شرع الله سبحانه لعباده صلاة العيد، يوم العيد وهي من تمام ذكر الله عز وجل، أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بها أمته رجالاً ونساءً، وأمره مطاع لقوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم} [محمد: 33].
وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم النساء أن يخرجن إلى صلاة العيد، مع أن البيوت خير لهن فيما عدا هذه الصلاة، هذا دليل على تأكيدها. قالت أم عطية رضي الله عنها: ((أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نخرجهن في الفطر والأضحى، العواتق والحيض وذوات الخدر فأما الحيض فيعتزلن المصلى ويشهدن الخير ودعوة المسلمين: قلت يا رسول الله إحدانا لا يكون لها جلباب، قال: لتلبسها أختها من جلبابها)) متفق عليه. “الجلباب: لباس تلتحف فيه المرأة بمنزلة العباءة”.
من السنة أن يأكل قبل الخروج إلى الصلاة في عيد الفطر تمرات وتراً ثلاثاً أو خمساً أو أكثر من ذلك يقطعها على وتر.. لقول أنس بن مالك رضي الله عنه: (كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمرات ويأكلهن وتراً) رواه أحمد والبخاري. وأن يخرج ماشياً لا راكباً إلا من عذر كعجز وبعد، لقول على بن أبي طالب رضي الله عنه: (من السنة أن يخرج إلى العيد ماشياً) رواه الترمذي وقال: حديث حسن. ويسن للرجل: أن يتجمل ويلبس أحسن ثيابه، كما في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال: ((أخذ عمر جبة من استبرق -أي حرير- تباع في السوق فأتي بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ابتع هذه يعني اشترها تجمل بها للعيد والوفود، فقال رسول الله صلى الله عليه سلم: ((إنما هذه لباس من لا خلاق له)) إنما قال ذلك لكونها حريراً. ولا يجوز للرجل أن يلبس شيئاً من الحرير أو شيئاً من الذهب لأنهما حرام على الذكر من أمة محمد صلى الله عليه وسلم.
أما المرأة فتخرج إلى العيد غير متجملة ولا متطيبة ولا متبرجة ولا سافرة، لأنها مأمورة بالتستر منهية عن التبرج بالزينة وعن التطيب حال الخروج.
ويؤدي الصلاة بخشوع وحضور قلب، ويكثر من ذكر الله ودعائه ويرجو رحمته، ويخاف عذابه، ويتذكر باجتماع الناس في الصلاة على صعيد المسجد اجتماع الناس في المقام الأعظم بين يدي الله عز وجل في صعيد يوم القيامة، ويرى إلى تفاضلهم في هذا المجتمع فيتذكر به التفاضل الأكبر في الآخرة. قال تعالى: {انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض وللآخرة أكبر درجات وأكبر تفضيلاً} [الإسراء: 21]. وليكن فرحاً بنعمة الله عليه بإدراك رمضان وعمل ما تيسر فيه من الصلاة والصيام والصدقة وغير ذلك من الطاعات، فإن ذلك خير من الدنيا وما فيها {قل بفضــــــل الله وبرحمتــــــه فبــــــذلك فليفرحـــــــــوا هــو خير مما يجمعـــــــون} [ يونـــــس: 58 ].