تونس - (أ ف ب): استخدمت قوات الأمن التونسية الغاز المسيل للدموع لتفريق 60 شخصاً أقدموا خلال تحرك احتجاجي بمعتمدية الحنشة بولاية صفاقس على إحراق سيارة للشرطة واقتحام مركز أمن وبعثرة محتوياته، كما أفادت مصادر أمنية وشهود عيان.
واندلعت أعمال العنف بعد ساعات من اعتقال 3 من أقارب المحتجين على خلفية مشاركتهم في اشتباكات دارت بين أقارب عضو في حركة النهضة الإسلامية الحاكمة وعائلة ناشط سياسي من حزب آخر. وتعرض عضو حركة النهضة إلى اعتداء من ناشط سياسي بسبب خلافات حول تنظيم انتخابات “الجمعية التنموية” بالمعتمدية. ورفضت أحزاب سياسية إجراء الانتخابات في المعتمدية واتهمت حركة النهضة بالسعي إلى “السيطرة” على الجمعية التي تحظى بأهمية في المنطقة. من ناحية أخرى، أوقف تلفزيون “التونسية” الخاص بث برنامج منوع ساخر ينتقد رموزا حكومية وسياسية إثر “ضغوط من السلطات” بحسب الصحافي منجي الخضراوي الكاتب العام للنقابة الوطنية للصحافيين التونسيين. وقال الخضراوي إن عاملين في القناة أبلغوه أن “إدارة التلفزيون اضطرت لوقف بث منوعة القلابس “دمى متحركة، تجسم شخصيات حكومية وسياسية” إثر ضغوطات شديدة من السلطات التي عبرت بشكل غير مباشر عن تضايقها من المنوعة شكلاً ومضموناً”. وأشار إلى أن البرنامج المنوع عرف نجاحاً كبيراً معتبراً توقفه “ضربة في الصميم لحرية التعبير”.
ورجح أن يكون المسؤولون السياسيون الذين انتقدهم البرنامج “لم يستسيغوا مستوى النقد الساخر”.
وذكر الصحافي بقناة التونسية سفيان بن فرحات أن منوعة القلابس توقفت “بشكل مفاجئ” قبل 4 أيام من عيد الفطر.
وأوضح أنه لا يعلم أسباب توقف البرنامج لكنه أشار إلى تزامنه مع “حملة” في مساجد وصفحات “فيسبوك” موالية لحركة النهضة، ضد الصحافة الساخرة في تونس. ذكر وزير الصحة والقيادي في حركة النهضة الإسلامية عبداللطيف المكي أن “بعض المنوعات” التلفزيونية “تجاوزت حدود الاحترام” عن نقد “الرموز الوطنية مثل رئيس الدولة ورئيس البرلمان ورئيس الحكومة” معتبراً أن “النقد لا يعني عدم الاحترام للرموز الوطنية”. وتواجه حركة النهضة اتهامات متزايدة بالعمل على الهيمنة على وسائل الإعلام في تونس وهي اتهامات تنفيها الحركة باستمرار.