في يوم حار من أيام أغسطس الجاري يقوم أطفال بتلاوة آيات من القرآن وهم راكعون وحفاة في مسجد قرية لاينيتسا جنوب غرب بلغاريا الذي يتهم أمامه باتباع نهج “متطرف”.
تقول زينب وهي طفلة في العاشرة من عمرها ترتدي سروالاً تقليدياً فضفاضاً ومزركشاً “شالفار” وتغطي رأسها بوشاح تزينه رسوم على شكل ورود، “إني أتعلم ديننا، هذا ما أريده وأهلي يشجعوني على ذلك”.
وكانت تكرر صلاة بالعربية بعد أمام القرية الشاب محمد قمبر الذي درس في جامعة عامة في المملكة العربية السعودية، والذي اتهمته النيابة العامة في يناير بنشر “التطرف”. ويرى هذا الإمام أن مفهوم التطرف “يأتي من الغرب، في العربية لا وجود له”. وقال “إذا كانوا يقصدون بهذه الكلمة قنابل واعتداءات، فإن الإسلام يحظر ذلك بشكل قاطع وأنا أول من يرفضه. وإذا كان هذا هو الحال فمن كان ليرسل أطفاله إلى هنا؟”. وكانت النيابة العامة فرضت الإقامة الجبرية في يناير الماضي على 13 شخصاً من أئمة ودعاة بينهم محمد قمبر، لاتهامهم بالانتماء إلى منظمة إسلامية. وبحسب النيابة العامة فإنهم نشروا بين 2008 و2010 أيديولوجية “متشددة تستند إلى الفكر المتشدد” في خطب في المساجد وندوات ولقاءات تعقد في مقاه.
وكانت الولايات المتحدة اعتبرت في تقرير صدر في 2005 ونشر على موقع ويكيليكس “أن التطرف في بلغاريا يشكل مصدر قلق حقيقي” بسبب “البطالة المتزايدة” و«التمييز طويل الأمد”.
وبلغاريا، البلد المسيحي الإرثوذكسي الذي يعد 7.4 مليون نسمة، تضم نسبياً أكبر أقلية مسلمة في الاتحاد الأوروبي إذ يقدر المسلمون بـ13% من عدد السكان. وبين هؤلاء أتراك و«بوماك”، أي البلغار الذين اعتنقوا الإسلام أثناء الحكم العثماني لمناطق البلقان، وغجر.
والمتهمون هم من البوماك، المسلمين الأكثر تديناً، الذين يعتبرون الإسلام هويتهم كما لفتت يفغينيا ايفانوفا البرفيسورة المتخصصة في دراسة هذه الأقلية. وفي أكتوبر 2010 دخلت الشرطة أثناء تفتيشها لمنزل محمد قمبر في مواجهة من سكان من لاينيتسا منعوا رجال الشرطة طوال خمس ساعات من حمل الكتب المصادرة.