دعا صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الجميع إلى أن يكونوا على يدٍ واحدة في مواجهة الأيادي التي تحاول التدخل في شؤون البحرين، والتصدي بقطع كل يد آثمة تتدخل في شؤون البحرين الداخلية، معرباً عن رفضه لاستغلال المناسبات أياً كانت في إشعال الفتن والإضرار باللحمة الوطنية.
وقال صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء، في تصريح له خلال زيارته أمس إلى محافظة المحرق يرافقه وزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة، إن البلاد مرت بتجارب كثيرة وخرجت منها وهي أكثر عزماً ووعياً بعدم ترك المجال لأي كان أن يتدخل في شؤونها، مؤكداً الوقوف بكل قوة ضد من تسول له نفسه تقويض الأمن والاستقرار والعبث بوحدة وترابط شعب البحرين.
وقال إن الوطن أحوج ما يكون في هذه المرحلة من تاريخه إلى تعزيز القيم البحرينية الأصيلة التي تُعلي من شأن الوحدة الوطنية وتقوي التلاحم بالشكل الذي يدعم قدرة الوطن على مواجهة محاولات نشر الفتنة بين أبناء الوطن الواحد. وكان في استقبال سموه كل من مستشار جلالة الملك للشؤون الرياضية صالح بن هندي ومحافظ محافظة المحرق سلمان بن هندي، وعدد من أعضاء مجلس المحرق البلدي وعدد من وجهاء ومواطني المحرق. وقال سموه إن أهالي المحرق وشعب البحرين عموماً هم الدرع لكل من يريد السوء للوطن، وأن ما يحدث من تصرفات هنا أو هناك لن يغير موقفنا الثابت وعزمنا على حفظ الأمن والاستقرار وترسيخ دعائم التنمية. وأضاف سموه إنه سعيد بهذه اللقاءات مع أهالي المحرق والتي تتجدد بصفة دورية لما للمحرق وأهلها من مكانة كبيرة في نفسه، داعياً أهالي المحرق إلى أن يكونوا أكثر قوة وأقوى إرادة ضد كل من يحاول النيل من نسيجهم الاجتماعي ويعمل على شق صفوفهم. وقال «إننا نرفض أن يجور أي أحد على أهالي المحرق أو يتدخل في نسيجهم الاجتماعي، فالمحرق ليست ميداناً للتجارب التي لن تنال إلا الفشل». وشدد سموه على ضرورة التحلي بالوعي في ظل الأحداث المتسارعة التي تشهدها المنطقة، وطالب بأن يعمل الجميع من أجل البناء والتنمية وحفظ الأمن، وقال «إنه بدون الأمن والاستقرار لن يكتب النجاح لأي جهد تنموي».
وأثنى سموه على أهالي مدينة المحرق العريقة وما تمثله هذه المدينة من تجسيد لقيم التعايش والتآخي المجتمعي، والتي أعطت المثال والنموذج لما يتسم به أبناء البحرين من أخلاقيات رفيعة تعكس أعلى قيم التسامح. وقال سموه: «إن زيارتي للمحرق هي عادة نمارسها بالود والتقاليد الموروثة أباً عن جد، ومناسبة لأهنئ أهل المحرق بعيد الفطر المبارك، ولكي أطمئن على أهلها وسلامتهم».
وأضاف سموه: جئت للمحرق لأسجل موقفاً لأهلها الذين تفيض نفوسهم بالمحبة للجميع فهم أوفياء للوطن وقيادته.
محاولات دخيلة لشق الصف
وأكد صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء أن ما شهدته المحرق من محاولات لشق الصف هي دخيلة على العادات والتقاليد الأصيلة التي يتميز بها أبناء البحرين، ولقد أثبت أهل المحرق كعادتهم دائماً أنهم حائط الصد المنيع الذي يحفظ أمن الوطن واستقراره، مشدداً على أن «لا أحد يستطيع أن يفرق بين أهالي المحرق ومن يحاول ذلك لن ينجح».
وأشاد بأهالي المحرق ورجالاتها، معرباً عن اعتزازه وتقديره لمواقفهم الوطنية المخلصة، مشدداً على أهمية التواصل المستمر والعمل بروح العائلة الواحدة التي جبل عليها شعب البحرين. وتوجه سموه بالشكر لوزير الداخلية ورجال الأمن على ما قدموه ويقدمونه من تضحيات في سبيل الحفاظ على سلامة الوطن واستقراره وحماية المواطنين وبث الطمأنينة في نفوسهم من خلال الالتزام بتطبيق القانون، قائلاً سموه «إن رجال الأمن هم العين الساهرة ليل نهار من أجل الوطن والمواطن، فلهم منا كل التأييد التحية والتقدير». وأشاد سموه بما يتحلى به رجال الأمن من عمق الإحساس بالواجب وسعيهم إلى إقامة ميزان الأمن الذي هو ركيزة أي مجتمع متحضر.
كما توجه سموه بالشكر لرجال الصحافة والإعلام على تناولهم المتزن وطرحهم لمختلف القضايا التي تهم المواطن، معرباً سموه عن فخره واعتزازه بدورهم التنويري من خلال كتاباتهم التي تقدم للقراء قراءة واقعية للأحداث. وأكد سموه أن الحكومة ماضية في ظل التوجيهات السامية لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى في استكمال ما بدأته في مسيرة التطوير والتحديث لكافة مناحي الحياة، واضعة نصب أعينها هدفاً رئيسياً هو تلبية احتياجات المواطن من خلال منظومة متكاملة للنمو الاقتصادي والتنمية الشاملة، وهذا لن يتأتي إلا من خلال مناخ يسوده الأمن والاستقرار.
ووجه سموه حديثه لأهالي المحرق قائلاً «إن المواطن البحريني في قلبنا قبل عيوننا، وإن كان بيتي في الرفاع ولكن قلبي معكم يا أهل المحرق، ولن يقدر أحد على أن يفرق بينكم ومن يحاول ذلك لن ينجح أبداً».
وأشار سموه إلى ضرورة تغليب الصالح العام، وتعزيز التعاون بين أبناء الوطن الواحد، وإعلاء قيم الولاء والعطاء كلها أمور كفيلة بأن تحقق للبحرين الظروف التي تدفع إلى بناء مجتمع عصري متطور ينعم فيه الجميع بالرخاء وأن تتجه طاقات التدمير والتخريب إلى بناء مجتمع يعمه الخير والمحبة. وحث سموه على أخذ العبرة مما يحدث في العالم والدول العربية على وجه الخصوص، والتفكر فيما آلت إليه الأمور والتركيز على ما يخدم التنمية ويقوي دعائم الاستقرار في الوطن. وقال سموه «إننا ماضون في استكمال ما بدأناه من مشروعات للتطوير والتحديث من أجل المحرق وأهلها وللبحرين عموماً، وأهم ما نتطلع إليه أن يكون ضمير المواطن مرتاحاً لما نقوم به من جهد». وقد استمع سموه من الحضور إلى احتياجات المحافظة من المشروعات التنموية والتطويرية والخدمية، داعياً سموه كافة الجهات المعنية إلى تذليل كافة الصعوبات أمام تنفيذ المشروعات القائمة والمستقبلية.
وسام على صدور رجال الأمن
من جانبه، أشاد وزير الداخلية الفريق ركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة بزيارة صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء لمحافظة المحرق، وبحرص سموه على متابعة كل ما يحدث في البلاد وتواجده الدائم في مختلف المواقف والأحداث. وأكد أن إشادة سموه برجال الأمن ودعمه المستمر لهم واعتزازه بدورهم هو وسام على صدورهم، وأن عطاء سموه المستمر ونصائحه السديدة هي دافع للجميع نحو بذل مزيد من الجهد.
ومن ناحيته، أكد سلمان بن عيسى هندي محافظ محافظة المحرق أن زيارة صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء ليست بغريبة، فسموه دائماً موجود في موقع الحدث، معرباً عن خالص الولاء والمحبة التي يكنها أهالي المحرق جميعاً لسموه، وقال إن الجميع تداعى لاستقبال سموه اليوم لما يكنونه من محبة وولاء لسموه. من جهتهم أكد أهالي المحرق على خالص محبتهم وولائهم مجددين العهد والولاء بأن يظلوا دائماً أوفياء للوطن داعمين له في مختلف المواقف.