الرياض - (أ ف ب، العربية نت): أعلنت السعودية أمس إحباط مخططات لهجمات “إرهابية” نوعية كانت تستهدف خصوصاً قوات الأمن والمنشآت العامة إذ تم ضبط خليتين مرتبطتين بتنظيم القاعدة في الرياض وجدة والقبض على 8 أشخاص غالبيتهم من اليمنيين.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية عن المتحدث الأمني باسم وزارة الداخلية قوله إن هذه المخططات بلغت “مرحلة متقدمة”.
وقال المتحدث إن “الجهات الأمنية المختصة رصدت وعلى مدى عدة أشهر أنشطة لعناصر مشبوهة لها اتصال بالتنظيم الضال في الخارج”.
وبحسب المصدر، “اتضح من المتابعة قيام هذه العناصر بتشكيل خلية إرهابية في مدينة الرياض عملت على الدعاية للفكر التكفيري الضال وتجنيد عناصر لتنفيذ عمليات إجرامية تستهدف رجال أمن ومواطنين ومقيمين ومنشآت عامة”.
وذكر أنه تم الكشف عن خلية أخرى مرتبطة بهذه الخلية في مدينة جدة على البحر الأحمر.
وبعد متابعة الخلية في الرياض، تبين بلوغ عناصرها “مرحلة متقدمة في السعي لتحقيق أهدافهم بما في ذلك إعداد وتجهيز المتفجرات وتجربتها خارج مدينة الرياض”، ما أسفر بحسب المتحدث عن إصابة أحد أعضاء الخلية بحروق وبتر في أصابعه.
وعمل عناصر الخلية على “التواصل مع التنظيم الضال “القاعدة” في الخارج تمهيداً للبدء في عملياتهم الإجرامية النوعية”.
وتم القبض على زعيم هذه الخلية، وهو سعودي، وأسفرت اعترافاته عن “معلومات تفصيلية” عن عناصر الخلية ومخططاتها والأشخاص الذي كان يتم التواصل معهم في الخارج، فضلاً عن “القبض على 6 من أعضاء هذه الخلية، وجميعهم من الجنسية اليمنية”.
وتم تفتيش 3 مواقع في الرياض بينها “غرفة ملحقة بأحد المساجد”، وقد عثر في هذه الغرفة على “مواد كيميائية تستخدم لتصنيع المتفجرات وجوالات مشركة لاستخدامها في التفجير عن بعد ووثائق ومبالغ نقدية تم التحفظ عليها”.
وفي إطار التحقيقات، تم الكشف عن ارتباطات لهذه الخلية بخلية أخرى في جدة، وهي ثاني أكبر مدينة في السعودية، وألقي القبض على أحد عناصرها وهو سعودي بحسب المتحدث الأمني.
وقد عمل هذا الرجل على “إعداد مواد كيميائية متفجرة وتجربتها”.
كما استدعت السلطات الأمنية مواطنين سعوديين قالت إنهما “متواريين عن الأنظار”، وذلك “لإيضاح حقيقة موقفيهما”.
وأعلنت وزارة الداخلية أنها تبحث عن كل من صالح محمد عبد الرحمن السحيباني وعلي ناصر عبدالله آل عرار عسيري. وحثت كل من يعرف عنهما أية معلومات المبادرة للإبلاغ عنهما، وحذرت كل من يؤويهما أو يتعامل معهما من الوقوع تحت طائلة المساءلة النظامية.
ونجحت السلطات السعودية التي تشن منذ 2003 حملة شرسة ضد القاعدة، في تقويض حضور التنظيم لدرجة كبيرة في المملكة.
وفي مطلع 2009، اندمج فرعا القاعدة في تنظيم واحد هو “تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب” الذي يتحصن في اليمن.
وفي أغسطس 2009 حاول عناصر تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب اغتيال مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية الأمير محمد بن نايف بهجوم انتحاري.
وفي نوفمبر 2010، أعلنت وزارة الداخلية السعودية أن أجهزة الأمن اعتقلت 149 عنصراً من تنظيم القاعدة وفككت 19 خلية في 8 أشهر كانت تخطط لاعتداءات لا سيما ضد مسؤولين سياسيين وصحافيين.
وفي مارس 2010، اكدت السلطات أنها اعتقلت 116 شخصا ًعلى علاقة بالقاعدة، 101 منهم في شبكة واحدة.
وفي يناير 2011 أعلنت وزارة الداخلية السعودية قائمة جديدة باسماء 47 مطلوباً سعودياً بتهمة الارتباط بتنظيم القاعدة متواجدين خارج المملكة. ويحاكم المئات في السعودية بتهمة الانتماء للقاعدة.
من جانبه، تحدث الكاتب الصحفي يوسف الديني لقناة “العربية” عن أن أغلب أعضاء الخلية من الجنسية اليمنية، قائلاً إن ارتفاع أعداد اليمنيين في العمليات الإرهابية في المنطقة الوسطى جزء من إفرازات الوضع السياسي اليمني والتجاذبات السياسية بين القائمين على اليمن، مما يؤدي إلى خلق فوضى جديدة.
وأوضح الديني أن العمليات السابقة كانت محدودة ومرتبطة بالحدود المشتركة بين السعودية واليمن، ولكن هذه المرة الخلايا الإرهابية وصلت إلى الرياض وجدة، ووجود معمل مبسط يحوي مواد كيميائية تستخدم لتصنيع المتفجرات يدل على أن القاعدة تعود لاستراتيجيتها السابقة في الاعتماد على الأعمال النوعية التي يقوم بها أفراد محدودون.