عواصم - (وكالات): دانت وزارة الخارجية البريطانية أمس حالات “المساس بحقوق الإنسان في إيران” خصوصاً بحق الأقليات الدينية واعتبرتها “معيبة”. وفي بيان بعنوان “الانتهاك المعيب لحقوق الإنسان في إيران مستمر”، أعرب وزير الخارجية وليام هيغ “عن قلقه العميق لانتهاكات حقوق الإنسان في إيران في الأشهر الماضية” واعتبر أنها تمثل “ازدراءً تاماً لحقوق الإنسان الأساسية”.
وأضاف الوزير أن “سلسلة من القضايا الجديدة المقلقة التي تطال خصوصاً الأقلية العربية في إيران كشفت في الأشهر الماضية”. وأشار البيان إلى “إعدام شنقاً 4 أفراد من الأقلية العربية سراً في يونيو بتهمة أنهم “أعداء الله” والحكم بالإعدام في يوليو الماضي على 5 أفراد آخرين من هذه المجموعة لم يحصلوا على محاكمة عادلة”. وأضاف هيغ “للأسف هذه الحالات ليست حوادث معزولة والعديد من الإيرانيين يعانون على أيدي حكومتهم. والاضطهاد المستمر والمعمم بحق الأقليات الإتنية والمدافعين عن حقوق الإنسان والسجناء السياسيين معيب”. وتابع هيغ “على الحكومة الإيرانية أن تعلم أن محاولاتها المنهجية لعرقلة حرية مواطنيها لن تمر دون عقاب وستزيد من عزلتها”. ودعا إيران إلى “تخفيف عقوبات الإعدام ووقف أعمال التعذيب بحق المواطنين ووضع حد للاضطهاد المنهجي بحق الأقليات في البلاد”. في غضون ذلك، كشف زعيم حزب “كوملة” الكردي الإيراني المعارض عبدالله مهتدي أنه “لا يوجد مسجد واحد يخص السُنة في طهران”، موضحاً أن “سُنة العاصمة الإيرانية يضطرون إلى التوجه إلى السفارة السعودية أو السفارة الباكستانية لأداء الصلاة”. وأكد ضمن حديثه إلى قناة “العربية” أن “الحياة القاسية في إيران والقمع منتشر بوحشية ضد الأكراد والمجتمعات الأخرى”، معتبراً أنه يتوجب على الأكراد توحيد الصفوف مع الأقليات الأخرى. وتمنى مهتدي وجود نظام فيدرالي يحكم إيران ويضم جميع الأعراق، معتبراً أنه من الممكن التوصل إلى فيدرالية جغرافية تبنى على أساس الجنسيات المختلفة. ورفض أي تدخل أجنبي في إيران، إلا أنه أضاف “لا يمكن لنا أبداً أن نقف إلى جانب النظام الإيراني في حال التدخل الأجنبي”. في الوقت ذاته، قال موقع للمعارضة الإيرانية على الإنترنت إن الزعيم الإيراني المعارض مير حسين موسوي الذي دخل المستشفى لإجراء فحوصات على القلب أعيد إلى منزله حيث تحتجزه السلطات رهن الإقامة الجبرية منذ أكثر من عام. وخاض موسوي وزميله الإصلاحي مهدي كروبي سباق انتخابات الرئاسة ضد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في يونيو 2009 وأصبحا من زعماء حركة الاحتجاجات الواسعة التي أعقبت إعلان النتيجة التي اتهم إيرانيون السلطات بتزويرها لصالح الرئيس. وقال موقع “كلمة” على الإنترنت إن موسوي نقل إلى المستشفى في العاصمة طهران حيث أجريت له فحوص على القلب. وأضاف أن الزعيم المعارض في حالة صحية مستقرة وقال “أعيد مير حسين موسوي إلى الإقامة الجبرية في منزله بعد أن خضع لبعض الفحوص على الأوعية الدموية”. ويخضع موسوي وزوجته زهرة رهنورد وكروبي للإقامة الجبرية منذ فبراير العام الماضي عندما دعا الزعيمان المعارضان أنصارهما إلى الخروج للشوارع للتظاهر دعماً للانتفاضات الشعبية في العالم العربي - وهي أول مظاهرات منادية بالإصلاح تقوم بها “الحركة الخضراء” التي يتزعمانها بعد احتجاجات الشوارع التي سحقتها قوات الأمن بنهاية عام 2009. ومنذ ذلك الوقت لم يظهر الزعيمان المعارضان علناً. وكان مساعد موسوي خلال الحملة الانتخابية الرئاسية والمعارض البارز في المنفى اردشير امير ارجوماند قد قال إن موسوي مرض مساء أمس الأول لكن السلطات لم تنقله إلى المستشفى إلا في اليوم التالي لأن قوات الأمن “أرادت تركيب كاميرات هناك”. من ناحية أخرى، أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عضواً في الكونغرس الأمريكي يزور إسرائيل أن إيران تكثف جهودها لحيازة سلاح نووي رغم العقوبات الدولية.
وقال نتنياهو وفق بيان لمكتبه مخاطباً العضو الجمهوري في الكونغرس مايك رودجرز “بالأمس فقط، تلقينا أدلة إضافية على أن إيران مستمرة في تكثيف جهودها للحصول على السلاح النووي، متجاهلة تماماً مطالب المجتمع الدولي”.
ونقلت صحيفة “واشنطن بوست” عن دبلوماسيين وخبراء أن تقريراً مقبلاً للوكالة الدولية للطاقة الذرية سيظهر أن إيران قامت بتركيب مئات من أجهزة الطرد المركزي الجديدة و«قد تكون أيضاً في طور تسريع إنتاجها للوقود النووي”. وفي هذا الشأن، أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن الاجتماع الذي عقدته مع طهران في فيينا حول البرنامج النووي الإيراني المثير للجدل انتهى دون التوصل إلى اتفاق. وفي أعقاب الاجتماع قال رئيس مفتشي الوكالة هيرمان ناكارتس للصحافيين “كما حصل في اجتماعنا الأخير في يونيو الماضي، ننوي وضع اللمسات الأخيرة على وثيقة تتضمن مقاربة بنيوية لاتزال قيد التشاور منذ أشهر عدة”. وأضاف “مازالت هناك خلافات مهمة بين إيران والوكالة حالت” دون الوصول إلى اتفاق.