بعد تخلصه من نحو سبعة كيلو جرامات الصيف الماضي أصبح كريم بنزيمة أخيراً في قمة مستواه واقترب من إكمال موسم رائع مع قرب انطلاق بطولة أوروبا لكرة القدم 2012. وأصبح بنزيمة (24 عاماً) الذي انضم لريال مدريد الإسباني من أولمبيك ليون في 2009 أكثر خطورة في منطقة الجزاء وكلل مجهوده الكبير بأهداف رائعة تظهر قدراته الحقيقية. ولعب بنزيمة في مركز صانع اللعب وأدى أدوارا دفاعية ليضيف إلى مهاراته الفنية وقدرته على تسجيل الأهداف ويتلقى الإشادة من جوزيه مورينيو مدرب ريال بطل إسبانيا. وقال مورينيو في نوفمبر الماضي “تحسن مستوى بنزيمة من جميع النواحي المتعلقة بكرة القدم. أصبح أقوى بدنياً وذهنياً ويفهم اللعبة بشكل أفضل.” وأضاف “نعرف أنه يمكن أن يكون مهاجماً خطيراً لكن مستواه الدفاعي تطور كثيراً. بالنسبة لي فإن بنزيمة الحقيقي أصبح يلعب الآن في مدريد.” ومنذ عامين استبعد بنزيمة من تشكيلة فرنسا المشاركة في كأس العالم لعدم مشاركته في المباريات بانتظام مع ريال لكن الأمور تغيرت سريعا بعدما تلقى اللاعب النصيحة من مورينيو ولوران بلان مدرب فرنسا الذي قال: إنه في حاجة إلى إنقاص وزنه. وبعد السفر الصيف الماضي إلى ميرانو في إيطاليا والتدريب بجدية في عيادة تأهيلية نجح بنزيمة في إنقاص وزنه وأصبح جسمه مناسبا لكرة القدم الحديثة وتلقى الإشادة من بلان. وقال بلان “بنزيمة تعلم من أخطائه. أهم شيء هو عدم تكرار الأخطاء ونحن نثق في أن بنزيمة سيكون من أفضل مهاجمي أوروبا عندما يكون جاهزاً”. والآن أصبح بنزيمة جاهزاً. وأصبح بنزيمة المهاجم الأساسي في تشكيلة ريال على حساب زميله الأرجنتيني جونزالو هيجوين كما أصبح أكثر اللاعبين الفرنسيين تسجيلاً للأهداف في الدوري الإسباني متفوقاً على زين الدين زيدان. وأظهر بنزيمة تطوراً كبيراً في مستواه مع فرنسا أيضاً وأحرز خمسة أهداف في 15 مباراة أهمها في مرمى منتخبي البرازيل وإنجلترا. كما وضع بنزيمة بلاده على طريق التأهل لبطولة أوروبا بعدما قدم عرضاً رائعاً وأحرز هدفاً في فوز فرنسا على مضيفتها البوسنة 2 مقابل صفر ليعوض الفريق خسارته في الجولة الافتتاحية على أرضه أمام روسيا البيضاء 1 مقابل صفر. وخاض بنزيمة الذي بدأ مشواره في ليون وعمره تسع سنوات مباراته الأول كمحترف عندما بلغ عامه السابع عشر في 2005 وخطف الأضواء في موسم 2007-2008 عندما أحرز هدف فوز فرنسا على النمسا 1مقابل صفر في ظهوره الدولي الأول. ورغم ذلك فشل بنزيمة في التألق بعد الانتقال إلى ريال مدريد وأصبح يجلس كثيراً على مقاعد البدلاء لصالح هيجوين. وفي ظل عدم قتاله على مكان في التشكيلة الأساسية واجه بنزيمة انتقادات من مورينيو الذي برر استبعاده بقوله “ إذا ذهبت إلى الصيد بكلب جيد فانك تصطاد الكثير أما إذا ذهبت بقطة فسوف تصطاد القليل”. ويبدو أن هذه المقارنة حققت الأثر المرغوب؛ إذ أصبح بنزيمة أكثر لياقة وشغفاً لتسجيل الأهداف ودخل التشكيلة الأساسية بدلاً من هيجواين خاصة في المباريات المهمة والمؤثرة. وبدا بنزيمة متفاهماً مع زملائه كريستيانو رونالدو وكاكا ومسعود أوزيل وأحرز العديد من الأهداف وصنع لهم الكثير ليحرز ريال لقب الدوري لأول مرة منذ 2008. وإذا تمكنت فرنسا من السير على خطى بنزيمة في تألقه فان مستواها سيتطور كثيرا في بطولة أوروبا.