إعداد- علي راضي: أكد كتاب عرب أن إيران لا ترى في الهدف من الاتحاد الخليجي أبعد من إطار السياسة التي تمارسها والأطماع التي تستهدفها، غير آبهة بمستقبل الشعوب ومصالحها، وقالوا: إن العزف على الوتر الطائفي ومحاولة زرع الفتنة بين حكومات الخليج وشعوبها بصفة عامة وفي البحرين بصفة خاصة هو جزء من محاولة عرقلة مسيرة الاتحاد الخليجي، ومهما أنكر الإيرانيون ذلك سيظل التاريخ شاهداً على أن الطائفية لم تدخل البيت الخليجي إلا من بوابة العراق التي خلعتها إيران، وأوضحوا أنه على قادة النظام الإيراني أن يدركوا أن البحرين ليست مثل العراق أو سوريا أو لبنان، حيث الوضع في البحرين يختلف وأن تماديهم في التدخل في شؤون البحرين الداخلية ودول الخليج العربي هو لعب بالنار وأنهم أول من سوف تحرقهم هذه النار، وحذر الكتّاب العرب من خطورة المؤامرة على البحرين المغلفة بدعوات الديمقراطية وحقوق الإنسان وتغيير الدوائر الانتخابية وغيرها المقصود منها في النهاية إسقاط الدولة في يد ولاية الفقيه بالقوة الناعمة بعدما فشلت بالقوة الصلبة في أحداث فبراير ومارس 2011. القوة الإيرانية واتحاد المملكتين واعتبر ناصر المطيري في صحيفة (الآن) الكويتية تحت عنوان “القوة الإيرانية واتحاد المملكتين” أن إيران هي الدافع الأول نحو الدعوات والتوجهات الخليجية العربية الحالية نحو التوحد السياسي بين دول مجلس التعاون الخليجي، فالهاجس الإيراني هو ما يحرك تلك الرغبة من أجل إيجاد كيان خليجي متوحد في مواجهة القوة الإيرانية على الضفة الشرقية من الخليج. وكشف أن هناك شعوراً خليجي حقيقي بخطر إيراني للهيمنة على المنطقة وكياناتها الصغيرة وهذا الخطر يسير بشكل ممنهج ومتدرج تستخدم فيه “الورقة الطائفية” بشكل واضح.. ومن خلال هذه الورقة يتسرب النفوذ الإيراني من خلال الحراك الشعبي والسياسي في بعض دول الخليج العربية والشواهد هنا بارزة في البحرين وشرق السعودية والكويت. وأضاف :«ولو نظرنا لمشروع الوحدة بين المملكتين السعودية والبحرينية يبرز أمامنا تساؤل مهم هو هل هذا الاتحاد الكونفدرالي يأتي ردة فعل وضرورة أمنية وقتية تنتهي بزوال الخطر أم هو خيار استراتيجي؟ ويندرج تحت هذا التساؤل تساؤلات عدة تدور في أذهان الخليجيين أهمها هو أن اقتصار الاتحاد بين الرياض والمنامة هل يعكس إجابة حتمية باعتراض باقي دول الخليج العربية على الفكرة؟ وأوضح المطيري أن الفهم العام للاتحاد السعودي البحريني يشير إلى أن هدفه هو توفير حماية من خلال سياج سياسي اتحادي مع السعودية وبالتالي فإن هذه الوحدة فيها “تقوية” للبحرين، ولكن هل يقابل ذلك أن يضعف الجانب السعودي عندما تتحمل السعودية اتساع الحراك الطائفي فتتسع رقعة المعارضة؟ بمعنى أن على المنامة والرياض أن تتنبها إلى أن هذا الاتحاد قد يحمل “مغامرة سياسية” ربما تحقق هدف البعض في إيجاد ما يطلقون عليه “البحرين الكبرى” الممتدة (طائفياً) من البحرين إلى الاحساء وامتداد الساحل الخليجي في ظل أجواء مشحونة في الشارع العربي! البحرين المنفذ الأول وتحت عنوان:«هل تحقق إيران حلمها بضم البحرين؟ في موقع (العرب أونلاين) قال حسن طوالبه إن البحرين تعد بالنسبة لإيران الأرض الرخوة أمام دول الخليج العربي، ولا سيما أن عدداً كبيراً من ذوي الأصول الإيرانية نالوا الجنسية البحرينية من قبل، وهؤلاء بتوجيه من فيلق القدس يعدون قنابل موقوتة في البحرين، وهذا ما ظهر أثناء المظاهرات المعارضة للنظام، إذ رفعوا شعارات إسقاط النظام وإقامة نظام جمهوري على غرار نظام الملالي في إيران، كما طرحوا الوحدة مع إيران. هذه الشعارات ليست بعيدة عن التنفيذ في ظل الديمقراطية التي لا تعني سوى الانتخابات البرلمانية، فأي تعديل في النظام الانتخابي سوف يوصل أتباع إيران إلى البرلمان، ومن البرلمان يعلنون الوحدة مع إيران وإسقاط النظام. وأكد طوالبه أنه من أجل الهدف الإمبراطوري قد لا تمانع إيران ببقاء الأسطول في البحرين، ولا تمانع الإدارة الأمريكية أن تحتل إيران البحرين، بهدف تفتيت اللحمة العربية وإضاعة الهوية العربية وإذابتها في نسيج غريب، وفي ظل الديمقراطية تتطاحن القوميات وفق نزعات طائفية ومطامع آنية. هذا الهدف يرضي الكيان الصهيوني ويحقق أماني وطموحات إيران في استعادة الامبراطورية الفارسية التي أفل نجمها منذ 1400 سنة. وتساءل طوالبه: كيف يتعامل الوطنيون البحرينيون مع هذه الحالة التي تهدد الهوية العربية للبحرين؟، هل يتنازلون عن مطالبهم في الإصلاح والنهضة والديمقراطية؟، بالطبع الجواب “لا”، ولكن الـ«لا” تعني أن تعي القوى الوطنية والقومية حصراً ملامح هذا المخطط الإيراني الرامي إلى تفتيت وحدة البحرين، بل إلحاقها بإيران! أي جعل النضال نضالاً إيجابياً على طريق الحفاظ على وحدة البحرين، والحفاظ على الهوية العربية لأهل البحرين من الشيعة والسنة، وإحباط مخطط أعوان نظام الملالي المهدد لعروبة البحرين، والهوية الوطنية لأهله. وأضاف طوالبه:«من هنا فالنضال من أجل الهوية يسبق النضال من أجل الديمقراطية، ليس لعدم أهمية الديمقراطية، فهي أساسية، بل لأن فقدان الهوية القومية أو إضعافها لن يوصل إلى الديمقراطية؛ بل الخضوع إلى نظام الملالي في طهران الذي يفتقد إلى الديمقراطية الحقيقة، ويحكم حكماً ديكتاتورياً باسم الدين وباسم الله!! وفق نظام “ولاية الفقيه”. حزب الله ومكاييله الطائفية وتحت عنوان :«عن حزب الله ومكاييله الطائفية” في موقع (ميدل إيست أونلاين) قال حسان القطب إنه في حين يتجاهل نصر الله المجازر اليومية التي يرتكبها نظام الأسد بحق الشعب السوري ويدين المعارضة السلمية والمسلحة لأن الصراع مع كيان إسرائيل أولوية فإنه يؤيد حراك شيعة البحرين وتطرق إلى ما يجري في البحرين، ويشير إلى أن السلطة تعمل على دفع الأمور إلى مواجهات مسلحة ويتهم نظام البحرين بارتكاب المجازر التي لم يسمع بها أحد ولم تذكرها حتى القوى الشيعية البحرينية! داعياً المعارضة إلى الصبر والمحافظة على حراكها السلمي. وكان سابقاً قد وصف أزمة البحرين بـ«المأساة الوطنية” حيث يقتل الشعب في كل يوم والغازات التي تستخدمها القوات البحرينية قاتلة. المشهد العام والأداء السياسي لحزب الله وسلوكه بكل ما يتعلق بالقضايا اللبنانية المحلية وتلك المرتبطة بالشأن السوري والبحريني وغيرها يؤكد مذهبية حزب الله وانغماسه في تأجيج الصراع المذهبي، فهو يتفهم من يريد ومتى يريد وحين يريد ويحدد أين وكيف يجب ممارسة الصراع السياسي أو المسلح ومع من ومتى. ولكن في جردة حساب بسيطة نرى أن سقوط نظام البحرين بيد شيعة البحرين يخدم المشروع الإيراني الهادف للتواصل مع شيعة المنطقة الشرقية في المملكة السعودية وتغيير معالم المنطقة السياسية والجغرافية والدينية، فلذلك الصراع مبرر وحزب الله وأمينه العام يؤيد هذا الصراع. أما سقوط النظام السوري فيؤدي إلى انهيار مشروع إيران الهادف إلى ربط بيروت بدمشق عبر بغداد بغرفة عمليات الولي الفقيه في طهران. لذلك فالصراع في سوريا كما يراه نصر الله وفريقه مؤامرة على نظام الأسد، والقتل لأبناء الشعب السوري جزاء مبرر من قبل أقلية طائفية مذهبية حاكمة، وتأييدها واجب ديني كما ذكر احد المراجع الدينية الإيرانية. السعوديون يؤيدون الاتحاد ونشرت صحيفة (البلاد) السعودية استطلاعاً لرأي بعض الكتاب والمثقفين السعوديين أيدوا فيه التوجه لاتحاد سعودي بحريني كنواة لاتحاد خليجي شامل، وتساءل الروائي السعودي عبده خال عن شكل الاتحاد المزمع تأسيسه وقال في تغريدته : النقاش حول الاتحاد الخليجي لو انتقل إلى حيز الواقع يعني إيجاد حكومة كونفدرالية، فمن سيكون رئيس هذا الاتحاد؟ وهل سيقبل الآخرون أن يكونوا توابع؟ . ضرورة أمنية بينما تناول الصحافي يوسف الكويليت الدوافع التي تجعل من الوحدة الخليجية ضرورة لأمن الشعوب الخليجية في مواجهة المتغيرات، وشدد على أن التحالف يتم بين دولة وأكثر من أجل توحيد السياسات والقوات المسلحة لدرء المخاطر العدوانية من أية جهة خارجية. وأشارت الكاتبة فضيلة الجفال إلى أن دول مجلس التعاون الخليجي مارست الاتحاد في درء مخاطر الحرب الإيرانية العراقية، ومارست الاتحاد في مواجهة مخاطر غزو الكويت، وشدّدت على ضرورة الاستمرار في التعاون والتحول إلى اتحاد أكثر قوة. بينما اعتبر الدكتور سعود المطير الاتحاد الخليجي الحل الوحيد للتصدي للمد الإيراني وللحيلولة دون أن تلاقي البحرين مصير الجزر الإماراتية المحتلة، على حد وصفه. مطلب شعبي وأكد المحلل السياسي مهنا الحبيل أن إحدى الإشكاليات التي تعيشها التيارات في الخليج، أنها تنادي بأعلى صوتها لتفهم الخلاف والتعاون في المشتركات وعند أول امتحان تنهمر باللعنات، معرباً عن تأييده لأي تجربة وحدوية. وقال سليمان الهتلان: لن تنجح أي مبادرة ما لم ترتبط مباشرة بمصالح الناس. ستشعر الناس بالانتماء لــ “الاتحاد”، حينما نؤسّس لمصالح حقيقية للناس الاتحاد الخليجي. قوة اقتصادية وأكد عبدالعزيز الفريان، أن قيام الاتحاد الخليجي سينعكس إيجاباً على اقتصاد منطقة الخليج ويُسهم في تسريع توحيد العملات فيما بينهم. وأكد الناشط يحيى السيد أن تجربة الاتحاد الخليجي إذا تمت فستكون ضربة موجعة ليس لإيران فحسب؛ بل حتى للدول الكبرى، لافتاً إلى أن حجم الاقتصاد الخليجي مجتمعاً له تأثيره الكبير على المستوى الدولي. وقال فهد بن عبدالله العجلان في صحيفة (الجزيرة) السعودية إن تصريحات مجلس الشورى الإيراني حول سيادة مملكة البحرين واعتبارها جزءاً من الجمهورية الإيرانية والمحافظة الرابعة عشرة فيها.. رغم قبحها واستفزازيتها إلا أنها تؤكد حقيقة الزيف والخديعة الإيرانية التي تجري على لسان مسؤوليها تكتيكياً بين الفترة والأخرى.. والتاريخ لا ينسى.. فالمشكلة داخل طهران أنها تفسِّر كل تحرك خليجي استناداً إلى سلوكها في المنطقة والخليج، فحديثها عن الاتحاد الخليجي لا يختلف عن رؤيتها وممارساتها التي كشفها بقصد أو غير قصد قائد فيلق القدس العميد قاسم سليماني في ندوة “الشباب والوعي الإسلامي” هذا العام، حين قال إن “العراق وجنوب لبنان يخضعان لإرادة طهران ورؤيتها، وإن إيران يمكن أن تنظم أي حركة تهدف إلى تشكيل حكومات إسلامية في البلدَيْن”.. ورغم التراجع الإيراني عن هذه التصريحات ونفيها إلا أن المتابع للسلوك الإيراني لا يخطئ صدقها! وأكد العجلان أن إيران لا ترى في الهدف من الاتحاد الخليجي للخليجيين أبعد من إطار السياسة التي تمارسها والأطماع التي تستهدفها، غير آبهة بمستقبل الشعوب ومصالحها، فالعزف على الوتر الطائفي ومحاولة زرع الفتنة بين حكومات الخليج وشعوبها جزء من محاولة عرقلة مسيرة الاتحاد الخليجي، ومهما أنكر الإيرانيون ذلك سيظل التاريخ شاهداً على أن الطائفية لم تدخل البيت الخليجي إلا من بوابة العراق التي خلعتها إيران، فالتاريخ يثبت أن هذا البلد لم يعرف الطائفية في تاريخه، وقبيلة شمر العريقة في العراق تنقسم إلى جزء سني في الشمال وآخر شيعي في الجنوب، تجمعهما صلات دم وقربى.. بل إن في تاريخ العراق سبعة من رؤساء الوزراء من المذهب الشيعي، وحتى في نظام صدام كان اثنان من رؤساء الوزراء من الشيعة!! واعتبر العجلان أن الغضب الإيراني والزفرة الفارسية من دعوة الاتحاد الخليجي ليسا إلا تجسيداً ليقينها أنه الجدار الحامي لمنطقة الخليج ضد أطماعها وتدخلاتها السافرة، وكل تلك التصريحات التي طالت البحرين، ولن تقف عندها، ليست إلا صدى صفعة الاتحاد في وجه الأطماع الإيرانية..!! تأجيل الاتحاد يعبر عن غفلة! وتساءل د. محمد الرميحي في صحيفة (الشرق الأوسط) : هل هي غفلة أن نؤجل إحدى الخطوات الرئيسية في الدفاع الاستراتيجي عن المنطقة ونحن أيضاً نسمع ونشاهد نائب الرئيس الإيراني محمد رضا رحيمي يدعو صديقه في بغداد نوري المالكي للوحدة الفورية بين بغداد وطهران، وهل نتجاهل الرغبة الحقيقية في بغداد لتصدير مشكلاتها العميقة باتجاه الجنوب كما فعل صدام حسين ذات مرة، وقد تسربت بعض الأنباء عن رغبة بهذا الخصوص وصلت إلى أطراف من الإدارة الأمريكية؟! عدم التأهب للمتغيرات الكبرى المباشرة أو غير المباشرة هو من الغفلة التي يجب ألا تمر دون أن يقرع جرس الإنذار عالياً ومدوياً حولها، فترك موضوع الاتحاد إلى “البيروقراطيين” وتسويفه إلى أجل غير مسمى، كالقول بأن تعقد قمة طارئة له متى ما أكمل البيروقراطيون الدراسة لتفاصيل التفاصيل! هو أمر يبتعد عن النظرة الاستراتيجية ليغرق في الآنية، كما أنها تجاهل لوضع إقليمي بالغ الخطورة. وأكد الرميحي أن هذا التجاهل قد يكشف سريعاً ظهر المنطقة إلى تأثيرات لا ينفع بعدها احتضان السيادة، فبعد الاحتجاج بعدم فقدان بعضها، قد يغامر البعض بفقدانها كلية. لم يخف السياسي الإيراني ولا وسائل الإعلام المرتبطة بطهران غبطتها من إعلان تأجيل النظر في الاتحاد، بل تبجح بعضهم بالقول إن التأخير جاء بسبب نجاح الضغوط التي أشهرت من إيران وحلفائها في المنطقة! لا يجدي الحديث المكرر بأن الاتحاد المقترح لا يلغي خصوصية المكتسبات المحلية، كما لا يجدي بيان المصالح الكبرى الاقتصادية والاستراتيجية التي سوف تحصل من خلاله، كما لا يجدي البوح بضخامة الخسائر الفادحة التي تترتب على التشرذم والفرقة، والتي تتيح التدخل من الخارج وقضم منطقة الخليج قطعة بعد قطعة، كما لا يجدي الحديث عن الأخطار المحدقة من الغرب والشرق والشمال والجنوب، فكلها إن لم يكن جلها، شاخصة أمام من يريد أن يرى، ولكنه التردد والمراوحة في المكان والتحجج بالصغائر التي تريد الاحتفاظ بالجزء وربما تخسر الكل. المصلحة الحقيقية لأبناء المنطقة قاطبة هي بالإسراع في الخطوات التي دعا إليها العاهل السعودي الملك عبدالله في نظرة استراتيجية ثاقبة في ديسمبر الماضي، حيث دعا إلى تطوير التعاون إلى اتحاد، لأن أي ثمن سوف يدفع الآن سيكون أقل تكلفة من الأثمان التي يمكن أن تدفع من الجميع في حال وصول التسونامي السياسي الذي يضرب اليوم الإقليم برياحه العاتية. وقال د. مشاري بن عبدالله النعيم في صحيفة الرياض السعودية إن التوجه للاتحاد لا مفر منه ولا يمكن التراجع عنه، لأننا محاطون بالأعداء وهناك من يتربص بنا، ومن يسمع تصريحات المسؤولين الإيرانيين حول التقارب الكبير بين البحرين والمملكة واحتمال أن يبدأ الاتحاد الخليجي بهاتين الدولتين يصل إلى يقين بأن الاتحاد الخليجي وصل إلى نقطة اللاعودة وأن أبناء الخليج يجب أن يعوا أنهم في فترة تاريخية تتطلب أن نفكر في المستقبل بشكل جماعي ويجب أن لا نترك أنفسنا فريسة لأطماع الآخرين. دعوة خادم الحرمين الشريفين للاتحاد تعبر عن إحساس بالمسؤولية الكبيرة التي تتحملها المملكة، ونحن على يقين بأن باقي دول الخليج تدرك أهمية هذه الدعوة وتقدرها وترى أنها آتية لا محالة. بالطيع نحن لا نريد أن نتباطأ في تفعيل هذا الاتحاد حتى لا ينفرد بنا الأعداء، كما إننا نتمنى أن لا يكون للخلافات البسيطة الجانبية بين دول الخليج دور في تعطيل الاتحاد، فقد أثبتت دول المجلس أنها عندما تعمل بشكل مشترك تصبح مؤثرة وقوية ويحسب لها ألف حساب، فهل نكره القوة وهل نرفض أن يكون لنا تأثير. جيش تحرير البحرين! وكشف أمير طاهيري في صحيفة الشرق الأوسط عن أولى الخطوات التي اتخذها الخميني عقب استيلائه على السلطة عام 1979م وهي تكوين ما يسمى بجيش تحرير البحرين والذي حاول غزو البحرين باستخدام عدد قليل من القوارب، ولكن تم إيقافها من قبل البحرية الإيرانية التي كانت لا تزال خاضعة لسيطرة حكومة رئيس الوزراء مهدي بازركان. وعقب استيلاء “الطلبة” على السفارة الأمريكية في طهران في شهر نوفمبر عام 1979م وغزو العراق لإيران في شهر سبتمبرعام 1980م، تم إرجاء فكرة غزو البحرين. وأكد طاهري أن تدخل طهران في كل من سوريا وإيران والبحرين كان له تأثيرات سلبية مزدوجة، ففي سوريا، أدى التدخل الإيراني إلى زيادة الخسائر البشرية قبل الفترة الانتقالية التي تبدو أنها قد أصبحت شيئاً محتوماً ولا مفر منه. وقد أعطى هذا التدخل لما يعتبر في الأساس صراعاً داخلياً على السلطة بعداً خارجياً لا يستطيع الشعب السوري التحكم فيه. وفي العراق، منع التدخل الإيراني تعزيز حالة الإجماع الوطني التي تشكلت عقب سقوط نظام حزب البعث عام 2003م والصراعات الدموية خلال الفترة بين عامي 2004 و2009. ويتعين على العراق أن يجد طريقه للخروج من تلك المشكلة وأن يقوم بإعادة بناء هياكل الدولة. وعلى الرغم من ذلك، ارتفعت تكلفة القيام بذلك نتيجة التدخل الإيراني. وبالمثل في البحرين، فإنه من غير المحتمل أن يوافق غالبية البحرينيين الذين يبحثون عن مزيد من الإصلاحات والمشاركة بشكل أفضل في السلطة، على العيش تحت حكم ولاية الفقيه (حكم الملا)، ولن يكونوا على استعداد للتضحية بمصالحهم الوطنية لحساب نظام يعاني بشدة داخل إيران نفسها. وأوضح طاهري أن المغامرة الثلاثية التي قام بها خامنئي في سوريا والعراق والبحرين كان لها تأثير سلبي على مصالح إيران نفسها كدولة قومية. ولا توجد أي مصلحة لإيران، سواء كدولة أو كشعب، في تمكين نظام الأسد من قتل السوريين في المدن والقرى السورية، كما لن تحصد إيران أي مكاسب من نشر بذور التفرقة والعنف في العراق ومنع التوصل إلى إجماع وطني في البحرين. صف واحد وفي صحيفة (الرأي) الكويتية طالب وليد إبراهيم الأحمد من نواب مجلس الأمة الوقوف صفاً واحداً مع حكومتهم، وعدم الانجراف وراء ملالي طهران وحماية وحدة البحرين ضد التدخل الإيراني والتكفير عن سيئاتهم إبان وقوف البعض منهم مع شغب الشارع البحريني والتصفيق لبشار الأسد ليحرق شعبه!، وتوقع أن تشهد المنطقة خلال الفترة المقبلة توتراً متصاعداً للوقوف في وجه الوحدة الخليجية بحجة التدخل في الشأن الداخلي وذرائع ظاهرها الرحمة وباطنها من قبلها العذاب!. وقال شمسان عبدالله المناعي في صحيفة “الشرق الأوسط” إن شعب البحرين ظل يكافح من أجل الحرية والاستقلال كي يشترك مع إخوانه العرب وجيرانه في وحدة العالم العربي، والتشكيك في هذا المبدأ تشكيك في الحقائق الجغرافية الأولية، وعندما تجرأ شاه إيران على المطالبة بالبحرين كان الغرض منه هو أن يحصل من إسرائيل وحلفائها على مكافأة مقابل وقوفه مع إسرائيل في عام 1967م عندما كانت الطائرات الإسرائيلية تتزود بالوقود من ميناء بوشهر الإيراني وتضرب القوات المصرية في صحراء سيناء، وعندما صمم الشاه على مطالبته بالبحرين تم إرسال مبعوث من الأمم المتحدة لتقصي الحقائق، فما وجد من شعب البحرين بكل طوائفه وفئاته إلا كل الرفض لضم البحرين لإيران، فما كان من الشاه في عام 1971م إلا أن قام باحتلال الجزر الإماراتية الثلاث كبديل عن البحرين، في ظل سكوت المجتمع الدولي بما فيه الدول الكبرى في ذلك الوقت وفي غفلة من الزمن. وأضاف المناعي: “على قادة النظام الإيراني أن يدركوا أن البحرين ليست مثل العراق أو سوريا أو لبنان، حيث الوضع في البحرين يختلف وأن تماديهم في التدخل في شؤون البحرين الداخلية ودول الخليج العربي هو لعب بالنار وأنهم أول من سوف تحرقهم هذه النار، والمستقبل يحمل الكثير، وعليهم أن يستفيدوا من الماضي عند حربهم مع العراق! وقد تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن”.
970x90
970x90