^ سنقارن بين حالتين فيهما بعض التشابه بين الحركة الصفوية وأبعادها في البحرين وبين هتلر عندما قرر غزو تشيكوسلوفاكيا، ونبدأ من خطاب الحركة الصفوية في اعتصام 21 مايو بالمقشع والذي دعت فيه الحركة الوفاقية الدولة “بالتنفيذ الأمين لتوصيات تقرير لجنة تقصي الحقائق دون تأخير، والإفراج عن المعتقلين والشروع بالعدالة الانتقالية، وتمهيد لحوار مع المعارضة على أرضية مبادرة ولي العهد ووثيقة المنامة وتوصيات بسيوني”. ما أشبه هذه المطالب بخطة هتلر التي رسمها لغزو تشيكوسلوفاكيا واحتلالها ففي عام 1938، حيث عقد هتلر سلسلة من الاجتماعات السرية في برلين مع كونراد هنلاين قائد الجبهة الداخلية، وهو أكبر الأحزاب العرقية الألمانية في ستودينتلاند، وتم الاتفاق على أن يقدم هنلاين ذريعة تغزو بها ألمانيا تشيكوسلوفاكيا وهي مطالبة الألمان في منطقة ستودينتلاند حكومة براغ بحقهم في الحصول على الحكم الذاتي، وهو مطلب من غير المحتمل أن تقره الحكومة هناك، وفي أبريل من عام 1938 أخبر هنلاين وزير خارجية المجر أنه “مهما كانت عروض الحكومة التشيكية سخية، فإنه سيستمر في زيادة المطالب، لإفساد أي وسيلة للتفاهم لأن ذلك هو السبيل الوحيد لتدمير تشيكوسلوفاكيا سريعاً”، وبشكل غير معلن، فلم تكن قضية منطقة ستودينتلاند ذات أهمية كبيرة بالنسبة لهتلر، بل أن نواياه الحقيقية كانت استغلال هذه القضية كوسيلة يبرر بها داخل البلاد وخارجها شن الحرب على تشيكوسلوفاكيا وتدميرها بدافع حق أهل هذه المنطقة في تقرير مصيرهم ورفض حكومة براغ تلبية مطالب هنلاين، وخطط هتلر لضرورة وجود تعزيزات عسكرية ضخمة على الحدود التشيكية، ولشن هجمات دعائية ضارية تتحدث عن الاضطهاد الذي يلقاه الألمان في هذه المنطقة لإلقاء الضوء على مجموعة من الحوادث بين نشطاء الجبهة الداخلية والسلطات التشيكية بغرض تبرير الغزو الذي سيجتاح تشيوكوسلوفاكيا في حملة تستغرق أياماً قلائل قبل أن تتمكن القوى الأخرى من التدخل. بالرجوع إلى ما تطالب به المعارضة اليوم رغم سخاء الدولة مع المعارضة، وما أثبتته من حسن نوايا بدءاً من تنفيذ توصيات بسيوني وإطلاق صندوق التعويضات للمتضررين، وعودة المفصولين وإطلاق سراح أغلب المعتقلين ومن تخفيف أحكام حتى إلغائها، إلا أن الحركة الصفوية مازالت تواصل رفع سقف طلباتها وذلك حين نقرأ بمطالبتها بتنفيذ توصيات بسيوني بالكامل، وهو ما تقصد به دخول ميلشياتها المؤسسة العسكرية، وإبداء رغبتها في الحوار المشروط أن يكون على أرضية مبادرة ولي العهد ووثيقة المنامة، مما يجعل الأمر بالنسبة للدولة مستحيلاً، حين يكون القبول بمثل هذا الحوار يعني أن تسلم الدولة الحكم إلى الحركة الصفوية، ثم تواصل ميلشيات الحركة الإرهاب وتواصل الطاقم التنفيذي للحركة إعلامه الخارجي عن المظلومية ومطالبته بالحرية ودعوة الأمم المتحدة للتدخل، أي أن الحركة الصفوية هي ليست حركة تمثل الشعب وإنما حركة تقوم بتنفيذ الخطة التي رسمتها إيران وحليفاتها لغزو البحرين، حين يكون الغزو مبرراً لإنقاذ فئة تتعرض للاضطهاد، وهو مثل ما ذكر أن هتلر لم تكن قضية منطقة ستودينتلاند ذات أهمية كبرى بالنسبة له وإنما وسيلة يبرر بها دخول البلاد، وكذلك هي الطائفة الشيعية الكريمة في البحرين ليست ذات أهمية بالنسبة لطهران وإنما هي وسيلة لشن غزو على البحرين، مستغلة الوقت في تعزيز وجودها العسكري في بحر الخليج بالتزامن مع التصعيد الإرهابي في شوارع البحرين الذي يهدف إلى حدوث مصادمات أهلية تسعى لإشعالها الحركة الصفوية حتى تكون الدعاية كاملة أن فئة من الشعب تتعرض للاضطهاد والإبادة من قبل الدولة ومليشياتها، وهو الأسلوب الدعائي الذي أخذت تسلكه الحركة في خطاباتها وتصريحاتها العربية والإنجليزية، وهو كله يأتي تحت الخطة الإيرانية التي تستنسخها من سفاكي الدماء مثل هولاكو وهتلر، والذين يعتمدون في تحقيق مطامعهم على جماعاتهم المقربة من الدولة، ومثال ما حدث مع الخليفة العباسي المستعصم وغدر وزيره أبن العلقمي. لذلك نرى إن إيران قد استفادت من دروس التاريخ واستطاعت أن تؤسس دولتها وتمد من مستعمرتها، لكن للأسف نحن كأمة إسلامية لم نتعظ من الدروس ولا أمثال ضربت في كتاب الله ولا من تاريخ الماضي البعيد ولا حتى القريب ولن نتعظ حتى مما حدث لنا بالأمس وما يحدث لنا اليوم وما سيحدث لنا غداً، ولكن لا بد لنا هنا أن نقول للدولة في الأخير أن لا يفل الحديد ألا الحديد فسخاء الدولة لن يكون له أثر ما دام في رأس الحركة الصفوية هو تسهيل الغزو للدولة الصفوية.