عواصم - (وكالات): أعلن نائب رئيس الحكومة السورية قدري جميل في موسكو أن “سوريا مستعدة لمناقشة استقالة محتملة للرئيس السوري بشار الأسد في إطار مفاوضات مع المعارضة”، فيما أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان “مقتل 175 مدنياً برصاص قوات الأمن السورية في مدن عدة”، بينما تستمر الاشتباكات بين قوات الأسد والمقاتلين المعارضين في بعض أحياء مدينة حلب شمال سوريا.وأعلن الجيش السوري الحر أنه “يسيطر على ثلثي حلب”، الأمر الذي نفاه مسؤول أمني في دمشق، في حين أعلن رئيس المجلس الوطني السوري عبد الباسط سيدا من باريس أن العمل جار سريعاً لتشكيل حكومة انتقالية للمعارضة.وقال نائب رئيس الحكومة السورية قدري جميل في موسكو في ختام لقاء مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف “على طاولة الحوار لا شيء يمنع أن تبحث أي قضية يمكن أن يفكر أو يطلب بحثها أحد المتحاورين، حتى هذا الموضوع يمكن بحثه” وذلك رداً على سؤال حول إمكانية استقالة الرئيس السوري.لكنه تدارك أن “وضع التنحي كشرط قبل بدء الحوار يعني ضمناً إقفال طاولة الحوار قبل بدئها”.وطالبت الولايات المتحدة والدول الأوروبية وغالبية العالم العربي مراراً الرئيس السوري بالتنحي. وكررت واشنطن دعوتها أمس الأول.من جهته، قال لافروف إن جهود النظام السوري لوضع حد لأعمال العنف التي تشهدها البلاد منذ نحو 17 شهرا لا تزال غير كافية.واعتبر لافروف أن على الدول الأجنبية أن تكتفي بتهيئة الظروف للبدء بحوار بين مختلف الأطراف المتنازعين في سوريا.وقال لافروف بعد أن لوحت واشنطن بالتدخل العسكري في سوريا في حال نقل أو استخدام أسلحة كيميائية “المصالحة الوطنية السبيل الوحيد لوقف إراقة الدماء في أسرع وقت وإيجاد الشروط ليجلس السوريون إلى طاولة المفاوضات لتقرير مصير البلاد من دون أي تدخل أجنبي”.وشدد في تصريحات نقلها التلفزيون الروسي على أن “الأمر الوحيد الذي على الأطراف الغربيين القيام به هو تهيئة الظروف للبدء بحوار”.ورفض قدري جميل التحذير الأمريكي، معتبراً أن “تهديدات أوباما هي ببساطة دعاية مرتبطة بالانتخابات الأمريكية”.وقالت مصادر سياسية في دمشق إن جميل زار موسكو لمناقشة مشروع ستقدمه روسيا بموافقة سوريا يقضي بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة بإشراف دولي يشارك فيها من يرغب من المرشحين بمن فيهم بشار الأسد. وفي باريس أعلن رئيس المجلس الوطني السوري عبد الباسط سيدا أن هناك “عملاً جدياً للإعلان سريعاً” عن حكومة انتقالية في سوريا. وقال سيدا في ختام لقاء لوفد من المجلس الوطني مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في قصر الإليزيه “نجري مشاورات معمقة مع مختلف المكونات السورية” بشأن تشكيل حكومة انتقالية، مضيفاً “نحن نعمل جادين للإعلان سريعاً عن هذه الحكومة بعد الانتهاء من المشاورات”. على صعيد الوضع الإنساني في سوريا، اعتبر مسؤولون أمريكيون أن الأحداث المندلعة في سوريا أدت تلى أزمة إنسانية هي من بين الأسوأ في العالم في هذا المجال.وقال المسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية عن إدارة متخصصة في تدفق اللاجئين ديفيد روبنسون “هناك نحو مليوني شخص ونصف مليون بحاجة إلى مساعدة إنسانية اليوم في سوريا، كما إن 1.2 مليون اجبروا على ترك منازلهم. وهذا ما يجعل الأزمة في سوريا الأسوأ على المستوى الإنساني في العالم”.ميدانياً، تواصلت الاشتباكات في مناطق عدة من سوريا حاصدة أمس 175 مدنياً. وفي حين أعلنت المعارضة المسلحة أنها تسيطر على نحو ثلثي مدينة حلب نفى مسؤول أمني سوري هذا الأمر.وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الاشتباكات في حلب شملت حيي صلاح الدين وسليمان الحلبي القريب من وسط المدينة، كما تعرضت أحياء قاضي عسكر والصاخور وباب الحديد وبستان القصر للقصف.وقتلت صحافية يابانية في حي سليمان الحلبي خلال تغطيتها مع صحافيين آخرين المعارك. وأفادت وكالة أنباء الأناضول التركية أن الجثمان نقل بمساعدة مقاتلين معارضين سوريين إلى تركيا ووضع في مشرحة مستشفى كيليس قرب الحدود السورية. وذكر الجيش الحر أن عناصر من الشبيحة الموالين للنظام اعتقلوا في منطقة حلب صحافيين يعملان في قناة “الحرة” التلفزيونية التي تتخذ من واشنطن مقراً. وكانت القناة أعلنت أنها فقدت الاتصال بمراسليها، بينما تمكنت صحافية لبنانية تعمل في قناة “الجديد” من العودة إلى لبنان.وأكد رئيس المجلس العسكري في محافظة حلب التابع للجيش السوري الحر العقيد عبد الجبار العكيدي أن “الجيش السوري الحر يسيطر على أكثر من 60% من مدينة حلب”، مضيفاً “كل يوم، نسيطر على أحياء إضافية”.إلا أن مسؤولاً أمنياً في دمشق أكد أن “هذا الكلام عار عن الصحة”، مضيفاً “الإرهابيون لا يحرزون أي تقدم، بل الجيش يتقدم شيئاً فشيئاً”. من جهة ثانية، أفاد المرصد السوري بالعثور على “عشرات الجثث في قبو في الشارع العام في بلدة معضمية الشام” في ريف دمشق التي اقتحمتها القوات النظامية. وأشار إلى تعرض البلدة للقصف خلال تشييع القتلى. من جهة أخرى، اتهم المجلس الوطني السوري “جهات أمنية وحزبية” في لبنان بخطف واعتقال مواطنين سوريين، منتقداً صمت السلطات إزاء هذه الحملة “المخالفة لحقوق الإنسان”.