عواصم - (وكالات): أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان “مقتل 131 مدنياً برصاص القوات السورية في مدن حلب وريف إدلب وريف حمص ودير الزور وريف دمشق والعاصمة نفسها، في أول أيام عيد الفطر المبارك”، بينما أشارت مصادر معارضة إلى “مقتل 5000 شخص خلال شهر رمضان فقط”. في الوقت ذاته، ذكرت تقارير أن “الرئيس السوري بشار الأسد أدى صلاة العيد بسرعة خاطفة لم تتجاوز 11 دقيقة، شملت الخطبة والصلاة، فيما نشرت صور حول تسرع الأسد للانتهاء من الصلاة، حيث أدار وجهه للتسليم قبل الإمام. واعتبر ناشطون أن تسليم الأسد قبل الإمام ناتج عن الخوف والترقب”.
وخلافاً لعادة آل الأسد في تأدية صلاة العيد في المسجد الأموي بدمشق، وكما هو متوقع لم يذهب الرئيس الأسد إلى دمشق القديمة لتأدية صلاة عيد الفطر في المسجد الأموي، وإنما أدى الصلاة في جامع الحمد في حي خورشيد بمنطقة المهاجرين، فظهر وهو يؤدي الصلاة في الجامع، محاطاً بعدد محدود من المسؤولين السوريين غاب عنهم نائبه فاروق الشرع. في الوقت ذاته، تظاهر الآلاف من مناهضي الأسد في عدد من المدن.
وقد ذكرت تقارير أن مروحيات للجيش السوري ألقت مناشير في حلب تحذر السكان من دعم المقاتلين المعارضين وتمنح هؤلاء “فرصة أخيرة” للاستسلام.
وقال معارضون وسكان إن هذا الأمر يحصل للمرة الأولى في حلب منذ اندلاع المعارك فيها قبل شهر ونيف.
من جهته، نفى المبعوث الدولي الجديد لسوريا الأمم المتحدة الأخضر الإبراهيمي أن يكون “قد قال إنه من المبكر الحديث عن تنحي الرئيس السوري بشار الأسد”، وهو تصريح نسب إليه وطالبته المعارضة السورية بـ “الاعتذار” عنه.
وفي سياق ذي صلة، اعتبر الإبراهيمي أنه لم يعد المطلوب “تجنب” الحرب الأهلية في هذا البلد بل “وقفها”، وذلك في مقابلة مع قناة “فرانس 24” التلفزيونية.
وقال الإبراهيمي في شقته بباريس إن “الحرب الأهلية هي الشكل الأكثر رعباً للنزاع، حين يقتل جار جاره وأحياناً شقيقه، إنه أسوأ النزاعات”.
وأضاف الدبلوماسي الجزائري “هناك من يقولون إنه يجب تجنب الحرب الأهلية في سوريا، لكنني أعتقد أننا نشهد الحرب الأهلية منذ وقت غير قصير. المطلوب هو وقف الحرب الأهلية وهذا الأمر لن يكون بسيطاً”.
من جهتها، ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” أن “الرئيس بشار الأسد أدى صلاة عيد الفطر السعيد في رحاب جامع الحمد” في حي المهاجرين بدمشق.
وفي لقطات بثها التلفزيون السوري، ظهر الرئيس الأسد وهو يؤدي الصلاة في الجامع محاطاً بعدد من المسؤولين بينهم الأمين القطري المساعد لحزب البعث محمد سعيد بخيتان ورئيس مجلس الشعب جهاد اللحام ورئيس مجلس الوزراء وائل الحلقي ووزير الأوقاف عبد الستار السيد ومفتي الجمهورية محمد بدر الدين حسون وعدد من الوزراء والمسؤولين. وبالتزامن مع ذلك خرجت تظاهرات عدة في أول أيام عيد الفطر في عدد من المدن السورية للمطالبة بإسقاط النظام ورحيل الأسد. سياسياً، طالب المجلس الوطني السوري الإبراهيمي بـ “الاعتذار” للشعب السوري لما نسب إليه قوله إنه من السابق لأوانه مطالبة الرئيس الأسد بالتنحي، معتبراً تصريحه “استهتاراً بحق الشعب السوري في تقرير مصيره”.
وكان الإبراهيمي قال رداً على سؤال لوكالة رويترز إن كان سيطالب الأسد بالاستقالة “من المبكر جداً بالنسبة لي أن أقول هذا. إنني لا أعرف بدرجة كافية ما يحدث”.
واعتبر المجلس أن تصريحات الإبراهيمي تدل على “استرخاص دم السوريين واستهتار بسيادتهم على بلادهم وحقهم بتقرير مصيرهم”، مشيراً إلى أن الشعب السوري أعلن صراحة أنه “على الأسد ونظامه أن يرحلا حالاً ويترك مكانه لنظام ديمقراطي حر ومدني”.
ورأى أن منح النظام السوري مزيداً من الوقت “يعني منحه رخصة بقتل عشرات الآلاف الإضافية من السوريين”.
إلا أن المبعوث الدولي الجديد لسوريا نفى في تصريح لقناة الجزيرة التصريح المنسوب إليه وقال إنه لم يمض على تعيينه في هذا المنصب إلا يومين ولم يذهب بعد إلى القاهرة حيث مقر الجامعة العربية ولا إلى نيويورك حيث مقر الأمم المتحدة، وأن ما صرح به هو أنه “من السابق علي أنا أقول أي شيء في ما يتعلق بمضمون القضية”.
وأضاف “أما عن مسألة أن يتنحى الأسد أو لا، لم أقل أنه لم يحن الوقت ليتنحى الأسد”.
من جانب آخر، نقلت مجلة “صانداي تايمز” البريطانية عن مسؤول في المعارضة السورية قوله إن المخابرات البريطانية ساعدت المتمردين السوريين في شن عدة هجمات على قوات النظام السوري.
وفي سياق متصل، أفادت صحيفة ألمانية أن جواسيس ألمان يتمركزون قبالة السواحل السورية وينقلون معلومات لمساعدة مقاتلي المعارضة السورية في معركتهم ضد الرئيس بشار الأسد. وأوضحت صحيفة “بيلد ام سونتاغ” أن عملاء لجهاز الاستخبارات الفيدرالي الألماني يعملون انطلاقاً من سفن منتشرة قبالة السواحل السورية، مستعينين بتكنولوجيا تسمح لهم بمراقبة حركة القوات العسكرية حتى عمق 600 كلم داخل البلاد.
وينقل هؤلاء الجواسيس معلوماتهم إلى ضباط أمريكيين وبريطانيين يقومون بدورهم بتزويدها إلى مقاتلي المعارضة.
من جانب آخر، قامت السلطات التركية بتوزيع مواد غذائية وأخرى ضرورية على اللاجئين السوريين في الجانب الآخر من الحدود التركية السورية، وفق ما أعلن مسؤولون في الهيئات المكلفة الحالات الطارئة كما نقلت عنهم وكالة أنباء الأناضول.