“ليس هناك أي سبب يدعو للاحتفال بالعيد في هذه المدينة” يقول أبومحمد بائع الفاكهة الشاب وهو يقف تحت جسر للاحتماء من القصف الذي لم تخف حدته على مدينة حلب السورية حيث لا شيء يوحي بمظاهر عيد الفطر. وفي الأحوال العادية يعج حي الشعار بالناس تزامناً مع احتفالات عيد الفطر حيث يقوم البعض بالمشتريات فيما يزور آخرون أقاربهم. ويقول أبومحمد “انظروا الآن، كل شيء فارغ!” مضيفاً “الناس غادروا أو يخافون الخروج”.
ويضيف “بصراحة، هناك أوقات أنسى فيها أن العيد قد حل. ليس هناك أي داع للاحتفال في هذه المدينة. بالنسبة إلي، هذا اليوم ليس سوى يوم إضافياً أنعم به الله عليّ”.
وكانت حلب تعتبر لفترة طويلة معبراً يربط أوروبا بآسيا والمشرق بأفريقيا على طريق الحرير. وكانت حتى فترة خلت المدينة الأغنى في سوريا. لكن مع المعارك أصبح اقتصاد المدينة المستند على التجارة في تدهور كبير.
وأوقفت الحرب الصناعات التي تملكها الدولة في مناطق الثوار، وأدى نقص الوقود إلى كبح الزراعة في حين أن النزوح الكثيف حرم السوق المحلية من عدد كبير من المستهلكين.
وأهالي حلب الذين لم يفروا من المدينة وغالبيتهم من الرجال الذين بقوا لحراسة أملاكهم أو عائلات ليس لديها أي مكان آخر تلجأ إليه، يتهمون الرئيس السوري بشار الأسد بالسعي إلى تجويعهم.
وأصبحت المخابز هدفاً للدبابات وللغارات الجوية في الأسابيع الماضية. وبالنسبة للسكان فإن الرسالة واضحة: هؤلاء الذين بقوا في حلب يدعمون عناصر الجيش السوري الحر ويعرضون أنفسهم للموت حتى عند قيامهم بشراء خبزهم اليومي. وفي حي الميسر وسط المدينة، يصطف نحو 60 رجلاً تحت أشعة الشمس الحارقة على الرصيف قبالة المخبز من أجل حماية أنفسهم من قصف محتمل.