بيروت - (وكالات): شنت قيادات سياسية معارضة في لبنان هجوماً عنيفاً على المواقف التي أطلقها الأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله، تجاه القضايا السورية والملفات الداخلية، ورفضوا نفي الحزب لعلاقته بالمجموعات العشائرية الشيعية التي نشطت مؤخراً.
ونقلت وكالة الأنباء اللبنانية عن النائب المعارض، نديم الجميل، أن «حزب الله» يغطي ما يحصل «رغم قول أمينه العام أن الوضع أصبح خارج السيطرة، فالسلاح الذي رأيناه هو سلاحه الموضوع بتصرف عائلة المقداد» في إشارة إلى الأُسرة التي أعلنت مسؤوليتها عن أعمال الخطف. وقال «كنا نعتقد أن السيد حسن نصرالله مسؤول. فمن إذن يمنع القوى الأمنية من دخول الضاحية والمربع الأمني وجلب المطلوبين من المحكمة الدولية أو المطلوبين للتحقيق في محاولة اغتيال النائب بطرس حرب؟ كما إن كلامه بألا علاقة لحزب الله بكل هذا العرض المسلح كلام غير صحيح وغير مقبول».
وأضاف الجميل، وهو أحد أبرز القيادات الشابة في الساحة المسيحية اللبنانية «كل المآسي التي يعاني منها لبنان هي بسبب سلاح «حزب الله»، من الجمود الذي يصيب الاقتصاد، إلى مشاكل أزمة الكهرباء، إلى الضمان، والاستشفاء، إلى إدخال بضائع بكميات من دون تسديد الجمرك، كل ذلك لأن سلاح الحزب هو لمواجهة المسؤولين».
وحول عملية اعتقال الوزير والنائب السابق، ميشال سماحة، بتهمة التحضير لموجة تفجيرات في لبنان قال الجميل إن المهم هو «أن فرع المعلومات تجرأ على اقتحام منزل رمز الرئيس السوري بشار الأسد في لبنان. وأترك للقضاء متابعة التحقيقات، فهو المسؤول الوحيد عن الإدانة أم لا».
وكان الأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله، قد تحدث بمناسبة «يوم القدس» فهدد بتحويل حياة ملايين الإسرائيليين «إلى جحيم» في حال حصول هجوم على لبنان، كما حذر من مغبة تنفيذ عملية عسكرية ضد إيران قائلاً إن رد الأخيرة سيكون «صاعقاً وعظيماً،» وانتقد تعليق عضوية سوريا بمنظمة التعاون الإسلامي.
وفي الشأن اللبناني الداخلي، تجنب نصرالله الإشارة بأي صورة إلى قضية النائب والوزير السابق، ميشال سماحة، أحد أبرز حلفاء النظام السوري في بيروت، والموقوف بتهمة التحضير لتفجيرات تثير النزاعات الطائفية بطلب من دمشق. من جهته، حذر رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي من أن لبنان يمر بمرحلة هي الأصعب والأدق في تاريخه الحديث.
وقال ميقاتي في رسالة إلى اللبنانيين عشية عيد الفطر «يطل العيد هذا العام ولبنان يمر بمرحلة، هي الأصعب والأدق في تاريخه، بفعل انعكاس تطورات الأوضاع في المنطقة عليه، واستمرار حال الانقسام الداخلي ووجود خيارات وتوجهات مختلفة في مقاربة هذه التطورات».
وأضاف «لعل حال القلق التي يعيشها جميع اللبنانيين في مختلف المناطق خير دليل على دقة الأوضاع، خصوصاً بعد الذي شهدناه في الأيام القليلة الماضية من مظاهر أعادتنا بالذاكرة إلى سنوات الحرب الأليمة التي اعتبر اللبنانيون أنهم طووا صفحتها في اتفاق الطائف».
وفي سياق متصل، تعرض 3 سوريين للخطف على أيدي 4 مسلحين على طريق مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، كما أفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية.
وقالت الوكالة «أقدم 4 مسلحين، أحدهم ملثم، يستقلون سيارة رباعية الدفع فضية اللون، على خطف 3 سوريين من داخل مخمر للموز» قرب الجسر المؤدي إلى المطار «وفروا بهم إلى الشوارع الداخلية»، مشيرة إلى أن القوى الأمنية تعمل على «محاولة معرفة الخاطفين ومصير المخطوفين».
ويأتي ذلك بعد 3 أيام على قيام عشيرة آل المقداد الشيعية بخطف 20 سوريا تقول إنهم ينتمون إلى الجيش السوري الحر إضافة إلى مواطن تركي رداً على خطف أحد أفراد العائلة في سوريا من جانب مجموعة سورية معارضة.