عواصم - (وكالات): أكد معهد العلوم والأمن الدولي الأمريكي أن إيران زادت بدرجة كبيرة قدرتها على إنتاج يورانيوم منخفض التخصيب وأن إجمالي الإنتاج في السنوات الخمس الأخيرة سيكون كافياً لصنع 5 قنابل نووية على الأقل اذا تمت تنقيته لدرجة أعلى. ويراقب المعهد عن كثب برنامج إيران النووي على أساس بيانات وردت في تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة عن الربع السابق الأخير الذي صدر أمس الأول. ويراقب الغرب وإسرائيل عن كثب الأنشطة النووية لإيران لأنها يمكن أن تحدد الفترة الزمنية التي قد تحتاج إليها لصنع قنابل ذرية إذا قررت عمل ذلك. وتنفي إيران أي خطط من هذا القبيل وتقول إن أهدافها سلمية تماماً. وخلال محادثات جرت في بغداد الأسبوع الماضي فشلت القوى العالمية الست في إقناع إيران بكبح برنامجها لتخصيب اليورانيوم. وستجتمع هذه الدول وإيران مرة أخرى في موسكو الشهر المقبل في محاولة لتهـــدئة مواجهة عمرها 10 سنوات أثارت مخاوف بشأن حرب جديدة في الشرق الأوسط يمكن أن تعطل إمدادات النفط. وأظهر التقرير الذي نشرته أمس الأول الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومقرها فيينا أن إيران تمضي قدماً في نشاط تخصيب اليورانيوم في تحد للقرارات الدولية التي طالبتها بوقف النشاط. وقال التقرير إن إيران أنتجت نحو 6.2 طن من اليورانيوم المخصب الى مستوى 3.5% منذ ان بدأت العمل في عام 2007 وتم معالجة جزء منه لمادة من درجة نقاء أعلى. وتبلغ هذه الكمية نحو 750 كيلوجراماً أكثر مما ورد في التقرير السابق للوكالة الدولية وقال معهد العلوم والامن الدولي إن الإنتاج الشهري لإيران ارتفع بنحو الثلث تقريباً. وقال المعهد في تحليله “هذه الكمية الإجمالية بدرجة نقاء 3.5% من سادس فلوريد اليورانيوم منخفض التخصيب إذا تمت تنقيتها إلى الدرجة الأعلى المستخدمة في صنع أسلحة فإنها تكفي لصنع 5 قنابل نووية.” غير أن المعهد أضاف أن بعض اليورانيوم الإيراني عالي التخصيب تم تحويله إلى وقود مفاعل ولن يكون متاحاً لصنع أسلحة نووية على الأقل على نحو سريع. وأكدت إيران أن عثور الوكالة الدولية للطاقة الذرية على آثار يورانيوم مخصب بنسبة 27% في موقع فوردو النووي بوسط البلاد “مسالة تقنية لا أهمية لها” ركزت عليها وسائل الإعلام. ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية عن المندوب الإيراني لدى الوكالة علي أصغر سلطانية قوله إن “حديث بعض وسائل الإعلام عن هذه المسائل التي لا أهمية لها يكشف أهدافاً سياسية” ترمي إلى “النيل من مناخ التعاون البناء بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية”. وأضاف سلطانية “مثل ما ذكرت الوكالة الدولية في تقريرها، هي مسألة تقنية تقليدية فتح الخبراء تحقيقاً بشأنها”. وأعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية الجمعة في تقرير لها أنها عثرت على آثار يورانيوم مخصب بنسبة 27% في موقع فوردو الواقع تحت الأرض والمثير للجدل، جنوب طهران في حين أن النسبة القصوى للتخصيب التي أعلنتها إيران هي 20%. من ناحية أخرى، علقت الصحافة الإيرانية ببرود على مباحثات بغداد بين إيران والقوى الكبرى حول البرنامج النووي الإيراني وعكست العديد من العناوين شكوكاً بشأن نتيجة عملية التفاوض الجارية متهمة الغربيين بالرغبة في إفشالها. بل إن صحيفة كيهان المتشددة وصلت إلى حد المطالبة في افتتاحية نشرتها بالصفحة الأولى إلى “وقف المباحثات”. ونددت صحيفة جمهوري إسلامي المتشددة أيضاً بـ “المفاوضات غير المجدية في بغداد” متهمة القوى الكبرى بتعطيلها من خلال تبنيهم “اشتراطات النظام الصهيوني” بشأن تقليص البرنامج النووي الإيراني. أما صحيفة إيران الحكومية فقد رأت أن الغربيين لا يسعون “إلى حل المشاكل المعقدة” التي طرحت خلال المفاوضات.