موسكو - (أ ف ب): واجهت روسيا عاصفة انتقادات دولية بسبب الحكم على المغنيات الثلاث في فرقة «بوسي رايوت» لموسيقى البانك بالسجن عامين بسبب أغنية احتجاجية أدّينها في كاتدرائية في موسكو، في المقابل، أصدرت الخارجية الروسية بياناً ردت فيه بأن قوانين الدول الغربية تشمل كذلك عقوبات على تهم القيام بأعمال شغب في أماكن العبادة ذاكراً ألمانيا حيث قد تصل العقوبات إلى السجن 3 سنوات.
وبرزت تكهنات حول احتمال تخفيف عقوبة الفتيات الثلاث ناديجدا تولوكونيكوفا وماريا اليوخينا وايكاترينا ساموتسيفيتش بعد رد الفعل الدولي المندد فيما يشكك الجمهور الروسي كذلك في العقوبة.
وقالت القاضية مارينا سسيروفا إن الفتيات الثلاث أبدين «قلة احترام واضحة للمجتمع» عبر أداء «صلاة بانك» قبل أسابيع على انتخاب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مارس الماضي لولاية رئاسية ثالثة.
واعتبرت الولايات المتحدة الحكم «غير متناسب» مع الفعل فيما رأت بريطانيا وفرنسا والاتحاد الأوروبي أن العقاب مفرط وشككت بسجل روسيا في مجال حقوق الإنسان.
وأمام هذه الانتقادات أصدرت الخارجية الروسية بياناً ردت فيه بأن قوانين الدول الغربية تشمل كذلك عقوبات على تهم القيام بأعمال شغب في أماكن العبادة ذاكراً ألمانيا حيث قد تصل العقوبات إلى السجن 3 سنوات.
وتساءل الإعلام وسياسيون روس عن إمكانية تخفيض حكم الشابات الثلاث.
وقالت صحيفة «كومسومولسكايا برافدا» اليومية «هناك شعور بأن محكمة موسكو ستقوم بعد استئناف المحامين بتخفيض «الحكم» إلى عام واحد وستطلق سراح أولئك النساء الطائشات ليعدن إلى أطفالهم وأحبائهن». واعتبر العضو في الحزب الحاكم اندري ايساييف الحكم «قاسياً» مشيراً إلى أن بوتين لم يعلن عن رأيه الكامل في المسألة. أما المرشح السابق لرئاسة الجمهورية الملياردير ميخائيل بروخوروف فكتب على مدونته أن الحكم «خطأ استراتيجي يضر إلى حد كبير بهيبة النظام القضائي».
كما أعرب مسؤولون كنسيون كبار عن تفضيل عقاب أقل قسوة.
وقال الكاهن الإصلاحي اندري كوراييف على مدونته إن «الحكم برمته يستند إلى أساس متزعزع وهو التأكيد على أن أفراد فرقة البانك جميعهن يكرهن المسيحيين الأرثوذوكس والأرثوذكسية بشكل عام».
وأصدر مجلس رفيع في الكنيسة الأرثوذكسية بياناً رسمياً دعا فيه الدولة إلى «الرحمة بالمدانات في إطار القانون». كما انتقد مواطنون عاديون روس الحكم. وأفادت شرطة موسكو أنها أفرجت عن أكثر من 50 محتجاً كانت أوقفتهم أمام المحكمة مع توجيه تهم إلى البعض بجنح غير جنائية على مستوى النظام العام، وفقاً لوكالة أنباء «ايتار تاس». وأوقفت الشرطة 60 شخصاً من أنصار «بوسي رايوت»، بينهم زعيم جبهة اليسار سيرغي اودالتسوف وبطل العالم السابق في الشطرنج غاري كاسباروف للتحقيق معهم واقتيدوا في سيارة للشرطة. كذلك شهدت مدن روسية عدة تجمعات مؤيدة للمتهمات الثلاث منها في ايكاتيرينبورغ بمنطقة الاورال وسامارا في الفولغا. ويأتي الحكم في نفس الأسبوع الذي يكمل فيه الرئيس الروسي فترة الـ100 اليوم في السلطة إثر عودته إلى الكرملين في ولاية رئاسية ثالثة والتي شدد فيها الرقابة على منظمات المجتمع المدني رداً على حركة احتجاج قامت ضده.