كتب - علي الشرقاوي:
الذهاب إلى التاريخ يشبه ذهاب المحب إلى الحبيب، هو رحلة ممتعة في تجاويف الذاكرة. ذاكرة الزمان والمكان، ذاكرة الأرض والبحر، ذاكرة الحاكم والشعب، ذاكرة ما كان وما نحن عليه الآن . احتفال واحتفاء بما كانت عليه أرضنا، والمشاوير التي قطعها الإنسان البحريني للوصول إلى الراهن، بكل ما يحمله من توق إلى الأفضل والأرقى والأجمل.
دائماً نحن المتابعون، لما قيل أو يقال أو يكتب عن بلادنا، ننتظر ما يمكن أن يساهم في إعطائنا لمحات جديدة، لم نعرفها من قبل، أو يصحح المعلومات التي نعرفها. وأنا واحد من الذين حلموا منذ بداية السبعينات أن يروا صورة البحرين بعيون الآخرين، أو ما كتب عن البحرين قديماً في الصحف العربية والعالمية، وكيف كان الآخرون ينظرون إلى هذه الجزيرة الصغيرة العائمة فوق بحر الخليج. لذلك سعدت كثيراً، عندما التقيت بهذا الكتاب الطازج، ولأنني لم أستطع حضور تدشين الكتاب، ولم أحظَ بفرصة الالتقاء بالمعد والموثق، قام الصديق الصحافي أسامة الماجد بإيصاله لي. وهو كتاب (البحرين في صحافة الماضي 1899- 1977) للباحث صقر بن عبدالله المعاودة.
إن توثيق المراحل التي قطعتها بلادنا في أكثر من قرن ، لهي مهمة ليست باليسيرة ، ولذلك تحتاج إلى الإنسان الجاد والذي يرى ضرورة نقل وأرشفة الأحداث والوقائع والزيارات والإنجازات الكبيرة التي خطاها الإنسان البحريني منذ فترة ما قبل النفط ، قرون الغوص على اللؤلؤ و صيد الأسماك والعمل في الزراعة، إلى مرحلة ما بعد النفط التي ساهمت في رفع البحرين، من جزيرة صغيرة إلى إحدى الدول التي تساهم في خلق اقتصاد قوي يعمل على تنفيذ روح السلام العالمي بين دول العالم .
معرض مصاحب
وهنا يأتي دور كتاب (البحرين في صحافة الماضي 1899- 1977 ) أحد الكتب التي توثق لتاريخ البحرين في صحافة العالم، للمعد والموثق البحريني صقر بن عبدالله المعاودة.
يذكر المعد في تصريح لوكالة أنباء البحرين (بنا) أن الكتاب يوثق ماضي مملكة البحرين في الفترة ما بين العامين 1899-1977، وتعرض مواده بفكرة جديدة وذلك عبر رحلة مشوقة مع الزمن الجميل من خلال صحافة الماضي.
وأشار إلى وجود معرض لصور الكتاب يشتمل على صور ومعروضات ستبرز حقبة صحافية مهمة من تراث البحرين العريق، حيث سيتم عرض صفحات مختارة من الكتاب بأحجام أكبر ونسخ أصلية من صحف ومجلات بحرينية قديمة أبرزها جريدة البحرين أول جريدة في الخليج العربي التي أصدرها الأديب عبدا لله الزايد العام 1939.
وذكر المعاودة أن فكرة الكتاب بدأت مع اهتمامه باقتناء كل ما يربطه بالماضي الزاخر بالمنجزات الوطنية التاريخية، وإبراز ما تناولته الصحف والمجلات القديمة في كتاب توثيقي
عامان من الجهد
ونقرأ في مقدمة الكتاب: إن هذا العمل الذي استغرق سنتين من الجهد والعمل المتواصل، وحرصاً مني على أن يخرج هذا الكتاب بمستوى يرقى إلى ما أتطلع إليه، من جودة وموضوعية، ارتأيت أن أبادر بفكرة جديدة من خلال عرض مواده، وذلك بتصوير المواضيع من الصحف والمجلات ونشرها مباشرة على الصفحات من غير إعادة كتابتها، وذلك لتتعايش مع الزمن الجميل عبر رحلة مشوقة في صحافة الماضي.
وأضاف: لقد تركت معظم الصفحات تتحدث عن نفسها دون إضافة، حرصاً مني على أن أحافظ على ما نشر بالأصل، إلا أنه في بعض المواضيع كان لزاماً علي أن أضيف بعض التعليقات للتوضيح والاستزادة في المعلومة، مثال على ذلك تعريف بعض الشخصيات، أو إضافة مدخل لبعض المواضيع كالتعليم والثقافة.
من جهتي أشد على يد المعد والموثق صقر بن عبدالله المعاودة، أتمنى عليه ألا يتوقف أو يأخذ استراحة، بل المضي مباشرة في البحث عن ما كتب عن البحرين في صحافة العالم، في القرن الماضي، الصحافة الفرنسية، الروسية، التركية، الفارسية وغيرها، وترجمته وإعداده وتوثيقه وأرشفته، من أجل التعرف أكثر على وجهات نظر الآخرين إلى جزيرتنا هذه. وتعرفنا نحن أبناء هذه المملكة على ما قدمه الأجداد إلى العالم.