عواصم - (وكالات): أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 175 مدنياً برصاص قوات الأمن السورية في مدن عدة، كما نفذت القوات النظامية حملة مداهمات واعتقالات في بعض أحياء دمشق تترافق مع إطلاق نار وسقوط قتلى، ودارت اشتباكات في أحياء أخرى من العاصمة، بينما قال نشطاء في المعارضة إن الجيش النظامي أطلق قذائف على جنوب دمشق،كما أطلقت طائرات هليكوبتر الصواريخ ونيران المدافع الرشاشة خلال هجوم على العاصمة، فيما ذكرت صحيفة “ديلي تليغراف” أمس، أن المرشد الأعلى في إيران آية الله علي خامنئي أمر “الحرس الثوري في بلاده بـ«تكثيف الهجمات الإرهابية” ضد الغرب وحلفائه، رداً على دعمهم الإطاحة بالرئيس السوري بشّار الأسد”. وقالت الصحيفة إن خامنئي، ووفقاً لمسؤولين في الاستخبارات الغربية “أصدر الأوامر إلى فيلق القدس في الحرس الثوري خلال اجتماع طارئ لمجلس الأمن القومي الإيراني في طهران لمناقشة تقرير أعده الأخير بتكليف منه حول الآثار المترتبة على إيران من الإطاحة بنظام الرئيس الأسد، الذي يُعد أهم حلفائها في المنطقة”.
وأضافت أن التقرير “حذّر من أن مصالح إيران مهدّدة من خلال مجموعة من العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة بسبب برنامجها النووي، ودعم الغرب المستمر لجماعات المعارضة السورية الساعية للإطاحة بالحكومة السورية”.
وذكرت الصحيفة أن التقرير، ووفقاً للمسؤولين الاستخباراتيين الغربيين، خلص إلى أن “إيران لا يمكن أن تكون سلبية في مواجهة التهديدات الجديدة التي يتعرّض لها أمنها القومي”، وحذّر من أن الدعم الغربي لجماعات المعارضة السورية وضع “تحالف المقاومة” الذي تقوده طهران في خطر، ويمكن أن يعرقل بشكل خطير وصول إيران إلى حزب الله في لبنان.
وأشارت إلى أن التقرير “نصح النظام الإيراني بأن يثبت للغرب أن هناك خطوطاً حمراء بشأن ما يمكن أن يقبل به في سوريا، ويرسل تحذير إلى أمريكا والصهاينة وتركيا والمملكة العربية السعودية وقطر وغيرها، بأنها لا يمكن أن تتصرف من دون عقاب في سوريا وأماكن أخرى في المنطقة”.
وقالت “ديلي تليغراف” إن خامنئي ردّ على مضمون التقرير بإصدار توجيهات لتكثيف الهجمات ضد الغرب وحلفائه في جميع أنحاء العالم إلى قائد فيلق القدس اللواء قاسم سليماني، والذي اتُهم بالتورط في سلسلة من الهجمات ضد أهداف غربية وإسرائيلية، كما اتهمه مسؤولون أمريكيون العام الماضي بالتورط في محاولة فاشلة لاغتيال السفير السعودي لدى واشنطن.
وأضافت أن إيران تدعم محاولات نظام الرئيس الأسد لقمع موجة الاحتجاجات المناهضة للحكومة التي اندلعت في مارس من العام الماضي، وزعمت جماعات إيرانية معارضة أن فرقاً من الضباط من ذوي الخبرة في الحرس الثوري الإيراني يزورون دمشق على صعيد أسبوعي في طائرة مستأجرة خصيصاً لتقديم المشورة لنظام الرئيس الأسد. ونسبت الصحيفة إلى مسؤول وصفته بـ«البارز” في الاستخبارات الغربية قوله إن “النظام الإيراني مصرّ الآن على الرد على ما يعتبرها محاولات الغرب للتأثير على نتيجة الأزمة في سوريا”.
من جهتها، قالت الأمم المتحدة إن إيران تزود سوريا بالأسلحة فيما يبدو بينما بدأت الانتفاضة ضد الرئيس بشار الأسد تتحول بدرجة أكبر إلى حرب أهلية.
ويدعم اتهام الأمم المتحدة اتهامات من جانب مسؤولين غربيين لإيران بتقدم أموال وأسلحة ودعم يتعلق بالمخابرات للأسد في جهوده لسحق المعارضة. ويقول معارضون سوريون أيضاً إن طهران أرسلت مقاتلين من الحرس الثوري وجماعة حزب الله.
وقال مسؤول الشؤون السياسية بالأمم المتحدة لمجلس الأمن الدولي جيفري فيلتمان “عبر الأمين العام مراراً عن قلقه بشأن تدفق الأسلحة على الطرفين في سوريا والذي ينتهك في بعض الحالات فيما يبدو القرار 1747 الذي أصدره المجلس ويحظر صادرات الأسلحة بموجب الفصل السابع”.
وفي باريس، تحدثت الرئاسة الفرنسية عن “تطابق في وجهات النظر” بين الرئيس فرنسوا هولاند وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في شأن سوريا، مضيفة في بيان أن الجانبين قررا خلال لقائهما “تنسيق جهودهما” من أجل “انتقال سياسي” في دمشق. وشدد الرئيس الفرنسي على أنه “لا يمكن التوصل إلى حل سياسي من دون تنحي بشار الأسد”، مذكراً بـ«التزام فرنسا من أجل سوريا حرة، ديمقراطية، تحترم حقوق الإنسان وكلاً من مجموعاتها” الدينية.
من ناحية أخرى، يرى محللون ومعارضون سوريون أن اقتراح التفاوض حول استقالة الرئيس بشار الأسد على طاولة حوار داخلي الذي عبر عنه مسؤول سوري في موسكو، لا يملك حظوظاً في التحول واقعاً في مواجهة التطور الدامي في النزاع الذي وصلت إليه البلاد.
من جهة أخرى، قتل الصحافي مصعب العودة الله المتعاطف مع المعارضة والذي يعمل في القسم الثقافي في صحيفة “تشرين” السورية الحكومية خلال حملة دهم نفذتها القوات النظامية في حي نهر عيشة جنوب العاصمة.
من جهتها، نشرت صحيفة “كومرسانت” الروسية تصريحات لمسؤول بوزارة الخارجية لم تذكر اسمه قال فيها إن موسكو تعتقد أن سوريا لا تعتزم استخدام الأسلحة الكيماوية وإنها قادرة على تأمينها.