لندن - (أ ف ب): ينطلق الموسم الجديد من الدوري الإنجليزي لكرة القدم اليوم السبت على وقع أكثر الانتقالات صخباً، بعد استقدام مانشستر يونايتد وصيف الموسم الماضي الهداف الهولندي روبن فان برسي من غريمه اللدود آرسنال.
ووجه يونايتد، الذي تنازل عن لقبه الموسم الماضي لمصلحة جاره مانشستر سيتي، صفعة قوية لباقي منافسيه على اللقب قبل بداية الـ»برميير ليغ» من خلال ضم فان برسي هداف الموسم الماضي مع 30 هدفاً، الذي فضل فريق المدرب السير أليكس فيرغوسون على الجار الأزرق سيتي.
قلب دافع يونايتد المخضرم ريو فرديناند شرح وجهة نظر مدربه في موضوع استقدام فرديناند: «كان المدرب يقول لي دوماً إن أهمية فترة الانتقالات ليست بهوية اللاعب الذي تجلبه، بل بالقدرة على قلب الأوضاع في غرف الملابس. وأعتقد أن هذا الأمر سيحصل بالتأكيد هذه المرة».
وتابع فرديناند: «التوقعات هنا أعلى من أي مكان آخر في العالم، البعض يلعب بشكل رائع والبعض الآخر يخالف التوقعات، لكن لا شكوك لدي حول روبن. أعرف أن هدفه لن يكون أنانياً، بل سينصب على حصد الألقاب، وإذا نجح بتسجيل الأهداف كما فعل الموسم الماضي، سنكون كلنا سعداء في النهاية».
وسيكون متاحاً لفيرغوسون، الذي غابت الألقاب عن خزائنه الموسم الماضي لأول مرة منذ 2005، إشراك فان برسي والياباني شينجي كاغاوا القادم من بوروسيا دورتموند الألماني في المباراة الأولى ضد إيفرتون الإثنين المقبل في ختام المرحلة.
اعتبر المدرب الاسكتلندي أن تعاقد فريقه مع فان بيرسي (29 عاماً) سيمنح «الشياطين الحمر» قوة هجومية ضاربة مشابهة لتلك التي كان يتمتع بها عام 1999، حين توج برباعية الدوري والكأس المحليين ومسابقة دوري أبطال أوروبا وكأس إنتركونتيننتال.
ضرب فيرغوسون ضربته وسيضم في خطه الأمامي أفضل الهدافين في الدوري الممتاز الموسم الماضي، فان بيرسي وواين روني ثاني الهدافين برصيد 27 هدفاً.
يشعر فيرغوسون أنه بوجود داني ويلبيك والمكسيكي خافيير هرنانديز والوافد الجديد كاغاوا، أصبح بإمكان الفريق الحالي منافسة ذلك الذي خاض موسم 1999 وتوج بالرباعية التاريخية مع أندي كول والترينيدادي دوايت يورك وتيدي شيرينغهام والنروجي اولي غونار سولسكيار.
وأضاف فيرغوسون «إذا عدنا بالزمن إلى 1999 كنا نملك دوايت واندي وتيدي وأولي غونار - أفضل أربعة مهاجمين في أوروبا - ونحن نخطو الآن في هذا الاتجاه. نحن نملك تشيتشاريتو، واين، روبن، داني ويلبيك وكاغاوا. إنه مزيج مذهل من اللاعبين. آمل أن أختار المزيج الصحيح».
يعد الدوري الإنجليزي بالكثير من التشويق والإثارة، نسبة إلى ما شهدته الملاعب البريطانية من سيناريوهات دراماتيكية في الموسم الماضي، وكان آ خرها مباراة سيتي وكوينز بارك رينجرز (3-2) التي سجل فيها لاعبو المدرب الإيطالي روبرتو مانشيني هدفين في الوقت الضائع منحا اللقب للفريق الذي يملكه الشيخ الإماراتي منصور بن زايد آل نهيان.
وسجل الأرجنتيني سيرخيو اغويرو هدف الفوز ومنح النقاط الثلاث التي كان مانشستر سيتي بحاجة إليها لتحقيق اللقب منذ 44 عاماً وتحديداً منذ عام 1968 والثالث في تاريخه بعد الأول عام 1937، في الدقيقة الرابعة قبل الأخيرة من الوقت بدل الضائع رافعا رصيده إلى 23 هدفاً في المركز الثالث على لائحة الهدافين.
وسعى مانشيني إلى تدعيم صفوفه، على رغم أنه يضم هجومياً أغويرو والإيطالي ماريو بالوتيلي والأرجنتيني الآخر كارلوس تيفيز والبوسني ادين دجيكو، بيد أن فان برسي فضل «الشياطين الحمر» في صفقة قدرت بـ24 مليون جينه إسترليني، ورضخ لوسائل إقناع فيرغوسون، في وقت صب فيه مانشيني غضبه على إدارته لعدم إتمامها أي تعاقدات جديدة.
وأقر مانشيني بعدم رضاه على المدير الرياضي للنادي براين ماروود بعد فشله في الحصول على اللاعبين الذين يرغب في ضمهم لتعزيز صفوف فريقه.
وكانت بداية مشوار سيتي جيدة هذا الموسم، إذ نجح بفك عقدة أخرى لازمته لأعوام طويلة بعد أن توج بلقب درع المجتمع الإنجليزية بفوزه على تشلسي بطل أوروبا 3-2 الأحد الماضي على ملعب «فيلا بارك».
وقاد مانشيني سيتي إلى لقب درع المجتمع (الدرع الخيرية سابقاً)، للمرة الأولى منذ 1972 والرابعة في تاريخه (توج بها عامي 1937 و1968 أيضاً)، معوضاً خسارة الموسم الماضي أمام الجار اللدود يونايتد (2-3).
وشكل الفوز بالدرع دفعة معنوية هامة لسيتي قبل أن يبدأ حملة الدفاع عن لقب الدوري بعد غد الأحد في مواجهة ضيفه ساوثمبتون على أن يحل في الأحد الذي يليه ضيفاً على ليفربول في قمة مبكرة. وقال تيفيز الذي هز الشباك بطرقة رائعة في مباراة تشلسي، علماً بأنه غاب عن معظم فترات الموسم الماضي لإيقافه من قبل ناديه لعدم انصياعه لقرارات مانشيني: «أشعر بالتجدد، وأسعى لتقديم موسم جيد. أنا أفضل الآن وأفكر بلعب كرة القدم».
أما تشلسي سادس الموسم الماضي بفارق 25 نقطة عن سيتي ويونايتد وهو المركز الأسوأ منذ شراء الروسي رومان إبراموفيتش النادي قبل تسعة أعوام، فيعتبر أحد أبرز المرشحين لمنافسة طرفي مانشستر على اللقب، ويبدأ مشواره أمام ضيفه ويغان أثلتيك الأحد المقبل على أن تكون أولى مواجهاته القوية في المرحلة الثالثة أمام ضيفه نيوكاسل يونايتد.
وفشل مدرب «البلوز» الإيطالي روبرتو دي ماتيو في إضافة لقب درع المجتمع إلى لقبي كأس إنجلترا ودوري أبطال أوروبا اللذين توج بهما الموسم الماضي، على حساب ليفربول وبايرن ميونيخ الألماني على التوالي، بعد أن حل بدلاً من البرتغالي اندري فياش-بواش، وقيادة تشلسي إلى لقب درع المجتمع للمرة الأولى منذ 2009 والخامسة في تاريخه.
لكن فريق الملياردرير إبراموفيتش، الذي خسر هدافه العاجي ديدييه دروغبا المنتقل إلى الدوري الصيني، حاول التعويض مستثمراً 60 مليون جنيه لضم المهاجم البلجيكي الفذ ادين هازار (21 عاماً) من ليل الفرنسي ولاعب الوسط البرازيلي أوسكار (20 عاماً) من إنترناسيونال. كما ضم شقيق هازار تورغان (19 عاماً) والألماني ماركو مارين.
وفي حال نجح الشقيقان في اللعب معا في الفريق الأول لتشلسي فسينضمان إلى لائحة من الأشقاء الذين دافعوا عن ألوان اللندني: راي وغراهم ويلكينز، رون والن هاريس، جون وبيتر سيليت وكريس ووليام فيرغوسون.
صحيح أن آرسنال الذي سيفتتح الدوري اليوم السبت باستضافة سندرلاند، خسر فان بيرسي الذي حمل ألوانه منذ 2004 (96 هدفاً في الدوري)، إلا أن مدربه الفرنسي آرسين فينغر تعاقد مع مواطنه أوليفييه جيرو من مونبلييه، بطل الدوري الفرنسي للموسم الماضي، كما عزز صفوف «المدفعجية» بالمهاجم الألماني لوكاس بودولسكي من كولن ولاعب الوسط الإسباني سانتي كازورلا من ملقة. ليفربول مع مدربه الجديد برندن رودجرز القادم من سوانزي، يستهل حملته بمواجهة مضيفه وست بروميتش البيون اليوم السبت، وهو ضم الإيطالي فابيو بوريني من روما والويلزي جو الن من سوانزي، وتوصل إلى اتفاق مع الجناح الدولي المغربي أسامة السعيدي (24 عاماً).
وفي باقي المباريات، يلعب السبت فولهام مع نوريتش سيتي، ووستهام مع استون فيلا، وريدينغ مع ستوك سيتي، وكوينز بارك رينجرز مع سوانزي، ونيوكاسل يونايتد مع توتنهام.