بات معدن الذهب النفيس في الآونة الأخيرة ضمن الأسلحة التي يخوض بها الأطباء معركتهم الضارية في مواجهة مرض سرطان البروستاتا الفتاك.
وتقول تقارير طبية وإعلامية عديدة إن أسلاك الذهب أصبحت تستخدم لكي تجعل المعالجة بالأشعة أكثر دقة ونجاعة على البروستاتا، ولكي تمنع الضرر الذي قد يحدث في الأعضاء القريبة -من البروستاتا- كالأمعاء أو المثانة. ويتم إدخال نحو 6 من هذه الأسلاك الذهبية، التي يبلغ طولها 1 إلى 2 سم ويكلف الواحد منها 80 -100 جنيه إسترليني- في البروستاتا قبل العلاج. ويستخدم الذهب لأنه يظهر في فحص الأشعة، كما إن قلة من الناس لديها حساسية تجاهه. وبمجرد توصيلها تظل الأسلاك في البروستاتا مدى الحياة.
ويقول أميت بال، كبير الأطباء في مركز الأورام في مستشفى بريستول «في العلاج الإشعاعي للبروستاتا، يسعى فنيو الأشعة إلى تقليص المساحة المستهدفة بالإشعاع. وبسبب ميل البروستاتا للتحرك -خاصة على مدار أسابيع عدة من العلاج المنتظم- فمن المستحسن إجراء فحص تصويري للمرضى قبل كل جرعة علاج إشعاعي».
وأضاف «لا يمكنك أن ترى البروستاتا عندما تعالج المرضى بأجهزة العلاج الإشعاعي، لأن الأنسجة جميعها ناعمة ومتشابهة»، موضحاً «يمكنك أن ترى التركيب العظمي للفخذ، لكنك لن تتمكن من مشاهدة البروستاتا نفسها. وإذا وضعت أسلاك الذهب في البروستاتا ستتمكن من رؤيتها في جهاز التصوير الإشعاعي، وبوضع أسلاك الذهب ستتمكن أيضاً من رصد أية حركة للبروستاتا والتأكد من أنها صادرة منها».
والمعروف علمياً أن المرضى الذين يخضعون للعلاج الإشعاعي، يحتاجون إلى 37 جلسة علاجية على مدار فترة زمنية تقدر بسبعة أسابيع ونصف الأسبوع . وبعد زرع الأسلاك يقوم الأطباء بأخذ صور أشعة للحوض لكي يتمكن فنيو الأشعة من معرفة وتحديد المنطقة التي يوجهون لها الإشعاع، ومن ثم تؤخذ صور أشعة أكثر قبل كل جلسة علاجية وتقارن بالصور الأصلية للتأكد من المكان أو المساحة التي ينبغي أن تتلقى العلاج الإشعاعي . وبعد ذلك يمكن إجراء تعديلات وتصويبات -أثناء استلقاء المريض على سرير الكشف- للتأكد من توجيه الإشعاع بدقة نحو المنطقة التي ينبغي فعلاً أن يوجه إليها.