من ذا الذي يهتم أن يهدد الخائن؟ الخائن نرثي له.. الخائن نشفق عليه، لأنه سيعيش منبوذاً طوال حياته بيننا، وسيحمل عار خيانته إرثاً يورثه لأجيال لاحقة، هذا هو وضع الخائن بيننا؛ إنما لا يُهدد ولا يُمس إلا بالقانون في حال خالفه أو تجاوزه. لسنا ضد التظلم والشكوى من الظلم، بل إننا مع من يدعي الظلم وعنده أدلة وإثباتات على ما وقع عليه، حينها يخاف؟ لم يرتبك؟ لم يطلب الحماية الدولية؛ بل يطالبها من قضائه وقد أثبت القضاء استقلاليته وانتصر للعديد من الشكاوى ضد الأجهزة الرسمية، من يدعي الظلم وعنده إثباتات وأدلة فالبحرين كلها تقف معه نصرة له، فلا نصرة لظالم بيننا، علينا احترام من يقدم الأدلة لادعاءاته والمطالبة معه لتحقيق العدالة له، إنما الذي ينقل أكاذيب وادعاءات وكلاماً مرسلاً دون دليل فله منا اللعنة أولاً، ونطالب الدولة أن تطبق عليه القانون ثانياً. المشكلة أننا بعد أن رأينا بأعيننا وسمعنا بآذاننا كذباً وزوراً وبهتاناً وتمثيلاً رخيصاً كتمثيل العاهرات، ومن شخصيات كنا -نؤكد أننا كنا- نجلهم ونحترمهم، فكيف تريدوننا أن نسلّم اليوم لكل من ادعى أنه تعرض للظلم؟ إن حملات التضليل والكذب التي مرت علينا خلال هذه السنة فاقت في كمها وحجمها ما مرعلينا طوال عمرنا، لقد تحولت الادعاءات إلى مهزلة ونكتة، بل إنها ظلمت الادعاءات الحقيقية -لو وجدت- لأنها أصبحت استثنائية وسط كم الكذب والتضليل الخرافي. بسبب غباء سياسي مدقع لحزب الدعوة الذي حلل كل المحرمات من أجل أجندته فقد ظلم الحالات التي تستحق الدعم فعلاً، فحتى من له حق بينكم فقد حقه لأنكم ضيعتم مصداقيتكم. المصداقية بناء؛ إن هدمته فمن الصعب إعادة بنائه، وأنتم مازلتم إلى هذه اللحظة تعتمدون على تضليل جمهوركم والكذب عليه وتركه يلهث وراء سراب، وتضخمون له أخطاء غيركم وتخفون عنه أخطاءكم وتحومون حول المقابر بحثاً عن جثث تضيفونها لقائمة شهدائكم! حتى هذا الشرف -أقصد شرف الشهادة- خلطتم الزائف بالصادق ولعبتم به كورقة حتى تحول إلى مهزلة، فأصبح عندكم شهيد الكحة وشهيد الحكة وشهيد .. إلخ...! اعتقدتم أن معادلة (زيادة الخير خيرين) ممكنة في منطقة لها طهرانيتها وقدسيتها كموضوع الشهادة، لكن تلك الاستهانة بالمصداقية قضت على البقية الباقية مما تبقى منها لديكم. إنه غباء سياسي (مدقع) هذا الذي تعانون منه، لقد حرقتم كل مراكبكم في أوطانكم ولم يعد لكم مصداقية فيها. اليوم حين صحا الشعب البحريني لألاعيبكم وفتح عينه على حجم الخيانة التي ارتكبت في حقه وبدأ يدافع عن نفسه ويفند الأكاذيب والادعاءات صحتم ترتمون بأحضان المنظمات الدولية تشتكون التهديد؟! أي تهديد هذا الذي يترككم تخرجون وتعودون من وإلى مطار البحرين الدولي في كل جولات خياناتكم المتكررة ولم يمسكم أحد أو يتعرض لكم أحد؟ فإن رأيتم نظرات الازدراء من أبناء شعبكم و لم تعجبكم فتلك نظرة توضح لكم مكانة أنتم اخترتموها بين أهلكم وناسكم وإخوانكم في الوطن، ذلك حصاد زرعكم. ^ ملاحظة.. كتب لي أحد المغردين «لِمَ مقالاتكِ هذه الأيام تنحو نحو الانفعال والاتهامات بالخيانة وقد عهدتكِ متزنة». أجيبه هنا: (النار لا تحرق إلا رجل واطيها) والخيانة نار طالت ثوب أمي البحرين، فلا تلمني إن فقدت اتزاني فزعة لها.