«مجلس التعاون» يستنكر استخدام دمشق القوة ضد المدنيين والإمارات تطالب باجتماع الجامعة العربية

دمشق - (أ ف ب): توالت أمس ردود الفعل الدولية الغاضبة على المجزرة التي وقعت في مدينة الحولة السورية وأودت بحياة 114 شخصاً بينهم 32 طفلاً بحسب بعثة المراقبين الدوليين في سوريا، ودعت الخارجية البريطانية إلى اجتماع عاجل لمجلس الأمن خلال الأيام القليلة المقبلة. وأدانت دول مجلس التعاون الخليجي “المجزرة”، وأكدت أنها تتابع “بقلق بالغ” التطورات المؤسفة في سوريا. ونقل بيان عن الأمين العام للمجلس عبداللطيف الزياني قوله: إن دول المجلس الست “تدين وتستنكر المجزرة في بلدة الحولة السورية من قبل القوات النظامية وتتابع بقلق بالغ التطورات المؤسفة للأحداث الجارية في سوريا”. وأكد أن دول المجلس “إذ تعبر عن الحزن والأسى جراء هذه المجزرة، فإنها تعرب عن استنكارها وإدانتها الشديدة لاستمرار استخدام القوة المفرطة من قبل قوات الحكومة السورية ضد المدنيين العزل”. ودعا “المجتمع الدولي إلى الاضطلاع بمسؤولياته لوقف نزيف الدماء في سوريا بشكل يومي”. وطالبت الإمارات العربية المتحدة بعقد اجتماع عاجل لجامعة الدول العربية لمناقشة المجزرة. ودعا وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان “إلى عقد اجتماع عاجل لجامعة الدول العربية لبحث مجزرة الحولة في حمص”. واعتبر عبدالله بن زايد أن “مثل هذا الاستهداف للمدنيين يمثل رمزاً مأسوياً لفشل جهودنا المجتمعة عربياً ودولياً لإيقاف العنف تجاه المدنيين في سوريا”. واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والموفد الدولي كوفي عنان أن مجزرة الحولة تشكل انتهاكاً “صارخاً ورهيباً” للقانون الدولي. وغداة المجزرة التي وقعت ليل أمس الأول توجهت بعثة للمراقبين الدوليين إلى الحولة، ودان رئيسها روبرت مود “المأساة الوحشية” التي وقعت في البلدة الواقعة شمال غرب مدينة حمص. وقال مود أمام الصحافيين إن المراقبين “يدينون بأشد العبارات المأساة الوحشية” في الحولة، مؤكداً أن التدقيق الذي أجراه المراقبون كشف “استخدام مدفعية الدبابات” في قصف المدينة. وأكد أن المراقبين الذين ذهبوا إلى الحولة تمكنوا من إحصاء “أكثر من 32 طفلاً تحت سن العاشرة إلى جانب عدد من الجثامين التي تعود إلى نساء ورجال يقدر عددها بنحو 60 مقتولاً”. وأضاف مود أن مقتل 32 طفلاً “يمثلون مستقبل سوريا شيء مؤسف جداً” و«غير مقبول”. وأشار إلى أن الظروف التي أدت إلى هذه المأساة “ما تزال غير واضحة”، مضيفاً “كائناً من كان الذي بدأ، وكائناً من كان الذي رد، وكائناً من كان الذي قام بهذا العمل العنفي المشين، فهو يتحمل المسؤولية”. ودعا رئيس بعثة المراقبين الدوليين الحكومة السورية إلى “وقف استخدام الأسلحة الثقيلة وكل الأطراف إلى وقف العنف بكل أشكاله”، مضيفاً “هذا ما نحتاج إليه لدفع الوضع نحو الحل السياسي”. وحذر مود من أن “الذين يستخدمون العنف لأجنداتهم الخاصة سيتسببون بمزيد من عدم الاستقرار وبمزيد من الأحداث غير المتوقعة وقد يقودون البلاد إلى حرب أهلية”. كما دان تجمّع الوحدة الوطنية في البحرين المجزرة، وحمل الجامعة العربية والدول العربية المسؤولية لعدم تدخلهم المناسب في إيقاف عمليات القتل الممنهجة التي يقوم بها النظام السوري، كما دان موقف الأمم المتحدة المتخاذل في ظل وجود مراقبين دوليين. من جهتها، أدانت جمعية الأصالة البحرينية المجزرة، وأعربت ­­عن خيبة أملها الشديدة من الموقف المخزي والمهين للأمم المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية والغرب المتواطئ مع النظام على قتل وذبح الشعب السوري الأعزل. وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان أفاد بمقتل أكثر من 110 أشخاص في قصف بدأته القوات النظامية أمس الأول واستمر حتى ساعة متقدمة بعد منتصف الليل على الحولة. من جهتها ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” أن “مجموعات إرهابية مسلحة هاجمت قوات حفظ النظام والمدنيين في بلدة تلدو على طرف الحولة، ما استدعى تدخل الجهات المختصة التي اشتبكت مع المجموعات الإرهابية، وأسفر الاشتباك عن مقتل وإصابة عدد من الإرهابيين وعناصر الجهات المختصة”. كما أشارت إلى أن “المجموعات الإرهابية أحرقت بعض منازل المواطنين وفجرت بعضها الآخر”. ودعا المجلس الوطني السوري المعارض مجلس الأمن الدولي إلى “عقد اجتماع فوري” بعد “مجزرة الحولة الشنيعة” واتخاذ “القرارات الواجبة لحماية الشعب السوري بما في ذلك تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، والتي تتيح حماية المواطنين السوريين من جرائم النظام باستخدام القوة”. وأعلن المجلس الوطني السوري أن الموفد الدولي كوفي عنان اتصل برئيس المجلس المستقيل برهان غليون مندداً بـ “الجريمة النكراء” في مدينة الحولة ومؤكداً أنه “سيطرح الموضوع بشكل قوي” أمام الرئيس السوري بشار الأسد. وأعلن الجيش السوري الحر أنه سيوقف التزامه بخطة عنان، إذا لم يتحرك مجلس الأمن بسرعة لحماية المدنيين عبر توجيه ضربات جوية لقوات النظام السوري. وجاء في بيان للقيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل “نعلن أنه إذا لم يتخذ مجلس الأمن الدولي إجراءات سريعة وعاجلة وطارئة لحماية المدنيين فلتذهب خطة عنان إلى الجحيم”. ودان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس “المجازر” التي وقعت في الحولة و«الفظائع” التي يتحملها الشعب السوري، وأعلن إجراء “اتصالات بهدف عقد اجتماع في باريس لمجموعة دول أصدقاء الشعب السوري”، مضيفاً “يتعين على المجتمع الدولي أن يتجند أكثر لوقف قتل الشعب السوري” دون أن يشير إلى خطوات محددة. كما أعرب وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيلي عن “صدمته” للقصف على منطقة الحولة. وقال في بيان “لقد صدمني وأرعبني مقتل عشرات المدنيين، بينهم العديد من الأطفال، في هجمات لقوات نظام الرئيس بشار الأسد”. في حين ذهب وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ إلى أبعد من ذلك عندما أعرب عن النية بالمطالبة باجتماع عاجل لمجلس الأمن “خلال الأيام القليلة المقبلة”. من جهتهما، اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والموفد الدولي كوفي عنان أن مجزرة الحولة تشكل انتهاكاً “صارخاً ورهيبا” للقانون الدولي. وقال المتحدث باسم الأمين العام للمنظمة الدولية مارتن نيسيركي إن بان وأنان “يدينان بأشد العبارات مقتل عشرات الرجال والنساء والأطفال في الحولة، الأمر الذي أكده مراقبو الأمم المتحدة”. ميدانياً، قتل 65 شخصاً بينهم 5 عناصر من القوات النظامية في اشتباكات وعمليات إطلاق نار وقصف في مناطق متعددة من سوريا، بحسب ما أفاد المرصد السوري.