عواصم - (رويترز): ذكرت “استراتيجي جرينز” الفرنسية، أن إجمالي إنتاج الاتحاد الأوروبي من القمح اللين المستخدم في صنع “الدقيق” بلغ 125.3 مليون طن أي أقل 3% فقط عن العام الماضي.
يذكر أن الاتحاد الأوروبي هو أكبر منتج في العالم للقمح اللين وسيسهم محصوله هذا العام بنحو 18.9% من إجمالي إنتاج القمح العالمي في 2012 الذي من المتوقع أن يبلغ نحو 662 مليون طن. ويقارن ذلك مع محصول العام الماضي البالغ 128.7 مليون طن أي 18.5% من المحصول العالمي الذي بلغ 695 مليون طن.
من جهة أخرى، تقترب محاصيل القمح في أكبر منتجين في غرب أوروبا من مستوياتها المسجلة العام الماضي، لكن ذلك لن يكفي لتعويض تراجع المحاصيل في الولايات المتحدة وروسيا ما يثير مخاوف من نقص في الغذاء العالمي.
وبلغت الأسعار العالمية للذرة وفول الصويا مستويات قياسية هذا الصيف بعد ارتفاع مفاجئ دفع أسعار القمح للارتفاع كذلك إذ ضربت أسوأ موجة جفاف في 56 عاماً المحاصيل الأمريكية في حين أضرت موجة حارة بمحاصيل الحبوب في روسيا.
ويثير ارتفاع الأسعار المخاوف من أزمة تشبه تلك التي وقعت في 2007-2008 حينما اندلعت احتجاجات عنيفة في بعض الدول بسبب ارتفاع أسعار الغذاء.
وتتقدم محاصيل المنتجين الرئيسيين في أوروبا نحو مستويات مماثلة لمستويات العام الماضي لكن قد تنقص كميات القمح عالي الجودة الصالح لصنع الخبز.
ويصف المحلل في “أجرينيوز” ومقرها جنيف، جيمس دانسترفيل الوضع قائلاً “الاتحاد الأوروبي لن يكون المنقذ من نقص المحاصيل في العالم خلال العام الجاري”.
وقال تاجر حبوب ألماني: “إمدادات قمح الطحين ستكون كافية بشكل عام من محصول هذا الصيف لكن ارتفاع الأسعار في الأسواق العالمية يعني أن أسعارها سترتفع”.
من جانب آخر، قال مكتب الرئيس الكوري الجنوبي لي ميونج باك إن الرئيس أرسل أمس خطاباً إلى الدول الأعضاء بمجموعة العشرين لتكثيف الجهود المشتركة لتحقيق الاستقرار في أسعار الحبوب العالمية.
وأضاف المكتب أن لي اقترح 5 إجراءات تشمل عمل مجموعة العشرين معاً لتخفيف قيود التصدير على المواد الغذائية وفرض مزيداً من الضوابط على المضاربة في المواد الخام.
وأدى أسوأ جفاف تشهده الولايات المتحدة في نصف قرن وضعف المحاصيل بمنطقة البحر الأسود، لارتفاع أسعار الذرة والقمح وفول الصويا، إلا أن سعر الأرز الذي يعتبر غذاء رئيسياً في آسيا وبعض دول أفريقيا لم يتأثر.
ونقل المكتب عن لي قوله في الخطاب: “اليوم نواجه احتمالاً آخر لارتفاع أسعار الغذاء العالمية وهو ما يعوق التعافي الاقتصادي العالمي.. بالطبع من شأن حدوث أزمة غذائية أن يؤدي إلى عواقب أكثر خطورة من حدوث أزمة في النفط والطاقة إذ تهدد حياة الفقراء والدول النامية الضعيفة خاصة ذات الدخل المنخفض. يجب أن نعمل بشكل عاجل لمنع مثل هذه الأزمة”.
وقال لي إن على الدول الأعضاء في منظمة العشرين أن “تضاعف جهودها” لتعزيز الإنتاج الزراعي والإنتاجية وتعديل سياسات الوقود الحيوي للتخفيف من صدمات الإمدادات.
وستقرر مجموعة الدول العشرين هذا الأسبوع إن كانت ستعقد اجتماعاً طارئاً لمنتدى الاستجابة السريعة الذي شكلته العام الماضي أثناء رئاسة فرنسا للمجموعة بهدف التعامل مع أي وضع غير طبيعي بالسوق.
ودعا صندوق النقد الدولي والبنك الدولي العالم بالاستعداد لاحتمال ارتفاع فاتورة المواد الغذائية في الأشهر المقبلة، لكنهما لا يريان في الوقت الحالي بوادر تذكر على تفشي أزمة غذائية مماثلة لأزمة 2007-2008.