كتب - عبدالله إلهامي:
وجّه صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى، رسائل متعددة لمختلف أطياف المجتمع البحريني خلال زياراته المستمرة لعدد من المجالس الرمضانية منذ بدء الشهر الفضيل. وتفاعل المجتمع البحريني بمكوناته المتعددة مع زيارات سموه، مؤكدين أنها تجسّد حرصه على ترسيخ نهج البحرين الأصيل في التواصل والتزاور، وهي فرصة طيبة لسماع توجيهاته القيمة، مثمنين حرصه على حضور المجالس الرمضانية في مختلف مناطق المملكة. وزار سموه 40 مجلساً خلال العشرين يوماً الأولى من شهر رمضان المبارك، شملت مجالس وزير الديوان الملكي الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، ووزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة، وسمو الشيخ علي بن خليفة، وسموالشيخ حمد بن محمد بن سلمان آل خليفة والنائب عادل المعاودة وعلي راشد الأمين ومجالس عوائل بن هندي والفضالة والرميحي والكعبي والبوعينين والمسلم والعالي وكانو وفخرو ومصطفى بن عبد اللطيف والعريض والصالح والظهراني والغتم والدوسري وعبدالحميد الكوهجي والمناعي وناس والشروقي والحمر وجواد والبنعلي والمحمود، والشيخ إبراهيم بن حمد آل خليفة والوجيه محمد يوسف جلال والشيخ إبراهيم بن عبداللطيف آل سعد وعبدالله بن حمد النعيمي، والشيخ محمد بن خليفة وكازروني وآل شريف والكوهجي والمطوع والمؤيد.
تجسيد للقيم البحرينية
وأكد سمو ولي العهد لدى زيارته مجالس وزير الديوان الملكي ووزير الداخلية مساء الثاني من رمضان، أن شهر التراحم والتسامح يتخذ طابعاً خاصاً حاز موقعاً مميزاً في عاداتنا وقيمنا البحرينية الأصيلة.
وأعرب سموه عن شكره و تقديره لجهود وزارة الداخلية ومنتسبيها في الإسهام بحفظ أمن الوطن واستقراره.
الشرعية الاجتماعية
وشجّع سمو ولي العهد على مد جسور التواصل في تكريس حميد وفاعل لمردود عادات أهل البحرين وتقاليدهم القيمة، مضيفاً خلال زيارته لمجالس سمو الشيخ علي بن خليفة وكانو وفخرو مساء الثالث من رمضان، أن تعاليم الإسلام السمحة ترسم لنا منهاجاً يسمو بنا عما نراه من تنافر واختلاف. وأردف «ديننا الحنيف يرفض التطرف والانعزال وعدم الانفتاح على الأفكار الأخرى، ما يؤدي إلى عدم قبول الآخر والحلول الواقعية التي يجتمع عليها ويلتقي عندها مختلف الأطراف».
وقال سموه «أبوابنا مفتوحة للجميع والكل يستطيع الوصول إلينا وإيصال صوته لنا»، مضيفاً أن جلالة الملك المفدى يؤدي مسؤولياته بجدارة وصبر وجلد وقدرة على النأي بالبحرين عما يواجهها من تحديات.
ولفت إلى أن الشرعية الاجتماعية مبنية على الإرادة الشعبية الجامعة، ولا يوجد أمر يتم دون تشاور وتوافق سواء من خلال المجالس التقليدية في السابق أو المؤسسات الحديثة الدستورية في الوقت الحاضر، مبيناً «يجب أن نحفظ هذا النهج في البحرين».
ونبه سموه إلى ضرورة الأخذ بعين الاعتبار الوضع الجيوسياسي وما يتطلبه ذلك من النأي بالبحرين بعيداً عن التجاذبات السلبية المترتبة على الوضع القائم.
وأكد «لا نميز ولا نفرق ولا نظلم بين بعضنا البعض، ولا يوجد طرف معصوم من الخطأ وإن وجد خطأ وجب تصحيحه وتقويمه من قبل جميع الأطراف»، متمنياً للخير أن يستمر في المملكة على أيدي أبنائها المخلصين.
القرارات التشاورية
وأكد سمو ولي العهد رسوخ وفاعلية القرارات القائمة على مبدأ التشاور، مضيفاً لدى زيارته مجالس سمو الشيخ حمد بن محمد بن سلمان آل خليفة والنائب عادل المعاودة وعلي راشد الأمين وعائلة بن هندي مساء الخامس من رمضان «لا يمكن لأحد الانفراد بالرأي دون التشاور مع المواطنين أو المؤسسات الدستورية القائمة».
وأضاف سموه أن نهج التواصل في البحرين أثبت فاعليته داخلياً، مشجعاً على مد جسور التواصل لتكون مستمرة مع الأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي، لما يمثلونه من عمق استراتيجي للمملكة، منوّهاً إلى أن الفئوية والطائفية والعنصرية بكل أشكالها تضر ولا تنفع، وأن الاحترام المتبادل وإذكاء روح المحبة بين جميع مكونات المجتمع هو ما يجعل التعايش من خلاله ممكناً.
وأعلن سموه وقوفه ضد كل أنواع الانفراد والابتعاد وتشجيعه اللقاء والتحاور بين الإخوة جميعاً، مشيراً إلى أن مبدأ التقارب والتشاور ليس بغريب على البحرين وأهلها.
وقال إن «عاداتنا الحميدة في الترابط ومؤسساتنا الاجتماعية والسياسية المبنية على أسس التشاور والتفاهم قديماً وحديثاً تشهد على ذلك، إذ أنه لا يمكن لأحد الانفراد بالرأي دون التشاور سواء مع المواطنين من خلال المجالس التقليدية أو المؤسسات الدستورية القائمة»، لافتاً إلى ضرورة النأي بالبحرين عن التأثر بالتوترات في المنطقة، وأخذ ظروف المنطقة بعين الاعتبار في حال النظر إلى وضعنا الداخلي.
وتطرق الحديث إلى نشاط القطاع التجاري وأهمية التنسيق ومد الجسور مع الدول الأخرى لتحفيزه، خاصة مع الدول الشرق آسيوية لما لها من موقع اقتصادي وتجاري مهم.
وتطرق حديثه مع الحضور عن فرجان المحرق وهويتها، ويلمسه من يرى ما تحمله مبانيها من عبق وتاريخ هذه المدينة، مؤكداً أهمية الحفاظ عليها والاحتفاء بهذا التاريخ ودروسه وعبره، والحفاظ على نمط البناء التقليدي في المحرق.
تاريخ البحرين
وأوضح سموه أن الحل يأتي من العودة إلى تاريخ البحرين بتفصيل واستشراف المستقبل بناء عليه، مشيراً لدى زيارته مجالس عائلات الفضالة والرميحي والكعبي في منطقتي جو وعسكر مساء السادس من رمضان، إلى أن الصبر والحكمة في التعامل مع التحديات هو ما يساعدنا على الخروج منها أقوياء.
وأكد سموه أن عدم تمكن بعض المراقبين من قراءة الوضع في البحرين بنحو صحيح يعود إلى عدم الإلمام بطبيعة المجتمع وتلاحمه فيما بينه ومع قيادته.
وأعرب عن تفاؤله وثقته باستمرار المسيرة الوطنية للبناء والتطوير برؤية جلالة الملك وعزمه، وبإسهام أبناء البحرين جميعاً، داعياً إلى أهمية طلب العلم، لما تسعد به المملكة مما يحققه سواعد أبنائها للوصول إلى غدٍ أفضل، والاستفادة من الخبرات السابقة لاستكمال المسيرة وتحقيق المزيد في المستقبل.
وتطرق سموه في حديثه إلى دور الكلمة الطيبة الصادقة ووقعها الإيجابي في النفوس لتعزيز الاحترام والمحبة والوئام بين الأشقاء في الوطن الواحد، وهذا مما تميز به المجتمع البحريني ونرجو أن يظل على ذلك دوماً.
وأشار إلى المشروع الإسكاني الجاري في منطقتي جو وعسكر، مؤكداً حرص جلالة الملك في التوجيه إلى مراعاة النمط الاجتماعي للمشاريع الخدمية قدر الإمكان، لإسهام في حفظ عادات الترابط بين الأهالي.
قارب واحد
وقال سمو ولي العهد إن الجميع في المملكة يسيرون بقارب واحد، متطلعين دوماً إلى الترابط والتلاحم، مضيفاً خلال زيارته لمجلسي عائلتي البوعينين والمسلم في الحد مساء السابع من رمضان، أن نجاح مسيرة التنمية والبناء في المملكة يتطلب السعي بنية خالصة، وأن تجتمع الأيدي جميعاً لخير البلاد وتقدمها.
وأكد سموه أن الوضع لن يشكل انفراجاً مستداماً بأن يميل لمصلحة طرف دون آخر، بل سيكون بتغليب المصلحة الجماعية، مذكراً أن الفترة الماضية أثبتت استحالة أن تسمح جهة لأخرى بتحديد خيارات الوطن المستقبلية دون الاعتماد على الإرادة الشعبية الجامعة.
ونبه سموه إلى ضرورة الثبات على المبادئ الوطنية مع التروي والصبر للتوصل إلى حلول مقبولة لدى جميع مكونات المجتمع البحريني، وقال «إن البحرين لن تتوانى عن الاستثمار في أبنائها عبر تعزيز قدراتهم وكفاءاتهم وتوفير وسائل العلم والمعرفة لهم».
وأعرب سموه عن تشجيعه لالتقاء شباب البحرين بمختلف المناطق من خلال الفعاليات الاجتماعية والرياضية المتنوعة، لما لذلك من أثر إيجابي في التقارب وتوطيد العلاقات بين الأسرة البحرينية الواحدة.
الأفكار الدخيلة
ودعا سموه إلى ضرورة التعامل بحنكة وموضوعية مع الأفكار الدخيلة على الوطن والمجتمع، مشيراً إلى أن الانطلاق للمرحلة المقبلة يبدأ من احترام القانون والمؤسسات الدستورية القائمة.
وأضاف سموه لدى زيارته مجالس أحمد منصور العالي ومصطفى عبداللطيف وعائلة العريض مساء التاسع من رمضان، أن تنوع المجتمع البحريني يجعل الاحترام المتبادل فرضاً على الجميع، وقال «قلوبنا مفتوحة دوماً لسماع الجميع ممن يريدون الخير للوطن وأبنائه».
ولفت سموه إلى أن المرحلة المقبلة يجب أن تبدأ من احترام القانون والمؤسسات الدستورية القائمة، وبمشاركة فاعلة لجميع أطياف المجتمع البحريني، مؤكداً الأهمية القصوى للحفاظ على السلم الأهلي وتماسك النسيج الاجتماعي، فالبحرين دوماً وأبداً للجميع.
ولفت إلى أن «تنوع المجتمع البحريني يجعل الاحترام المتبادل فرضاً على الجميع، ونحن نضع نصب أعيننا أهمية الحفاظ على تماسك مجتمعنا وسلمنا الأهلي، ونعتبره الهدف الرئيس بالنسبة لنا من منطلق إدراكنا بمسؤوليتنا أمام الله عز وجل وأمانة الأجيال المقبلة، ونريد أن نورثها التوافق والتعايش والتسامح بين مختلف مكونات المجتمع».
وأبدى سموه تفاؤله بالمرحلة المقبلة، مضيفاً أن «البحرين بخير تحت قيادة جلالة الملك المفدى ونحن بتوجيهاته نحرص على الاستمرار في كل ما من شأنه أن يعود بالخير على البحرين وأبنائها»، مشيراً إلى ضرورة التعامل بحنكة وموضوعية وتعاون مع الأفكار الدخيلة على الوطن والمجتمع، ومن شأنها تعكير صفو التعايش والتواصل بين أبناء البلد الواحد.
وأوضح أن التناصح وسماع الطرف الآخر صيغة لابد من اعتمادها للتوصل إلى نتائج تعود بالنفع على الجميع، مؤكداً أن «قلوبنا مفتوحة دوماً للاستماع والتحدث مع الجميع ممن يريدون الخير للوطن وجميع أبنائه».
وقال سموه «رغم الفرص الضائعة وغير المفعلة، لابد أن نضع مصلحة البلد نصب أعيننا، ونعمل لمد الجسور والتفاؤل مــــــــن أجل صونه وتعميره كما نطمح جميعاً ».
وتطرق حديث سموه مع الحضور إلى الكتاب البحريني، وضرورة الاستمرار في إثراء الحراك الثقافي والنتاج الأدبي البحريني، واستفسر أيضاً من الحضور عن أحوال السوق والقطاع التجاري تعبيراً عن اهتمامه بهموم المواطنين.
وأشار سمو ولي العهد إلى أن ما تم التوصل إليه من اتفاقات وتفاهمات رسمية في تدعيم التنسيق والتعاون الخليجي غطى العديد من المجالات والتكامل فيها، موضحاً أنه «إضافة إلى الجانب الرسمي فالعوامل الاجتماعية والثقافية التي نتقاسمها مع إخوتنا في عمقنا الخليجي، تعزز أي خطوة نحو المزيد من التقدم «.
وأكد ضرورة الاستمرار في صنع الفرص للشباب البحريني، ليتمكنوا من تطوير أنفسهم بما يفيد الوطن في المجالات كافة.
سماع صوت العقل
وقال سمو ولي العهد إن عدم سماع صوت العقل لن يفيد أي طرف، واللجوء إلى الانعزال لم يكن قط السبيل الصحيح لإيصال الحس الوطني المنشود و الرأي بفاعلية، داعياً سموه لدى زيارته مجالس الصالح والظهراني والغتم مساء العاشر من رمضان إلى أن يصبح الجميع يداً واحدة من أجل الإصلاح والإنماء وتحقيق مصلحة البلاد.
وأبدى سموه تفاؤله بعودة الأمور إلى المسار الصحيح، معرباً عن اطمئنانه إلى أن البحرين بخير وهي قادرة على تجاوز المرحلة.
وأضاف «تاريخنا الوطني شهد عدداً من المنعطفات استطاعت البحرين الخروج منها بنجاح عبر التوافق بين الجميع وإيجاد قواسم مشتركة تحفظ قوتنا المستمدة من تعدديتنا وخصوصية مجتمعنا، المعروفة دوماً بالتسامح والوسطية، ونحتاج اليوم إلى تعزيزها أكثر من أي وقت مضى للحفاظ على النسيج الاجتماعي».
ولفت سموه إلى أن شهر رمضان الفضيل يفتح آفاقاً رحبة لاحتوائه العديد من الدروس القيمة المستقاة، أهمها الصبر والتراحم والتواصل، مؤكداً ضرورة السعي لإعادة اللحمة والنسيج الاجتماعي لوضعه الصحيح، وترسيخ ما عرف به المجتمع البحريني دوماً من روح الأسرة الواحدة المتراحمة المتحابة، إذ إن الحداثة يجب ألا تقف دون عاداتنا الحميدة في التواصل والترابط.
وقال «ما تحقق للمملكة من إنجازات ومكاسب عديدة في مختلف المجالات على يد أبنائها، لم نكن لنصل إليه لولا تكاتف الجميع من أجل هذا الهدف، لذلك فإن مواصلة هذا المسار يتطلب الاستمرار في بذل الجهود بذات التضافر والتعاون بين إخوة الوطن جميعاً».
ونوّه سموه إلى أهمية الاستمرار في تشجيع الشباب على التحصيل العلمي لتحقيق مزيد من المكاسب تعود بالفائدة الكبيرة على الوطن وأبنائه جميعاً.
نبذ العنف
وشدد سموه على أن نبذ العنف والعمل على صون الترابط الاجتماعي واجب لا يقبل المساومة، باعتبار المصلحة الجماعية للبلاد وأبنائها فوق أي عتبار، مؤكداً خلال زيارته مجالس فخرو والدوسري والكوهجي مساء الحادي عشر من رمضان، أن المسؤولية الوطنية تستدعي ألا يتوانى أي طرف عن انتقاد الأخطاء، فهذا ما سعت إليه قيادة المملكة وفي مقدمتها جلالة الملك المفدى.
وقال سموه «من المؤسف أن نرى الوضع الاجتماعي في المملكة ليس الذي عرفناه وكبرنا عليه وتميزنا به، ويجب السعي لرأب الصدع وصون النسيج الاجتماعي»، منوهاً بالفعاليات الاجتماعية والثقافية المختلفة خلال الشهر الفضيل، التي تسهم في التقاء أشقاء الوطن، إذ إن نهج البناء والتطوير هو دأب حرصت القيادة على النهوض به خلال السنوات الماضية وواجب الجميع الحفاظ على المكتسبات والإنجازات وبنائها لتحقيق التقدم والرقي للوطن.
وأكد سموه أن «التواصل الإيجابي من أجل خير الوطن يمكننا من الوصول إلى ما نصبو إليه جميعاً»، مضيفاً أن شهر رمضان الفضيل هو وقت لاسترجاع قيم إيجابية تجمع الأشقاء وتؤسس للعمل النافع والمجدي.
وأشار إلى أن اليد الواحدة مهما كانت قوتها لا تستطيع العمل منفردة، حاثاً على أهمية نبذ كل ما من شأنه تعكير الصفو المجتمعي واغتنام الشهر الفضيل في تعزيز اللحمة والتآخي، كما أن لخطباء المساجد دور في التركيز على هذه القيم السمحة وضرورة توظيفها للنهوض بالوطن.
البحرين أمانة
وكان صاحب السمو الملكي ولي العهد أكد أن البحرين أمانة بيد الجميع، و»نحن لا نقبل بالفوضى ولا نرضى بالظلم، ويجب إعلاء قيم التعايش والألفة بين أشقاء الوطن في إطار من الاحترام المتبادل»، مشدداً على أن البحرين قوية وقادرة على تجاوز الصعوبات والتحديات، لبناء مواقفها على أسس التشاور والتوافق بين غالبية الآراء انطلاقاً من النهج المبني على مبادئ وثوابت وطنية. وقال لدى زيارته مجالس المناعي وناس والشروقي والحمر مساء الثالث عشر من رمضان إن «ما نحتاجه اليوم هو الرأي المشترك المتوافق عليه بين جميع مكونات المجتمع».
وتطرق سموه إلى أن العلاقة مع الأشقاء في دول التعاون الخليجي جزء أساس من هويتنا الخليجية، و»نعمل دوماً على التواصل مع القادة الأشقاء في دول الخليج على مواصلة تعزيز أطر التعاون والتنسيق فيما بيننا».
تأجيج التحديات
وأكد سمو ولي العهد أن واجب الجميع الحفاظ على الوطن من المساس به، وقال لدى زيارته مجالس جواد والبنعلي والمحمود مساء الرابع عشر من رمضان، إن»حالة الانشقاق والانعزال لا تخدم ولا تفيد بل تؤجج التحديات».
وأضاف أن رسالة أهل البحرين واضحة نحو السعي إلى إيجاد حل يلتقي فيه الجميع للانتقال بالوطن إلى ما يصبو إليه، والتعافي من آثار الفترة الماضية وتحقيق مزيد من المكتسبات والتقدم، تأسيساً على ما عمل أهل البحرين على إنجازه سوياً قيادة وشعباً.
وقال سموه إن قوة المجتمع البحريني تكمن في ترابطه وتواصل الجميع على مختلف المستويات، لافتاً إلى أن زياراته تأتي استمراراً لنهج يؤكده جلالة الملك المفدى، بضرورة ترسيخ عادات الآباء والأجداد في اللقاء بالجميع وفق عادات وتقاليد تعظم شأن التماسك والتآخي والتراحم.
وأردف أن «نواة تحقيق ما نراه اليوم في البلاد كان عبر حرص الأجيال على التشاور والتباحث فيما بينهم، ولن يكون من الحكمة عدم الاستمرار على هذا النهج، علينا مواصلة هذا الدرب الذي اختطته العديد من التجارب الناجحة لتبادل الأفكار بفاعلية وإيجابية»، منوهاً بحكمة جلالة الملك المفدى في التعامل مع المرحلة الصعبة، لذلك فإن فتح الباب أمام الآراء والأفكار جاء جلياً من خلال عدد من المبادرات والخطوات، ومن أبرزها لجنة البحرين المستقلة لتقصي الحقائق».
وحث سموه القيادات المجتمعية على التصرف بمسؤولية وشجاعة لتوعية الشباب، مؤكداً أن «لدى الجميع واجباً وطنياً للحفاظ على البلد، وأن نكون درعاً يحميه ويحول دون أي ضرر يمسه».
التوافق بين الجميع
ولفت سموه إلى استمرارية وتماسك الأسر التجارية البحرينية العريقة، وما لذلك من أهمية كبيرة في تنمية الاقتصاد الوطني، مؤكداً لدى زيارته مجالس الشيخ إبراهيم بن حمد آل خليفة والوجيه محمد يوسف جلال والشيخ إبراهيم بن عبداللطيف آل سعد وعبدالله بن حمد النعيمي مساء السادس عشر من رمضان، أن يبنى النشاط الاقتصادي على أسس راسخة تضمن الاستدامة لعجلته، وتسهم بشكل إيجابي في نهضة المجتمع، مستفيداً من الدروس والعبر مما مرت به الأسواق الإقليمية والعالمية في الفترة الأخيرة.
ولفت سموه إلى نهج الأبواب المفتوحة الذي تحرص عليه قيادة البحرين، تأسيساً على ما تميزت به عادات المجتمع البحريني وتقاليده العريقة، مبيناً أهمية التزاور خاصة في هذه المرحلة للحفاظ على متانة النسيج الاجتماعي. وتناول الدور المهم لأصحاب الأعمال في الإسهام ببناء الاقتصاد الوطني ونهضة البلد، وما يجب أن يتوازى مع ذلك من التعاون معهم وتسهيل كافة الأمور المتعلقة بممارسة أعمالهم من قبل الأجهزة التنفيذية المختصة.
وأعرب سموه عن تطلعه بأن تسير عملية التطوير والإصلاح بنسقٍ أسرع ، مع ضرورة احترام القوانين والأنظمة المتعلقة بكل الجوانب الاقتصادية والاجتماعية.
وقال إنه «يهمنا الاستمرار في الطريق الصحيح لتثبيت أركان العدل والوقوف مع الحق وتعظيم الصبر، و لنا في تاريخ البحرين العديد من الدروس المستفادة في تجاوز الأزمات والتحديات من خلال اعتماد الآراء المتوافق عليها»، مؤكداً أنه لن يكون هناك قرار إلا بالتوافق بين مكونات المجتمع ولن يكون هناك قرار لطرف على حساب آخر. تناول الحديث مع سموه أوضاع عدد من المرافق الدينية بالمنطقة، مشدداً على دور الأجهزة المختصة في الوقوف على احتياجاتها وجاهزيتها.
وقال إن «مساعينا وتواصلنا خلال شهر رمضان المبارك هي لصالح البلد ولخير مواطنيه الكرام جميعاً، إذ إن زياراتنا خلال الشهر الكريم نعتبرها ضمن جهود الوطن والتأكيد على اللحمة الوطنية، فالانعزال والتحزب ليسا في صالح المجتمع».
دور الكلمة الطيبة
وأكد سموه أن «من يريد تحسين الوضع عليه البدء بنبذ العنف بكل أشكاله والسعي لإيقافه بالتوازي مع التواصل وتبادل الأفكار بشكل بناء، مشيراً لدى زيارته مجالس محمد بن خليفة وكازروني وآل شريف والكوهجي مساء الثامن عشر من رمضان أننا «نحتاج للحوار البناء بدلاً من إعلاء الصوت دون فائدة.
ودعا إلى التأكيد على مفعول الكلمة الطيبة وتعزيز المساعي الإصلاحية، و»أن تكون ركيزتنا هي راية البحرين التي نتوحد من حولها جميعاً بقيادة جلالة الملك، وفي نفس الوقت مستذكرين ومؤمنين دوماً بتعليمات ديننا الحنيف الذي يوجهنا إلى أنه لا فضل لأحد على أحد إلا بالتقوى، والاقتداء بذلك في تكريس قيم الاحترام المتبادل وعدم التفرقة».
وأشار إلى أنه «من المتعارف عليه أن الاختلاف حول الآراء السياسية أمر طبيعي، ولكن من غير المقبول التعدي على أخلاقياتنا وأعرافنا وأسرنا وتاريخنا فذلك لا يتماشى مع قيمنا الدينية الإسلامية السمحة ولا يتماشى مع توجهاتنا كمجتمع ووطن».
وأكد سموه أن البحرين ضمت منذ نشأتها جميع الأعراق والطوائف، ومضت برسالتها نحو بناء الوطن وتقدمه عبر اعتماد التوافق بين مختلف الآراء، مشيداً سموه بمن يحرصون على غرس قيم حب الوطن والاحترام المتبادل والتواصل والنجاح في أبنائهم، من باب الإيمان بتكاتف جميع الجهود في سبيل رفعة الوطن.
وتطرق سموه إلى سلبيات التأزيم على الأوضاع الاقتصادية ومعدلات النمو، لافتاً إلى أن الاقتصاد لا يعرف سياسة وإنما يقرأ الواقع، ولذلك يجب أن يكون الواقع مهيئاً وأن يتم التعاون بإخلاص لتقويم ما يحدث.
وقال سموه «نود في هذا المقام ونحن نشهد هذا الجمع من المواطنين الذين يمثلون مختلف أطياف المجتمع البحريني، أن نشيد بجموع المواطنين الذين التزموا الصبر واستمعوا لصوت العقل، ولم يخالفوا القوانين وكان لديهم إيمان تام وثقة بقدرتنا في التعامل مع كافة أشكال التحديات وفق الثوابت الوطنية الجامعة.
وأضاف «نحتاج اليوم لتدعيم صوت الغالبية العظمى من المواطنين الذين يريدون الخير للوطن ولجميع مواطنيهن موضحاً أنه «رغم ما تم قطعه من شوط طويل للخروج من تبعات الأزمة، إلا أنه من الواضح الحاجة للمزيد من العمل والمثابرة من أجل تحقيق ما يصبو إليه جميع أبناء الوطن».
وتابع سموه أن «البحرين خطت بثبات في مسيرتها منذ القدم عبر توافق الآراء، ونحن نرى أن الجميع يتكلم حالياً عن الحاجة للاستمرار في الإصلاح وتثبيت وتعزيز المبادئ الوطنية المتعلقة بالعدل والمساواة وحقوق الإنسان».
وقال سموه إنه ورغم الصعوبات والفرص الضائعة، إلا أن حرص شريحة كبيرة على تغليب الحكمة والالتزام بقيم الوسطية والتسامح التي عرف بها وطننا هو مصدر تفاؤل وتحفيز نحو الانطلاق لمستقبل أفضل لصون كرامة الجميع، حاثاً على أن نكون نحن أقوى من أيادي الهدم والتأزيم التي تسعى للانزلاق بالوطن نحو ما يضر به. ونبه سموه إلى آثار ملامح التشدد والإقصاء، وقال إن «الأوطان تبنى بجهود أبنائها فما نزرعه اليوم نحصده غداً وأي تشدد نراه اليوم يعود بالتأثير سلباً على أجيالنا المقبلة».
وتطرق سموه للوضع الإقليمي وتأثيره على الأوضاع الداخلية و»كيف أن القراءة المعمقة للتاريخ وللوضع الراهن تعطينا مؤشرات واضحة بتصاعد معدلات الاحتقان إقليمياً، ومن واجبنا الوطني ترتيب بيتنا الداخلي وحفظه من التأثر بها قدر الإمكان»، مشيراً إلى أنه وكما أن الخسارة في الوطن تلم بالجميع فإن الانفراج والحلول الإيجابية يفيد الجميع كذلك.
وقال سموه «لا ندعي العصمة من الخطأ فالنفس البشرية عرضة لذلك، لكن المهم هو كيفية إصلاح الخطأ إضافة إلى السعي الحثيث لصون أسرتنا الوطنية وأن تتخذ كل روافد المجتمع ورموزه، لا السياسية منها وحسب، دورها للقيام بمسؤوليتها تجاه هذا الهدف المشترك».
وأعرب سموه عن إشادته بتمسك عوائل البحرين بالقيم الوطنية وثباتها على ما فيه مصلحة الوطن الجامعة لكل أبنائه، ساعين في الوقت نفسه إلى العمل بإخلاص للدفع قدماً بمسيرة الوطن.
تعميق وجهات النظر
وشدد على ضرورة توسيع الدائرة لإعطاء مساحة لجميع الآراء وتعميق وجهات النظر لصالح البحرين وأهلها، مضيفاً لدى زيارته مجلسي المؤيد والمطوع مساء التاسع عشر من رمضان أن البحرين أفضل بتكاتف أبنائها وتمسكهم بالمبادئ الوطنية. وقال سموه إن من يبتعد عن اللحمة الوطنية ويخل بحياض الوطن يخطئ بحق نفسه وبلده، وما يجعل البحرين بخير وعزة هو وحدة أبنائها وتعاضدهم، مشيراً إلى أن الملم بتاريخ البحرين يدرك جيداً أنها دائماً وأبداً للجميع. وأضاف سموه «نستبشر أن البحرين ستكون بأفضل حال حين نرى تكاتف أبنائها وتمسكهم بمبادئها الوطنية الثابتة في الانفتاح والتسامح والتعايش».
وقال سموه إن الأصوات الوطنية الصادقة يجب أن تستمر لتسهم في رفعة الوطن، مضيفاً «نحن ثابتون على قيمنا الوطنية والبحرين بخير بفضل جهود ومساهمات أبنائها البررة، وما نحتاجه اليوم توسيع الدائرة لنعطي مساحة لجميع الآراء، وتعميق وتوثيق وجهات النظر لما هو في صالح البحرين وأهلها».