توفي رائد الفضاء الأمريكي نيل أرمسترونغ إول أنسان سافر إلى القمر وخطا على سطحه، ويودعه العالم بأسره مستذكراً إنجازاته وشخصيته المتواضعة، عن 82 عاماً. توفي نيل أرمسترونغ من جراء مضاعفات ناجمة عن عملية في القلب أجراها خلال الشهر الجاري، بحسب ما أعلنت عائلته أمس الأول. ويتحدث أفراد عائلته عنه على أنه “بطل رغم أنفه”، ويأملون في أن يكون الإرث الذي تركه دافعاً للشباب إلى “العمل بجهد حتى تصبح أحلامهم حقيقة، وتوسيع حدود المعقول وخدمة قضية تتخطى مصالحهم الشخصية”. وأشاد رائد الفضاء الأمريكي جون غلين الذي قام بأول رحلة أمريكية حول مدار الأرض بـ “جرأة” أرمسترونغ، منوهاً بالتواضع الذي اشتهر به. وصرح سيناتور أوهايو السابق لقناة “سي إن إن” “لم يكن نيل يشعر بأنه ينبغي عليه تسويق نفسه كسلعة، كان شخصاً متواضعاً، وظل كذلك بعد نجاح رحلته إلى القمر، كما كان الحال قبل الرحلة”. وفي باريس، حيا رئيس الوزراء الفرنسي جان مارك إيرولت ذكرى أرمسترونغ، وقال “لقد فتح هذا الرجل الذي كان الأول في السير على القمر، الطريق أمام مرحلة جديدة من غزو الفضاء”. وأضاف “لقد حققت “خطوته الصغيرة” على سطح القمر أحلام أجيال من المخترعين والعلماء والفنانين والشعراء أو بكل بساطة أولئك الذين يهوون جمال الفضاء”. وقال رائد الفضاء الفرنسي جان فرانسوا كليرفوي أن أرمسترونغ سيبقى “أسطورة” لدى رواد الفضاء الفرنسيين. ولم يكن الرائد الفضائي الذي كرم عدة مرات في الولايات المتحدة وفي 17 دولة أخرى مرتاحا لهذه الشهرة، بل إنه كان على العكس يتجنب الأضواء ما أمكن. حتى أنه كف عن إعطاء تواقيعه عندما علم أن هذه الأخيرة تباع مقابل مبالغ طائلة. ووجه الرئيس الأمريكي باراك أوباما تحية إلى روح نيل أرمسترونغ، مؤكداً أنه سيبقى “من بين كبار الأبطال الأمريكيين” الذين “لن تمحى ذكراهم أبداً”. وقال أوباما في بيان أن “نيل كان أحد كبار الأبطال الامريكيين، ليس فقط في عصرنا الحالي بل في كل العصور”، مؤكداً أنه “حزن كثيراً” لرحيله. وأضاف الرئيس الأمريكي أن أرمسترونغ “عندما أقلع مع طاقمه على متن أبولو 11 في عام 1969، حملوا معهم تطلعات أمة بأسرها”، ويومها كان أوباما طفلاً في الثامنة من العمر. أما منافس أوباما في الانتخابات الرئاسية، الجمهوري ميت رومني، فقال “القمر يبكي ابنه الأول الآتي من كوكب الأرض”. حط نيل أرمسترونغ في 20 يوليو 1969 على سطح القمر ومعه شريكه في المهمة باز الدرين. أما زمليهما مايكل كولينز فقد بقي في مقصورة التحكم التي كانت تدور حول القمر. وجرت عملية الهبوط على سطح القمر أمام 500 مليون مشاهد راقبوها من خلال بث فضائي مباشر. وقال باز الدرين البالغ من العمر 82 عاماً “تدربنا معاً وكنا أيضاً من أفضل الأصدقاء، ومهمة أبولو 11 جمعتنا إلى الأبد”، مضيفاً “سأفتقده”. أما مايكل كولنز البالغ من العمر 81 عاماً، فأكد “كان نيل أرمسترونغ من خيار الناس، ولا شك في أنني سأفتقده كثيراً”. كلف نيل أرمسترونغ قيادة أول مهمة أمريكية إلى الفضاء على متن كبسولة “أبولو 11”. وحط على سطح القمر على متن مركبة الهبوط إيغل في يوليو 1969 وحجز مكانه في التاريخ ودخل عالم الشهرة من خلال العبارة التي أطلقها لحظة وطء القمر ومفادها “إنها خطوة صغيرة للإنسان لكنها وثبة عملاقة للبشرية”.