كتب - عبدالله إلهامي، والمثنى لوري: اشتكى مسافرون وزوار من عدم وجود تنسيق بين الجهات العاملة بمطار البحرين وافتقادها لبروتوكول عمل موحد، موضحين أن المطار كان في التصنيفات السابقة من أفضل مطارات الشرق الأوسط أما الآن فهو يشهد إهمالاً متزايداً وترك ليتراجع كثيراً ويصبح بحالة سيئة، كما لم يعد واجهة حضارية للبلد، بعد تراجع مستوى الخدمات. وقالوا لـ»الوطن» إن المسافرين القادمين أصبحوا يسألون عمال النظافة عن وجهة إنهاء الإجراءات، وهم الذين يفترض أن يعاملوا كضيوف راقين ينتظرهم الموظفون وتدلهم الإشارات بكل وضوح عن الخدمات الإجرائية المختلفة داخل المطار. وأكدوا أن تحوّل الإدارة من وزارة المواصلات إلى الشركة تسبب في تدني مستوى الخدمات المقدمة للمسافرين، وحدوث فجوات بمطار البحرين أدى إلى أن يتأثر مستوى أداء الموظفين. وطالبوا بأن تكون هناك لجنة مشرفة على تشغيل المطار والتنسيق بين الجهات المختلفة برئاسة وزير المواصلات تتولى توحيد الأنظمة والبروتوكولات وتضع نظام عمل متميز. تراجع الخدمات وأكد النائب عادل العسومي أن البحرين كانت في السابق رائدة في مجالات عدة، من بينها مطار البحرين الذي كان يعكس صورة حضارية ومشرقة لمملكة البحرين منذ السبعينات، إلا أن الخدمات المقدمة حالياً في تراجع بالنسبة إلى السنوات السابقة، مضيفاً أن المطارات المحيطة التي لم تكن ترقى لمستوى مطار البحرين الدولي باتت متفوقة عليه من جميع النواحي. وأوضح أن المطار له دور كبير في دعم الاقتصاد والسياحة، إذ إنه يعد واجهة المملكة الأُولى أمام السائحين والمسافرين، مشدداً على ضرورة مواكبة تطورات العصر والدخول في المنافسة الموجودة على المستوى الإقليمي والدولي، لتعزيز الدور السياحي والاقتصادي للمملكة، مشيراً إلى أنه يفترض بخدمات المطار أن تكون مسؤولة عن تنظيم المطار من الداخل بين الشركات العاملة. افتقاد الخبرات أكد رئيس مجلس إدارة «باس» سابقاً فوزي كانو أن الطيران المدني حينما كان يشرف بشكل مباشر على مطار البحرين، خصص موظفين للعمل داخل المطار وخدمة المسافرين، إلا أنه بعد تحول المطار إلى شركة مطار البحرين، عمدت الشركة إلى جلب موظفين من الخارج ليس لديهم الخبرة الكافية لإدارة المطار، وإنما يحاولون استغلاله تجارياً، مما تراجع الإقبال عليه، إذ بات المسافرون يتوجهون إلى مطارات المنطقة الأخرى. وأوضح أن الشركة لم تقم بتطوير أي جانب من جوانب المطار منذ توليها الإشراف عليه، علاوة على الإهمال المتزايد حيال خدمة المسافرين من ناحية المرافق والإرشاد والتوجيه». فيما ذكر يوسف الغديري أحد المسؤولين السابقين في الإدارة العامة بالشركة أن تحول الإدارة من وزارة المواصلات إلى شركة مطار البحرين تسبب في تدني مستوى الخدمات وحدوث فجوات أثرت على مستوى أداء الموظفين. وأضاف أن المطار افتتح في السبعينات، أي قبل أكثر من أربعين عاماً، ومنذ ذلك الوقت لم يتم فيه سوى توسعات، لذلك فإنه لا يقارن بالمطارات الأخرى في المنطقة، موضحاً أن الخطة التي وضعت قبل فترة لتطويره، يتم تنفيذها بشكل بطيء جداً، علاوة على أن شركة مطار البحرين منذ توليها الإدارة والإشراف التام، لم تقم بأية تغييرات من شأنها الارتقاء به. أين الخدمات؟ كما ذكر مصدر في «باس» أن العقليات القديمة من رؤساء ومسؤولين في الجهات المسؤولة عن مطار البحرين يجب أن تستبدل بدماء شابة ووجوه حديثة، مؤكداً أنه يجب على المتابعين للمطار أن تكون لديهم نظرة متقدمة وأفكار مستقبلية، مشيراً إلى أن المسافر يحتاج للإرشاد والراحة بمختلف مرافق المطار، غير أن الواقع الحالي غير ذلك تماماً، حيث إنه لا توجد لوحات إرشادية أو مرشدين للزوار والضيوف، كما إن مقاعد المسافرين غير مريحة، والمرافق الحالية لا توفر سبل الراحة للمسافرين. وأضاف أن مطار البحرين أصبح لا يمكن مقارنته بأي مطار آخر في المنطقة‘ حيث إن المسؤولين هناك يفكرون في الثلاثين عاماً القادمة عكس حال مسؤولينا الذين يفتقدون للتنسيق الداخلي مع الإدارات المختلفة داخل المطار. وأكد أن مطار البحرين مازال يوفر احتياجات الطائرات من تكييف ووقود وجميع احتياجات الطائرة من خلال سيارات الخدمة في المطار، عكس مطار دبي مثلاً حيث أرضية المدرج مزودة بكل شيء تحتاجه الطائرة ويتم إمدادها به، مضيفا «إن المعدات في باس ليست بالجودة المطلوبة وكل شيء يمشي في المطار على البركة». وأشار إلى أن المطار واجهة البلد، ويترك الانطباع الأول للمسافر لذا يجب الاهتمام بكل خدماته، مؤكداً أننا في عصر السرعة ويجب أن نتقدم لا أن نرجع للخلف. من جهته شكا المواطن فتحي العلوي تراجع مستوى المطار الذي يفترض أن يحتل الكادر البحريني فيه الواجهة الرئيسة، كونه يعكس شكلاً حضارياً للمملكة، إضافة إلى تأثير السياسة المتبعة من قبل هيئة تنظيم سوق العمل حيال العمالة الوافدة بالسلب، إذ إن انتظارهم لفترات طويلة في صالات الانتظار بأعداد كبيرة وافتراشهم الأرض انتظاراً لقدوم كفيلهم، يعكس صورة سيئة لزوار المملكة. مؤكداً أهمية تخصيص بوابة خاصة لهم. وأوضح أنه مع تكرر سفره عبر مطار البحرين لاحظ أن مرافق المجمعات التجارية تعد أفضل بكثير من مرافق المطار التي لا يوجد بها حتى إرشادات توضح المسافرين إلى تخليص إجراءاتهم، مما يجعلهم يتوجهون إلى عمال النظافة للسؤال عن ذلك. وانتقد بشدة سلوك العمال الذين باتوا يتبعون نهجاً استغلالياً للاستفادة من ضيوف المملكة، من خلال فرض رسوم تجارية لمساعدتهم، على الرغم من أن ذلك يفترض أن يتم بشكل مجاني. الشركة تدافع من جانبها، عقبت شركة مطار البحرين على تلك الشكاوى والاتهامات بردود عدّة، استعرضت من خلالها خططها المستقبلية دون التطرق للوضع الحالي، كما لم ترد بشكل مباشر على عدم التنسيق بين الإدارات الداخلية، وعدم وجود بروتوكول عمل موحد في المطار، وعن الحالة التي وصل إليها المطار -كما تبدو- في عيون المسافرين والزوار والمسؤولين السابقين. وقالت الشركة إنها تعمل حالياً على أكثر من 160 مشروعاً تطويرياً لمطار البحرين الدولي وتتم إدارة هذه المشاريع بمستويات ومقاييس عالمية يتم مراقبتها جميعاً من عدة جهات رقابية. إذ قال متحدث رسمي لشركة مطار البحرين إن هذه المشاريع جميعها مشاريع حية يتم العمل عليها حالياً من قبل طواقم العمل وتتنوع من المشاريع الضخمة كمشروع توسعة المطار وكل ما يتضمنه من أعمال ودراسات إلى المشاريع الصغيرة كتطوير دورات المياه التي يتزايد الطلب عليها مع ازدياد أعداد المسافرين، وتطبيق مشروع المواقف المطورة، الذي حل أحد أكبر المشكلات التي كانت تواجه المسافرين بسبب الازدحام أو عدم توافر مواقف قريبة للمطار، لذلك تم توفير مساحات جديدة للمواقف وتوفير مواصلات مجانية للمواقف البعيدة تعمل على مدار 24 ساعة خصوصاً لمن يرغبون بإيقاف سياراتهم لفترات طويلة وهي بأسعار ممتازة مقارنة بمطارات المنطقة ولاسيما المطارات العالمية، كل ذلك إضافة لمنطقة التوصيل السريعة التي تحل مشكلة بُعد المواقف عن منطقة وصول المسافرين. وأضاف المتحدث الرسمي «حيال تطوير خدمات دخول المسافرين وتسريع إجراءاتهم، أن الدخول أصبح بدون الحاجة لطباعة التذكرة مؤخراً والاكتفاء بالرمز الخاص الذي يرسل من شركات الطيران على الهواتف الذكية. كما إن طرح البوابات الإلكترونية وتسهيل استعمالها قد ساهم بتسريع دخول المسافرين من حاملي البطاقة الذكية. وأشار إلى أنه وكجزء من التزامها بتحسين المرافق المتاحة لمستخدمي المطار، قامت شركة مطار البحرين مؤخراً بتركيب كابينات تدخين جديدة بأرقى المواصفات في مطار البحرين الدولي. وتأتي هذه المبادرة ضمن سعي الشركة المتواصل لتحسين المرافق واهتمامها بالبيئة في المطار من خلال توفير أفضل الحلول لراحة مستخدمي المطار وخصوصاً المسافرين ليتمتعوا بتجربة أفضل خلال السفر. مشيراً إلى أنه يمكن للجميع الاستفادة من الحصول على معلومات الطيران للرحلات القادمة والمغادرة من خلال موقع المطار الإلكتروني ودون الحاجة للاتصال باستعلامات المطار. وأوضح أن الشركة قريباً ستنتهي من بناء حظائر جديدة للطائرات ستطور من قدرات المطار على الصيانة والسلامة. وكذلك من المشاريع المهمة التي تم إنجازها أيضاً والانتهاء منها وإعادة تركيب و توزيع العلامات التجارية وعدد من اللوحات الإرشادية الإضافية بالمطار لتواكب التطورات العالمية بمجال الطيران ورفع مستوى خدماتنا للمسافرين. وأوضح المتحدث الرسمي أن خدمة «مرحبا البحرين» التي سوف تطرح هذا الصيف ستوفر خدمات الاستقبال والمساعدة عند الوصول والمغادرة، خدمات المواصلات، خدمات تجهيز وحمل أمتعة السفر، الحجز في الفنادق والقاعات، إتمام إجراءات السفر والوصول، الحصول على التأشيرة وخدمات الليموزين، وكل ذلك بمستويات عالمية وتحت رقابة وإشراف شركة مطار البحرين. مؤكداً أن شركة مرحبا تعتبر ذات خبرة طويلة في مجال تقديم خدمات الاستقبال والمساعدة مما سيرفع مستوى الخدمات التي يقدمها المطار. وقال «بذلت شركة مطار البحرين جهوداً كبيرة لوضع اسم المملكة ومطار البحرين الدولي عالياً في مجال الطيران والضيافة، حيث استطاعت كسب العديد من الجوائز القيمة حتى تحت أشد الظروف ولاسيما السنة الماضية، مما يؤكد على ارتفاع مستوى أداء المطار منذ أن استلمت الشركة زمام أمور المطار، مشيراً إلى حصول الشركة على جائزة البحرين الدولية هذه السنة فقط على سبيل المثال لا الحصر: «أفضل وجهة تجارية في الشرق الأوسط من مجلة بيزنس ديستيناشونز العالمية، وأيضاً الحصول على المركز الثالث على مستوى الشرق الأوسط بجائزة سكاى تراكس لأفضل مطار، علماً أن مطارات المنطقة قد تم ضخ الملايين فيها بينما يعمل مطار البحرين الدولي على أسس تجارية على مستوى عالمي. وأوضح أن أحد أهم المؤشرات لمطار البحرين الدولي في جميع استطلاعات الرأي والتي أدت لحصول مطارنا على الكثير من الجوائز هو العاملون بالمطار ومعاملتهم التي توازي أحدث وأكبر المطارات في العالم، ولا يخفى على الجميع أن موظفي المطار والعاملين به يستسقون حب الضيافة البحرينية في جميع تعاملاتهم مع المسافرين». وأشار المتحدث الرسمي إلى أن شركة مطار البحرين وجميع الهيئات والمؤسسات المسؤولة عن تنمية مجال الطيران والسياحة بالبحرين على تواصل دائم و مستمر لدفع عجلة التطور والبناء وتود شركة مطار البحرين هنا شكر جميع هذه المؤسسات والجهات سواءً هيئة شؤون الطيران المدني، الهجرة والجوازات، الجمارك، شؤون الإعلام ووزارة الثقافة والسياحة وشركة خدمات مطار البحرين وغيرهم الكثير من شركاء المطار، حيث من دون التواصل الدائم وبذل الجهود الجبارة لرفع اسم المملكة لما كان باستطاعتنا حصد هذه الجوائز وأيضاً المضي بإدارة المطار بكل حرفية ليحصل جميع المسافرين على رحلة سالمة وممتعة، علاوة على ذلك فقد تقدم بالشكر الجزيل إلى رئيس الوزراء بتحويل سموه مشروع توسعة مطار البحرين الدولي إلى مجلس الوزراء بعد الموافقة المبدئية عليه. ويعد المشروع في مرحلته النهائية من تسليم التصاميم والمخططات وهو سائر على الجدول الزمني المحدد وعلى جاهزية عند إعطاء الضوء الأخضر للبدء بالمشروع. منوهاً أن المشروع يشمل العديد من الأوجه التي تشمل تطوير البنية التحتية الحالية، وصيانة العديد من المباني ومرفقاتها، وصيانة المرفقات العامة، إضافة إلى تحسين الخدمات الحالية المقدمة سواء على مستوى المسافرين أو شركات الطيران.