أديس أبابا - (أ ف ب): توفي أمس رئيس الوزراء الأثيوبي ميليس زيناوي الذي حكم البلاد لعقدين بقبضة من حديد وكان أحد أهم القادة الأفارقة، في مستشفى في الخارج كما أعلنت الحكومة. وسيتولى نائب رئيس الوزراء رئاسة الحكومة بالوكالة. وقال المتحدث باسم الحكومة الأثيوبية بركات سايمن إن “رئيس الوزراء ميليس زيناوي توفي فجر أمس، موضحاً أنه كان “في الخارج”. إلا أن الناطق باسم المفوضية الأوروبية اوليفييه باي أعلن أن ميليس “توفي في بروكسل”. وكانت مصادر دبلوماسية في بروكسل ذكرت الشهر الماضي أن ميليس أدخل إلى المستشفى في العاصمة البلجيكية وكان في حالة حرجة. من جهتها، أكدت وكالة الأنباء البلجيكية أن ميليس زيناوي توفي في قسم العناية المركزة في المستشفى الجامعي سان لوك في بروكسل. لكن المستشفى رفض تأكيد هذه المعلومات. ولم يظهر رئيس الوزراء علناً منذ يونيو الماضي، وقد سرت عدة شائعات عن وضعه الصحي. وأضاف بركات أن ميليس “كان يتعافى جيداً لكن فجأة حصل شيء ما ونقل على إثره إلى وحدة العناية الفائقة حيث لم يتمكنوا من إنعاشه”. وفي مؤتمر صحافي عقده لاحقاً، قال المتحدث الحكومي إن ميليس كان يعاني من مشاكل صحية “منذ عام”. وأضاف “لكن أفضل ما حدث له هو أنه لم يعتبر يوماً أنه مريض وكان مستعداً للعمل كل الوقت وكل الأيام وكل الليالي”. وأضاف أن نائب رئيس الحكومة الأثيوبي هايليمريام ديسيلين سيتولى رئاسة الوزراء بالوكالة. وتابع أنه “بموجب الدستور الأثيوبي سيتوجه نائب رئيس الوزراء إلى البرلمان ليؤدي القسم”، مؤكداً أن الحكومة تعمل على دعوة البرلمان إلى الانعقاد “في أسرع وقت ممكن”. وشدد على أن “كل الأمور مستقرة”. ولم يعلن موعد تشييع ميليس بعد. وقال بركات إن “إجراءات التشييع ستجري وفق خطة أعدتها لجنة تعمل على هذه القضية”، موضحاً أن أثيوبيا ستكون في حالة “حداد وطني” حتى تنظيم الجنازة “تكريماً لرئيس الوزراء”. وميليس حكم أثيوبيا بقبضة من حديد منذ 1991. وقد وصل إلى الحكم على رأس مجموعة مسلحة تمكنت من إسقاط نظام الديكتاتور منغيستو هايلي مريام. وقد انضم الرجل إلى النادي المغلق للقادة الأفارقة الذين يحكمون منذ أكثر من عقدين على إثر فوزه الساحق في انتخابات 2010 حين نال 99% من الأصوات. وكان بشخصه يجسد كل السلطة في بلده الذي حوله إلى حليف رئيسي للولايات المتحدة في حملة مكافحة التطرف في القرن الأفريقي.وأشاد قادة عدد من الدول الأفريقية والعالم بالدور “الاستراتيجي” الذي لعبه في القارة رئيس الوزراء الأثيوبي. ويترك موت ميليس فراغا كبيراً في منطقة شرق أفريقيا والقارة السوداء حيث تعتبر أثيوبيا قوة إقليمية كبرى ولاسيما في القرن الأفريقي الذي يشهد اضطرابات ولاستضافتها مقر الاتحاد الأفريقي في العاصمة أديس أبابا. وقال الرئيس الكيني مواي كيباكي إن وفاة ميليس “خسارة كبيرة”، معتبراً أنه قائد “براغماتي وصاحب رؤية أمنت الاستقرار لبلده ووضعته على طريق النمو الاقتصادي”. لكن حركة الشباب الصومالية المتمردة أعربت عن ابتهاجها لوفاة ميليس زيناوي الذي أرسل الجيش الأثيوبي مرتين إلى الصومال حيث سيطر على معقلها في بيداوة. ونعى رئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما ميليس، مؤكداً أنه كان “قائداً قوياً ليس في بلده فحسب بل في كل القارة الأفريقية، يعمل كوسيط في عدد كبير من المناقشات وخصوصاً في القرن الأفريقي”. إلا أن منظمات للدفاع عن حقوق الإنسان ووسائل إعلام أشارت إلى الإرث القمعي لميليس.