عاشت الجزائر العاصمة حالة استنفار قصوى في أعقاب اندلاع حريق مهول بدار النقود بالمطبعة الرسمية لبنك الجزائر، أو “بيت مال” الجزائريين، كما تعرف، وفقاً لتقرير قناة “العربية”.
وأتلف الحريق المهول كمية كبيرة من الورق المستعمل في طباعة النقود، وجوازات السفر البيومترية والطوابع الضريبية وكذا شهادة الميلاد ‘’خ 12 ‘’. ونجت لحسن الحظ آلات طبع النقود من الحريق، وإلا كان البلد في مواجهة كارثة بكل المقاييس، برأي مراقبين، وحسب تقارير إخبارية فقد تم استدعاء مدير دار النقود والحراس للتحقيق معهم في أسباب الحريق. واندلع الحريق مساء الأحد الماضي، حيث شاهد السكان دخاناً كثيفاً ينبعث من دار النقود المتواجدة بمنطقة “الرويسو” في العاصمة، أعقبه انفجار مدوٍ، قبل أن تتدخل مصالح الحماية المدنية، وكانت لحظتها ألسنة اللهب قد امتدت بسرعة إلى جميع أرجاء المطبعة. ودامت عملية الإطفاء أكثر من 4 ساعات، وجندت الحماية المدنية أكثر من 200 من أفرادها و28 شاحنة إطفاء و3 سلالم هوائية و5 سيارات إسعاف، بهدف محاصرة النيران.
وأتى الحريق على مقر الإدارة المتكون من طابقين، وامتد إلى المستودع حيث يتم تخزين المواد الأولية، ما تسبب في إتلاف حزمات الأوراق الخاصة المستعملة في النقود وورق جوازات السفر.
ولم تسجل أي خسائر بشرية باستثناء إصابة 6 من أفراد الحماية المدنية بجروح طفيفة، نظراً لحجم الحريق المهول الذي جندت له كافة الإمكانات المادية والبشرية. وأوردت صحيفة ‘’الخبر’’ أن عمالاً بدار النقود أبلغوا قبل أسبوع عن وجود رائحة حريق في الطابق الأول، ليندلع بعدها بيوم واحد حريق في أحد المكيفات الهوائية، غير أنه تم التحكم فيه بسرعة وقتها. أما صحيفة “الشروق”، فأوردت نقلاً عن مصادر أمنية أن الحريق شب بعد نصف ساعة من وصول حمولة الأوراق الموجهة لصناعة الأوراق النقدية، وهو ما يرجح فرضية الفعل الإجرامي. وذكرت صحيفة “النهار” من جهتها، أن الحريق تسبّبت فيه شرارة كهربائية على مستوى مستودع مخصّص لتخزين المواد الأولية المستخدمة في طباعة الأموال على غرار الحبر ومختلف السوائل الكيمياوية؛ إلى جانب الورق المخصّص للطباعة.