عواصم - (وكالات): استمرت العمليات العسكرية في ريف دمشق والمعارك والقصف في عدد من أحياء مدينة حلب، بينما سقط عشرات المقاتلين والمدنيين بين قتيل وجريح في مدينة اريحا في إدلب شمال غرب البلاد، بحسب ناشطين، فيما أكد سكان في حلب أن جيش الرئيس السوري بشار الأسد استولى على الأحياء المسيحية بالمدينة.
وقتل 194 شخصاً في أعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا أمس، هم 155 مدنياً و6 مقاتلين معارضين، بالإضافة إلى 22 من عناصر القوات النظامية، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
كذلك، أفاد المرصد أن 24495 شخصاً قتلوا في أعمال عنف في سوريا منذ بدء الحركة الاحتجاجية ضد نظام الرئيس بشار الأسد منتصف مارس 2011 والتي تحولت إلى نزاع دام. وفيما أعلنت فرنسا أن إقامة منطقة حظر جوي في قسم من الأراضي السورية هو اقتراح “يستحق الدرس”، أكدت دمشق أنها ستتعاون مع الموفد الدولي الجديد الأخضر الإبراهيمي متوقعة أن يسعى إلى إجراء حوار “في أسرع وقت”.
وقال المرصد السوري في بيان إن “اشتباكات عنيفة وقعت في محيط مدينة داريا في ريف دمشق بين مقاتلين من الكتائب الثائرة والقوات النظامية التي تحاول اقتحام المدينة من جهة بساتين المزة”.
وأشار إلى تعرض المدينة للقصف من دبابات منتشرة على حواجز عدة محيطة بالمدينة، ما أسفر عن مقتل 4 أطفال ووالدتهم الذين كانوا قد نزحوا من بلدة معضمية الشام المجاورة. ووقعت اشتباكات في حي الحجر الأسود، بحسب المرصد السوري الذي أشار أيضاً إلى قصف على الحي وحي العسالي المجاور.
وتستمر حملة المداهمات والاعتقالات في حي كفرسوسة.
وفي مدينة حلب، ذكر المرصد في بيان أن “أحياء بستان القصر وسليمان الحلبي والشعار والهلك ومناطق في حي صلاح الدين مازالت تتعرض للقصف من القوات النظامية التي تشتبك مع مقاتلين من الكتائب الثائرة في حيي بستان القصر وسليمان الحلبي”. وفي محافظة إدلب، أفاد المرصد عن “سقوط عشرات الجرحى بعضهم بحالة خطرة إثر القصف الذي تعرضت له بلدة معرة مصرين من قبل القوات النظامية”. ولفت إلى “سقوط عشرات الشهداء والجرحى في صفوف المقاتلين من الثوار والمدنيين إثر القصف الذي تتعرض له مدينة أريحا التي تدور فيها اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين”.
في دير الزور شرقاً، تتعرض مدينة البوكمال للقصف من القوات النظامية “التي فقدت السيطرة على الكثير من المراكز الأمنية والحواجز الأمنية في المدينة”، بحسب المرصد.
من جهتها، أكدت منظمة “العفو” الدولية أن المدنيين يواجهون “عنفاً فظيعاً” في مدينة حلب، متهمة النظام السوري باستهداف الأحياء السكنية بالضربات الجوية والقصف من دون تمييز. وقالت دوناتيلا روفيرا من منظمة العفو الدولية بعد عودتها من زيارة إلى حلب، بحسب ما جاء في بيان للمنظمة، أن “استخدام القوات النظامية للأسلحة التي تفتقد إلى الدقة مثل القنابل غير الموجهة إلى أهداف محددة، وقذائف المدفعية والهاون، زادت الخطر على المدنيين”.
وقال البيان إن المنظمة حققت في 30 عملية عسكرية “قتل فيها وجرح عدد كبير من المدنيين غير المتورطين في النزاع. وبين هؤلاء عدد كبير من الأطفال”. سياسياً، اعتبر وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لو دريان أن إقامة منطقة حظر جوي في قسم من الأراضي السورية هو اقتراح “يستحق الدرس”. من جهته، اكتفى وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس بالقول “نحن في صدد التفكير في كل ذلك”. ودعا فابيوس دول المنطقة المجاورة لسوريا إلى المشاركة في اجتماع وزاري لمجلس الأمن الدولي سيعقد في نيويورك في 30 أغسطس الجاري ويخصص للمساعدة الإنسانية. وأعلن نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد أن بلاده ستتعاون مع الموفد الإبراهيمي، متوقعاً أن يعمل الأخير على “عقد حوار وطني” سوري “في أسرع وقت”.
وتابع “أعتقد أن الإبراهيمي سيعمل على عقد حوار وطني في أسرع وقت ممكن لأنه لن يكون هناك منتصر ممن يراهن عليه الغرب في سوريا”. من جهة أخرى، أعرب المقداد عن أسفه لمقتل الصحافية اليابانية ميكا ياماموتو في حلب)، واعتبر أن تحميل بلاده مسؤولية وفاة الصحافيين الذين يدخلونها بطريقة غير مشروعة أمر “غير مسؤول”.
وفي أنقرة، بدأ مسؤولون أتراك وأمريكيون أول اجتماع “لتخطيط العمليات” يهدف إلى إنهاء نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
ويتوقع أن يجري خلال الاجتماع تنسيق الردود العسكرية والاستخباراتية والسياسية على أعمال العنف والأزمة المستمرة في سوريا. وفي روما، قال وزير الخارجية الإيطالي جوليو تيرزي أن إيطاليا ستستضيف محادثات دولية “خلال الأيام المقبلة” حول مستقبل سوريا بعد انتهاء نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وفي لندن حذر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والرئيس الأمريكي باراك أوباما من أنهما سيضطران للنظر في مسار جديد للتحرك في حال هددت سوريا باستخدام أسلحة كيميائية ضد مسلحي المعارضة.
من جهتها، أفادت مصادر أمنية عراقية أن طائرة حربية سورية اخترقت الأجواء العراقية وقامت بقصف منطقة البوكمال السورية.