سعدة فتاة فلسطينية سورية، لم تتجاوز الخمس سنوات بعد ولن تتجاوزها، ومن مخيم الفلسطينيين في درعا اختارت رصاصة قوات النظام السوري سعدة فقتلتها قبل شهرين، وإن كان أطفال سوريا أشبه بقرابين الثورة، فإن سعدة واحدة من تلك القرابين.
ولطالما غنى ثوار ومتظاهرو سوريا أغنية “جنة جنة”، حتى باتت أقرب لنشيد الثورة الرسمي، ولكن عندما يغني الأغنية شقيق سعدة، راثياً أخته الممددة أمامه، غير قادر على إيقاف سيل الدموع من عينيه، تصبح الأغنية بحس مختلف، ولابد من أن تقتحم النار قلب المستمع والمشاهد “ثوري ثوري درعا.. حمصية تنادي فزعة”.
ربما باتت أخبار الموت القادمة من سوريا عادية بالنسبة للكثيرين، خصوصاً أن رائحة القتل غطت سماء سوريا حتى هرب الهواء ريثما يجد مكاناً له من جديد هناك.
ولكن لا يزال أطفال سوريا يشعلون النار تلو النار مذكرين أنهم هنا، وأنهم يقتلون ويشيعون ويحملون على الأكتاف، وأنهم يبكون ويفقدون.
تساءل كثيرون إن كانت أسماء الأسد زوجة الرئيس السوري ستصبر على فيديو رثاء سعدة بصوت أخيها الصغير، وإن كانت أسماء كأم يمكن أن تختلف عن أسماء كزوجة الرئيس، فلربما- بحسب البعض- ستحركها عاطفة الأمومة فتقدمها على عشق الكرسي.