موسكو - (وكالات): حكمت محكمة في موسكو بالسجن سنتين على الشابات الثلاث في فرقة “بوسي رايوت” الروسية أمس بتهمة “إثارة الشغب” بعد إقامتهن “صلاة” داخل كاتدرائية انتقدن فيها الرئيس فلاديمير بوتين، عقب محاكمة أثارت اهتماماً عالمياً. ويبدو من خلال الحكم القاسي أنَّ بوتين لا يعتزم التنازل لا للمعارضة ولا للغرب، الذي أبدى قلقه من إحكام سيطرته على روسيا. وفي حين أثار الحكم انتقادات في أوروبا وواشنطن، التي أعربت عن قلقها من أثر ذلك على حرية التعبير، دعت بطريركية روسيا إلى “الرافة” إزاء ناديا تولوكونيكوفا وايكاترينا ساموتسيفيتش وماريا أليخينا اللواتي أقمن في 21 فبراير الماضي في كاتدرائية المسيح المخلص في موسكو “صلاة اعتراض” طلبن فيها من السيدة العذراء مريم أن “تخلصهن من بوتين”. وأعلنت رئيسة محكمة خاموفنيتشيسكي في موسكو القاضية مارينا سيروفا إدانة الشابات بتهمة “إثارة الشغب” و«التحريض على الكراهية الدينية”. وأشارت القاضية إلى أنَّ المتهمات الثلاث لم يبدين أي “ندم” على فعلتهن متهمة إياهن “بانتهاك النظام العام” و«الإساءة لمشاعر المؤمنين”. وبعد قليل من صدور الحكم، اعتبرته وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون بأنه لا يتناسب مع التهمة.وتحدثت فرنسا والولايات المتحدة عن حكم “غير متناسب”. واعتبرت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل الحكم “مبالغاً في قسوته” وقالت إنَّ الحكم بالسجن “لا ينسجم مع القيم الأوروبية لدولة لا قانون ومع الديمقراطية، التي أعلنت روسيا تأييدها لها باعتبارها عضواً في مجلس أوروبا”. وكان وزير خارجية ألمانيا غيدو فسترفيلي قال إنه “قلق من تبعات هذه العقوبة على مستقبل وحرية المجتمع المدني في روسيا”.وأثارت بطريركية روسيا الدهشة بنشرها بياناً يدعو إلى الرأفة إزاء الشابات الثلاث. ـوقال المتحدث باسم بوتين، ديميتري بسكوف في تصريح نقلته إنترفاكس إنه لا يسعه التعليق على الحكم وقال “كل ما يمكنني قوله إن القرار عائد للمحكمة. لقد قال بوتين مراراً للصحافيين إنه لا يحق له فرض وجهة نظره على المحكمة”. وأكَّد نيكولاي بولوزوف أحد محامي الشابات أنهن سيستأنفن الحكم، معتبراً في تغريدة على تويتر أنَّ السلطات الروسية “أدانت نفسها بنفسها” بهذا الحكم.وشبه المدون المعارض المناهض للفساد الكسي نافالني المحاكمة “بمحاكم التفتيش” كما نقلت عنه إنترفاكس. ورأى الكاتب المعارض بوريس أكونين لتلفزيون دوجد “أنه ببساطة ضرب من الغباء”.وأقيمت تجمعات مؤيدة للمتهمات في روسيا وفي مدن أوروبية عدة، من وارسو إلى سيدني مروراً بباريس ونيويورك. وكان محامو الدفاع طلبوا الإفراج عن الفتيات فيما شبهت إحداهن المحاكمة “بمحاكمات الترويكا في الحقبة الستالينية”، في إشارة إلى المحاكمات الاعتباطية السريعة، التي كانت تقوم بها لجان من 3 أشخاص إبان حكم ستالين، وكانت تنتهي بالحكم بالسجن أو حتى بالإعدام. والعقوبة القصوى للمدانين “بإثارة الشغب” هي السجن 7 سنوات. وأوقفت الشرطة 60 شخصاً من أنصار “بوسي رايوت”، بينهم زعيم جبهة اليسار سيرغي اودالتسوف وبطل العالم السابق في الشطرنج غاري كاسباروف للتحقيق معهم واقتيدوا في سيارة للشرطة.كذلك شهدت مدن روسية عدة تجمعات مؤيدة للمتهمات الثلاث، منها في ايكاتيرينبورغ بمنطقة الأورال وسامارا في الفولغا. واتخذت هذه القضية بعداً دولياً حيث تلقت الشابات الثلاث دعماً كبيراً في العالم لاسيما من قبل نواب ألمان والمغنية الأمريكية مادونا والفنانة يوكو اونو أرملة جون لينون، أو حتى عضو فرقة البيتلز السابق بول ماكارتني.
970x90
970x90