كتب - حذيفة يوسف:انقضى الشهر الفضيل وأيامه الـ30 هذا العام ولكل ما قدم من أعمال، إلا أن على كل من يجد قوت يومه أن يقدم “زكاة الفطر”، والتي هي واجبة على إجماع العلماء، كما فرضت على الأشخاص لا الأموال، واختلفت تقديرات الجمعيات الإسلامية المعنية بزكاة الفطر في البحرين، حيث قدرها بعضهم بما يعادل ديناراً، بينما آخرون قالوا إنها دينار ونصف، وهناك جمعيات أخرى حددت سعرها بدينارين.ويرجع اختلاف قيمة إخراجها وفقاً لتقديرات أهل العلم وذلك وفقاً للمواد التي قدروا قيمتها بها سواء أرز أو مختلف أنواع التمر، وقد أشار أهل العلم إلى أن إخراج أي قيمة من تلك القيم يؤدي الغرض المطلوب منها.وتأتي الحكمة من زكاة الفطر لتطهير نفوس الصائمين مما قد شاب صيامهم من الرفث أو اللغو، فهي كفارة له عن الزلات التي قد يقع بها البشر.وأوجب الإسلام زكاة الفطر على كل من يجد قوت يومه، وحددها بـ«صاع” من طعام أهل البلد كالأرز والدقيق والتمر وغيرها مما يقتات عليه أهل تلك البلدة، ويقدر الصاع بحوالي 2.5 كيلو جرام.وتدلل على وجوب زكاة الفطر العديد من الأحاديث النبوية ومنها “أغنوهم في هذا اليوم” وكما جاء في حديث ابن عباس ما قال” فرض رسول الله صدقة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكين”.واتفق العلماء على ضرورة إخراجها قبل صلاة عيد الفطر، وقد أداها بعض الصحابة قبل العيد بيوم أو يومين، إلا أن العلماء اختلفوا على جواز إخراجها نقداً، حيث جوزها الحنفية ، ورفض ذلك المالكية والحنابلة، إلا أن العلماء المعاصرين أشاروا إلى أن الضرورة تقتضي إخراجها نقداً لما فيه مصلحة الفقير.وتعد كزكاة عن الأبدان والنفوس وقربة لله عز وجل عن نفس المسلم، كما فيها من شكر من العبد لله عز وجل على نعمة الحياة والصحة التي أنعم الله عز وجل بها على عبده المسلم، ولذلك شرعت على الكل بمن فيهم الصغير والكبير والعبد والصائم والمفطر سواء أكان مفطراً بسبب شرعي أم غير شرعي.