لندن - (أ ف ب): تتواصل المشاورات الدبلوماسية لإيجاد حل لقضية مؤسس موقع “ويكيليكس” جوليان أسانج اللاجئ لدى سفارة الإكوادور في لندن الذي يبدو مصيره مجهولاً أكثر من أي وقت مضى على رغم اللجوء السياسي الذي منحته إياه كيتو. وما زال 20 شرطياً بريطانيا يقومون بحراسة مداخل المبنى الذي يضم البعثة الإكوادورية التي تحولت سجناً للأسترالي الذي لجأ إليها في 19 يونيو الماضي. وقال موقع “ويكيليكس” عبر “تويتر” إن “تكتيك الترهيب البريطاني مستمر”. وفي حال حاول أسانج مغادرة السفارة، فقد يتم اعتقاله فوراً بموجب مذكرة توقيف أصدرتها السويد في إطار قضية اغتصاب واعتداء جنسي وهي اتهامات ينفيها. وفور إعلان كيتو أنها ستمنح أسانج اللجوء السياسي، حذرت بريطانيا من أنها لن تمنحه تصريحاً بالمرور وأكدت أن هذا الأمر لا يغير “شيئاً” في إجراءات تسليمه. إلا أن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ استبعد التهديد باقتحام السفارة الذي يسمح به قانون صدر في 1987، مؤكداً أن القرار في هذه القضية “يمكن أن يستغرق وقتاً كبيراً”. وفي مواجهة التصلب البريطاني، حاولت الإكوادور الحصول على تأييد دول أمريكا الجنوبية لقضيتها. وقد دعت وزراء خارجية اتحاد الدول الأمريكية الجنوبية إلى اجتماع غداً في غواياكيل لدراسة الوضع. ويفترض أن تقرر منظمة الدول الأمريكية من جهتها الدعوة إلى اجتماع في 23 أغسطس في واشنطن. كما تنوي كيتو نقل القضية إلى محكمة العدل الدولية لإجبار بريطانيا على منح أسانج تصريحاً بالمرور. وقال ناطق باسم الخارجية البريطانية “نحن مصممون على العمل مع الإكوادوريين لتسوية هذه القضية بشكل ودي”. وفي السويد التقى ممثل عن وزارة الخارجية سفير الإكوادور لتذكيره “بالمبادئ الأساسية للنظام القضائي” السويدي. وحالياً يلف الغموض مصير مؤسس ويكيليكس الموقع المتخصص بنشر وثائق سرية. وتساءلت الصحف البريطانية عن كيفية الخروج من هذا المأزق واستعرضت سيناريوهات عدة لإخراجه إن لم تؤد الطرق الدبلوماسية إلى اتفاق. هل سيغادر المكان بسيارة تابعة للسفارة؟ وفي هذه الحالة قد يتم توقيفه عند صعوده إلى الطائرة. هل يمكن أن يرحل بحاوية تحمل خاتم “حقيبة دبلوماسية”؟
وجرت محاولة فاشلة من هذا النوع لتهريب وزير نيجيري سابق في 1984 والطرود الدبلوماسية تخضع للكشف بالأشعة السينية. تبقى فرضية أن تمنح الإكوادور أسانج وضعاً دبلوماسياً أو وضع ممثل لدى الأمم المتحدة. لكن القضاء البريطاني سمح بتسليمه وكيتو “ملزمة باحترام القوانين البريطانية”، كما كتبت صحيفة الغارديان. من جهتها، أشارت البي بي سي إلى أن الشرطة البريطانية “أوقفت عدداً كبيراً من الدبلوماسيين من قبل”. وقالت الإكوادور في قرار منح أسانج اللجوء السياسي إنه إذا أُدخل الأسترالي “الحبس الاحتياطي في السويد فستجري سلسلة من الحوادث التي لا يمكن أن تنتهي إلا بتسليمه” إلى بلد ثالث هو الولايات المتحدة.