كتب - جهاد الرحيم: دق الباحث والكاتب السعودي خالد عبداللطيف التركي ناقوس الخطر في منطقة الخليج العربي، مؤكداً أن منطقة الخليج العربي قاب قوسين من وقوع حادثة نووية حجم أضرارها على السكان والبيئة تفوق بدرجات ما نجم عن كارثة مفاعل شرنوبيل ومفاعل فوكوشيما، منوهاً إلى أن مفاعل بوشهر الإيراني يقع في منطقة ذات نشاط زلزالي واسع، وأن خبراء الرصد الزلزالي قدروا احتمال وقوع زلزال مدمر في جنوب إيران. وأوضح، في كتاب «مفاعل بوشهر النووي الكابوس الإشعاعي على شفير زلزال»، أن أسوأ ما يكتنف البرنامج النووي الإيراني يتمثل بالعقلية التي يدار بها هذا البرنامج، مشيراً إلى أن المسألة لم تعد مجرد طموح مشروع للحصول على الطاقة النووية بل تحول إلى هوس سياسي عقائدي مريض يهون في سبيل تحقيق كل شيء. وأضاف التركي، أن «مجرد مجاهرة قادة إيران بالإعلان عن أن دولتهم أصبحت نووية، يلغي مقولة سلمية البرنامج النووي، منوهاً إلى أن أعرق الدول التي تملك عدداً من المفاعلات والمنشآت النووية: «اليابان، ألمانيا، كندا، السويد، إيطاليا، النمسا، جنوب أفريقيا، كوريا الجنوبية، البرازيل»، لم تدعي أو تفاخر أنها دول نووية، بل حتى دول النادي النووي» أمريكا، روسيا، بريطانيا، فرنسا، والصين، لا تفاخر بمناسبة أو غير مناسبة، أنها دول نووية». وقال الباحث التركي، إن: «الغرور الإيراني الكارثي أعمى قادة ايران عن الحقائق الجغرافية والعلمية التي تحيط بمنشأة بوشهر، وجعلهم يظنون أنهم بلغوا أعلى درجات العلم والتكنولوجيا، في حين أن جمهورية مصر العربية تمتلك قاعدة علمية في المجال النووي تفوق بكثير ما تملكه إيران، وأن عدد علماء الذرة المصريين يتجاوز عدد العلماء الإيرانيين بأشواط، ولم تزعم مصر أبداً أنها دولة نووية». واستشهد الكاتب بمجموعة من الآراء العربية والدولية، حول الكارثة النووية الإيرانية، موضحاً أن «صحيفة التايمز البريطانية، نقلت عن «وثيقة سرية إيرانية»، أن محطة بوشهر النووية الإيرانية قد تتسبب في مأساة مفجعة للبشرية نظراً لطبيعتها غير الآمنة، وأضافت الصحيفة البريطانية: «أن الوثيقة التي صاغها مصدر إيراني «وصفته» بحسن السمعة بينت -أي الوثيقة- أن احتمالاً كبيراً من أن مفاعل بوشهر سيكون مسرحاً لكارثة نووية قادمة بعد الحادثتين اللتين وقعتا في تشرنوبل بأوكرانيا وفوكوشيما في اليابان». وأشار إلى أن الصحيفة أوضحت أن «أعمال بناء المفاعل المتقطعة أشرف عليها مهندسون درجة ثانية، استعانوا خلالها بتقنيات روسية وألمانية من حقب مختلفة، مضيفاً أن الوثيقة أشارت إلى أن المفاعل ينقب فوق أكثر مناطق العالم من حيث النشاط الزلزالي، إضافة إلى أن إدارته تفتقر لبرنامج تدريب جدي للعاملين، فضلاً عن الافتقار لخطة طوارئ لمجابهة الأحداث التي قد تقع». وقال التركي، إن: «العلماء الروس، الذين يساعدون الإيرانيين في الإعداد لتشغيل المفاعل كانوا قد أعربوا عن قلقهم البالغ جراء الضرر الجسيم الذي ألحقه، فيروس «ستاكس نت» العام 2010 بمنظومة الكمبيوتر في منشأة بوشهر، مؤكداً أن العلماء الروس قلقون جداً من تجاهل طهران لقواعد الأمن والسلامة في المفاعل وطالبوا الكرملين بتأجيل موعد تشغيل المفاعل ليتسنى لهم تقدير الضرر الذي ألحقه فيروس «ستاكس نت»، بالمفاعل». واستشهد الكاتب بمقال لمدير مايسمى المشروع الإيراني في المنطقة الاتحادية للعلماء الأمريكان علي فايز، أنه «بعد ثلاثة وثلاثين عاماً التاريخ يعيد نفسه، من خلال علي خامنئي بدلاً من الشاه محمد رضا بهلوي، مشيراً إلى أن حكاية بوشهر هي واحدة تعبر عن طموح وحماقة ثمن باهظ لأحلام إيران النووية التي بقيت على قيد الحياة، ونوه إلى أن قصة بوشهر ترجع لعقود ولزمن طويل قبل الرئيس أحمدي نجاد، وآيات الله، وذلك عندما قرر شاه إيران المهووس بجنون العظمة أن الدول بحاجة لطاقة نووية استعداداً وإعداداً لمرحلة ما بعد وقود النفط». أوضح التركي، أن «بعد نجاح الثورة الإيرانية وسقوط حكم الشاه، وتوقف العمل في المفاعل، اعتبر الزعماء الدينيون، أن مشروع منشأة بوشهر النووية، خديعة غربية وعبء ثقيل فرض بالحيلة على أمة غنية بالنفط، وتمتلك الاكتفاء الذاتي، مشيراً إلى أن آية الله الخميني ارتأى، أنه من الأفضل والأحسن بالنسبة لمنشأة بوشهر النووية «غير المكتملة»، أن تستعمل كصوامع للغلال، وأوضح أنه بعد هدوء الثورة أوائل الثمانينيات، تحول التيار والتوجه السياسي لصالح كفة إحياء البرنامج النووي». وأكد أن «صناع القرار في طهران، رفضوا، نتيجة تحرقهم ورغبتهم المحمومة بالإسراع في محاولة تشغيل المنشأة، كافة التحذيرات والإنذارات، التي رفعها لهم في تقرير خاص علماء متخصصون إيرانيون، يحذرون من المخاطر الزلزالية المحتملة، موضحاً أن سجل إيران الذي يتسم بالتعتيم بمدى الاستعداد والتأهب للطوارئ النووية، بمثابة نذير شؤم وأمر ينذر بالسوء لقاطني بوشهر وأيضاً لجيرانهم في دول الخليج العربية المجاورة». واستند الباحث التركي إلى شهادات أربعة أساتذة إيرانيين في دراسة، وصفها بالمهمة، وقالوا إنهم قرعوا ناقوس الخطر بشهادتهم، عندما نوهو إلى أن «الشواطئ والمناطق الساحلية للخليج العربي، مهددة بأنواع، من «التسونامي»، التي تقع وتحدث في المحيط الهندي، وتتحرك وتنتقل عبر مضيق هرمز لتضرب هذه الشواطئ، وأن واحداً من أكبر مصدرين لحدوث التسونامي، في حوض المحيط الهندي، هي منطقة «ماكران»، ذات الاندساس القاري، والموجودة شمال غرب المحيط الهندي قرب الشواطئ الساحلية لإيران وعمان وباكستان والهند، إضافة إلى النطاق الإندونيسي ذات الاندساس القاري، مضيفاً أن الكتاب أشاروا إلى أن المنطقة الأخيرة، أفرزت ثلاثة زلازل كبيرة في 26 ديسمبر 2004، وفي 28 مارس 2005، وفي 17 يوليو 2006، وأن هذه الزلازل، تسببت بوقوع وفيات « 225» ألف نسمة، للحادثة الأولى، و»1000»، نسمة للثانية، فيما خلفت الأخيرة «401» نسمة». واستعرض الكاتب المخاطر الكارثية التي ستتعرض لها المنطقة، جراء زلازل محتملة في منطقة بوشهر، وقال، إن: «مفاعل بوشهر النووي الإيراني يمكن أن يتعرض للتدمير بسبب وقوع بوشهر في منطقة معرضة للزلازل، منوهاً إلى أن العواقب والنتائج المتوقعة والمنذرة بالسوء للمنطقة بكاملها ستكون ممثالة لتلك التي واكبت كارثة تشرنوبل في أوكرانيا عام 1986». وحذر من أن دولة الكويت ستكون في خطر شديد، في حال حدوث تسرب وانتشار اشعاعي، نتيجة وقوع «بوشهر» على مسافة 276 كم، من ميناء الشويخ الكويتي، معزياً أسباب سرعة انتشار الخطر في دولة الكويت ومنطقة الخليج العربي، إلى الرياح الشمالية الغربية السائدة في المنطقة، التي ستنقل الإشعاعات بسرعة خاطفة وكارثية لجميع الدول المجاورة لإيران. وأكد أن «ميناء بوشهر يشاد بأرخص وأبخس الأثمان ويدار بعقلية رديئة، مشيراً إلى أن مثيله من المفاعلات في الولايات المتحدة الأمريكية يتكلف بناؤه حوالي عشرة مليارات دولار، بينما تتراوح التكلفة الإجمالية لمفاعل بوشهر بين 600 و 800 مليون دولار، مما يدلل بشكل واضح على مستوى معايير الأمان والسلامة والإمكانات والاستعدادات، للتغلب على أي حادث أو منع وقوع أي انفجار أو كارثة». وأشار الكاتب التركي، إلى أن «توسع البرنامج النووي الإيراني يشير إلى أن أهدافه ليست سلمية، موضحاً أن هناك ما يفوق ثلاثين موقعاً للأبحاث النووية منتشرة في شتى الجمهورية الإيرانية، أهمها: «بوشهر، ومركز ناتانز، ومفاعل آراك، الذي يعمل على الماء الثقيل، ومركز أصفهان النووي للأبحاث، وأكد أن كل هذه الدلائل تتجه إلى إنتاج الأسلحة النووية، مفنداً الادعاءات الإيرانية من أن الهدف من إنتاج الماء الثقيل يصب في مصلحة علاج السرطان والإيدز». وجدد الكاتب تأكيده أن «وجود مفاعل بوشهر كارثة على المنطقة تمتد آثارها إلى جميع الاتجاهات، بما في ذلك منطقة الخليج العربي، الموعودة جراء إصرار إيران على امتلاك السلاح النووي، إلى تأثيرات قوية من الزلازل وموجات تسونامي».