا خصوصاً ومع حكومات أخرى بسبل “وقف المجازر”، مضيفاً “كلما تغير النظام بسرعة كلما كان ذلك أفضل”.
وفي نيويورك قاطعت الدول الغربية اجتماعاً للقوى العظمى حول سوريا كان من المقرر عقده أمس في مقر الأمم المتحدة بناء على طلب روسيا التي اضطرت إلى إلغائه. واستناداً إلى دبلوماسيين فإن الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا أبلغت روسيا بعدم حضورها هذا اللقاء الذي لم تؤكد مشاركتها فيه سوى الصين وممثل للأمم المتحدة. وقال دبلوماسي آخر “في هذه المرحلة لا نرى فائدة من مثل هذا الاجتماع، إذ إن الانقسامات من القوة بحيث لا توجد أي فرصة لأن تتوصل مجموعة العمل الدولية إلى اتفاق سياسي بشأن سوريا”.
وأدى تصاعد العمليات العسكرية في محافظة حلب غلى تزايد عدد اللاجئين السوريين الفارين إلى تركيا. وأعلن دبلوماسي تركي أن أكثر من 2000 سوري بينهم ضابط رفيع لجأوا أمس إلى تركيا إثر الغارة الجوية التي استهدفت مدينة أعزاز في ريف حلب. وقال هذا الدبلوماسي إن عدد اللاجئين السوريين بلغ 62 ألفاً. وبعد تكرار عمليات الخطف التي استهدفت سوريين معارضين في لبنان وأتراكاً احتجاجاً على خطف لبنانيين شيعة في سوريا حذرت الولايات المتحدة رعاياها المقيمين في لبنان من تزايد مخاطر استهدافهم وطالبتهم بمزيد من الحذر، بحسب ما جاء في بيان للسفارة الأمريكية في بيروت. كما طلبت تركيا مجدداً من مواطنيها عدم التوجه إلى لبنان. وجاء في بيان لوزارة الخارجية “من الأفضل لمواطنينا عدم التوجه إلى لبنان إلا في حالة الضرورة القصوى”. وحذر الصليب الأحمر البريطاني من الخطر الذي يواجهه العاملون الإنسانيون بسبب المعارك الدائرة في سوريا والذي قد يحول دون إيصال المساعدات الطبية إلى المدنيين. وأكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن عائلة مواطن لبناني مخطوف في سوريا التقت مسؤولي اللجنة الذين أبدوا استعدادهم لإجراء اتصالات من أجل معرفة مصير حسان المقداد الذي أثار اختفاؤه في دمشق توتراً أمنياً واسعاً في لبنان، إذا طلب منها ذلك.
من جهة أخرى، أعلن متحدث باسم الخارجية الإيرانية أن إيران تدعم اقتراحاً للرئيس المصري محمد مرسي لإنشاء مجموعة اتصال مع مصر وإيران والسعودية وتركيا لتسوية الأزمة السورية.
وغادر رئيس الوزراء السوري المنشق رياض حجاب الأردن إلى قطر، في زيارة تستمر 3 أيام، كما أعلن المتحدث باسمه محمد العطري. وحدد برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة هدفاً له بتغذية مليون شخص بحلول نهاية سبتمبر المقبل في سوريا حيث يعاني السكان مشكلات كبيرة بسبب أعمال العنف. ميدانياً أدت المواجهات وأعمال العنف في سوريا إلى سقوط 184 قتيلاً بينهم 155 مدنياً و21 جندياً و8 مقاتلين من المعارضة حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وتجددت الاشتباكات في أحياء جنوب وغرب دمشق بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين، فيما يستمر القصف على أحياء في مدينة حلب ودمشق وإدلب. وتأتي أعمال العنف الجديدة هذه غداة إعلان مجلس الأمن الدولي تعليق مهمة مراقبي الأمم المتحدة في سوريا الذين نشروا في أبريل الماضي لمراقبة وقف لإطلاق النار لم يطبق.
وأطلقت الدعوات إلى التظاهر أمس ضد نظام بشار الأسد تحت شعار “بوحدة جيشنا الحر يتحقق نصرنا”. من جهته، ندد رائد فضاء سوري كان ضمن بعثة فضاء سوفيتية قبل نحو 25 عاماً بتقاعس العالم عن كبح جماح العنف في بلاده وحث معارضي الرئيس بشار الأسد على مواصلة كفاحهم.
وفر اللواء محمد أحمد فارس وهو طيار عسكري وأول سوري يسافر للفضاء إلى تركيا قبل 10 أيام وانضم إلى صفوف المنشقين البارزين ومن بينهم عمداء في الجيش ورئيس الوزراء السابق رياض حجاب.