كتب- عادل محسن:
منعت مملكة البحرين دخول شحنة أغنام أسترالية ثانية وصلت فجر أمس محملة بـ20 ألف رأس من دخول البحرين، بعد أن أجرى فريق من الأطباء البيطريين الفحوصات اللازمة للأغنام على ظهر الباخرة، وتبين إصابتها بمرض من أمراض الثروة الحيوانية المعدية للحيوان والإنسان، ما ألزمها مغادرة البحرين عصر ذات اليوم الذي وصلت فيه المملكة، متجهة إلى دولة خليجية بانتظار نتائج الفحوصات، وذلك في حالة مشابهة للشحنة الأخيرة التي وصلت يوم الثلاثاء الماضي، وغادرت البحرين بعد أن تسلمت نتيجة التقارير الطبية التي أكدت إصابتها بمرض” أورف”، ونفوق نحو 5000 رأس منها.
وقال وكيل وزارة شؤون البلديات والزراعة د. نبيل أبوالفتح إن “الوزارة رفضت دخول أحد شحنات اللحوم الواردة لمملكة البحرين، بعد اكتشاف إصابتها بأحد الأمراض المتعلقة بالثروة الحيوانية وذلك بناء على الإجراءات الرقابية المشددة على شحنات المواشي التي يتم استيرادها من الخارج”.
وأشار إلى أن الشحنة كانت قادمة من أستراليا إلى مملكة البحرين وبناء على الإجراءات الرقابية المشددة، فقد تم فحص شحنة الأغنام وهي بالباخرة، وأسفرت نتائج الفحوصات التي أجراها فريق من البيطريين العاملين بشؤون الزراعة عن إصابتها بالمرض وبناء على ذلك تم رفض الشحنة وإرجاعها إلى بلد المنشأ.
وأوضح الوكيل أن الإجراءات التي تمت خلالها فحص الشحنة هي إجراءات تم تطويرها مؤخراً وذلك لضمان عدم دخول أي شحنة للمواشي للمملكة مصابة بالأمراض، مؤكداً حرص الوزارة على الالتزام بالمواصفات والمعايير وأفضل الممارسات المتبعة في مجال الصحة الحيوانية نظراً لتأثيراتها على صحة الإنسان والبيئة، وأضاف أن الوزارة وبناء على توجيهات الوزير وضمن معطيات الخطة الوطنية الاستراتيجية للتنمية الزراعية المستدامة حرصت على تطوير التشريعات والأنظمة المتعلقة بالثروة الحيوانية وتنميتها وصحة الإنسان والحيوان والبيئة. وأكد حرص أجهزة الوزارة الرقابية، على مراقبة تطبيق القرارات والالتزام بأحكامه وفقاً للإجراءات الإدارية والقانونية المتبعة لعمليات فحص الشحنات القادمة من خارج المملكة، مؤكداً أن الوزارة، تعمل على تطوير القرارات والاشتراطات المنظمة للثروة والإنتاج الحيواني بشكل مستمر وتسخير الإمكانيات والموارد كافة لتحقيق هذه الرؤية.
في حين أكد مصدر مطلع وصول شحنة أغنام أسترالية حية مصابة بمرض “أورف” في حالة مشابهه للشحنة الأخيرة التي وصلت يوم الثلاثاء الماضي وبقيت إلى يوم الأربعاء حيث منعتها وزارة شؤون البلديات والتخطيط العمراني من دخول البحرين بسبب مرضها المعدي للإنسان وإمكانية انتقالها بالتنفس للإنسان، مشيراً إلى أن الباخرة وصلت فجر أمس الجمعة وبقيت حتى الساعة 3:30 والنصف عصراً قبل أن ترحل إلى دولة خليجية لتعود مرة أخرى يوم الأحد في انتظار النتيجة الطبية.
وقال المصدر إن اللحوم لن تدخل البحرين خصوصاً أن المرض بادٍ على الأغنام، وأن مجرد دخولها إلى المملكة ستتسبب في مرض المواشي وقد تنتقل إلى الإنسان.
اللحوم المبردة
من جانبه أكد نائب رئيس مجلس المحرق البلدي علي المقلة وصول شحنة أغنام فجر يوم أمس، مشيراً إلى أن شركة البحرين للمواشي لا تمتلك مخزوناً من اللحوم الحية وأنه تم تزويد الأسواق باللحوم المبردة، مشيراً إلى أن الشحنة تصل إلى 20 ألف رأس غنم.
وناشد المقلة صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء بالتدخل في قضية اللحوم الحية والمبردة وما يواجهه المستهلك يومياً من مخاوف من سلامة اللحوم، مثمناً الجهود التي يبذلها الأطباء البيطريون في المحاولة عن كشف الأمراض التي تحملها الأغنام.
وأضاف المقلة أن”البحرينيين يتخوفون كثيراً من سلامة اللحوم المبردة وصعوبة كشف الأمراض فيها وقد تكون مصابة بالجدري أو بأي مرض آخر ولا يمكن التيقن منها إلا إذا كانت محمومة، مطالباً بتحركات جادة للنظر في وضع شركة المواشي ونوعية اللحوم التي تصل للمملكة”.
نفوق 5000 رأس
في حين أشار مصدر آخر في ميناء خليفة بن سلمان إلى أن الباخرة الأولى التي منعت من دخول المملكة بلغ عدد الأغنام النافقة فيها 5000 رأس وخرجت من المياه الإقليمية للبحرين في الساعة 12 ليلاً.
الباخرة الأولى غادرت
ونفى وكيل وزارة البلديات سلمان عبدالنبي، ما نقلته إحدى الصحف المحلية بوجود الباخرة الأولى بالمملكة، مؤكداً أنها غادرت بعد ظهور النتيجة بوجود المرض المعدي وتسلمها قرار الرحيل، مشيراً إلى أن الوزارة لا تخضع لأي قرار من أي جهة كانت في إدخال اللحوم من عدمها، مضيفاً:«إذا رأى الأطباء البيطريون أن الشحنة مصابة بأي مرض فمن حق الوزارة منع دخولها دون الرجوع للشركة التي تستورد اللحوم أو حتى البلد المصدر “أستراليا”، ونقوم بدورنا بإبلاغ الشركة عن عدم دخولها إلى المملكة حين تكون الشحنة مرفوضة، وفي حال وجود أي مرض نخاطب الشركة ولا نقوم بمخاطبة البلد المصدر لأي لحوم أو أي مادة غذائية أخرى”.
وأشار عبدالنبي إلى أن الرقابة في البحرين قائمة ومستمرة بتطبيق كل الاشتراطات والأنظمة المعتمدة، مشيراً إلى كفاءة الأطباء البيطريين في المملكة وإمكانياتهم العالية في معرفة الأمراض قبل إجراء أي فحوصات، مشدداً على أن دور الشركة هو توفير اللحوم ويجب أن يتدبروا توفيرها في الأسواق.
أين وزارة التجارة؟
إلى ذلك قال عضو مجلس المحرق البلدي خالد بوعنق إن الباخرة التي منعت من دخول المملكة تم الاشتباه بمرض بشحنة أغنام وصلت، شهر رمضان الماضي ونقل على إثرها طاقم البحارة إلى المستشفى، متسائلاً إلى متى السكوت عن هذه اللحوم الرديئة التي تصل نسبتها إلى 80%؟.
وطالب بوعنق وزارة التجارة والصناعة بمحاسبة المسؤولين عن ذلك وبالتحرك الجاد في الموضوع خصوصاً أن الأسواق خالية من اللحوم الحية، والاستثمار في الدول الأفريقية الشهيرة بتوفر المواشي فيها، لتكون لحوم صحية.
وحاولت “الوطن” الاتصال برئيس مجلس إدارة الشركة إبراهيم زينل ومدير الشركة إبراهيم سلمان، ولم يتسن الحصول على أي معلومات حول الشحنتين.
وكانت “الوطن” انفردت بنشر خبر منع دخول شحنة الأغنام الأسترالية المريضة، وأكد مدير الشركة إبراهيم سلمان حينها أن الشركة ستوفر اللحوم المبردة يوم الخميس في انتظار وصول شحنة اللحوم الجمعة.
ويعتبر مرض “أورف”، “التهاب الفم البثري” من الأمراض المعدية ويمكن انتقاله إلى البشر لذلك تم الطلب من الجمارك، بإبعاد الباخرة عن الحدود الإقليمية للمملكة ورفض دخول الشحنة أسوة بإجراء تم في العام الماضي لشحنة أغنام مريضة.
ويعد المرض فيروساً حاداً من أنواع فيروسات الجدري، وهو معدٍ ويصيب الأغنام الكبيرة والصغيرة ويتميز بظهور فقاعات ودمامل وقروح وقشور على جانبي الفم والوجه وأحياناً يمتد إلى الحلمات والضرع وبين الأظلاف وهو من الأمراض التي تنتقل للإنسان وتسبب دمامل في الأصابع واليدين.
والفيروس معروف بمقاومته العالية للعوامل البيئية المختلفة من الحرارة والجفاف، ويبقى فترة طويلة في القشور المتساقطة على الأرض وبالتالي فهو يعدي غيره من الأغنام، ويمكن أن تنتقل الإصابة إلى الصغار عن طريق الرضاعة إذا كانت الأم مصابة بالمرض. وتمتد فترة حضانته من 2 إلى 3 أيام، ومن أعراضه بدء عقيدات ودمامل وقشور حول الفم وعلى الشفتين وفتحتي الأنف وعلى الأجفان. وقد تمتد إلى أعلى الحافر عند منبت الشعر وعلى الخصيتين، مضيفاً أن الحيوان يصاب بالحمى والهزال بسبب قلة الغذاء والإحجام عن الرضاعة بسبب صعوبة البلع.