كتب- هشام الشيخ:أكد رئيس قسم مكافحة الأمراض بوزارة الصحة د.عادل الصياد خلو البحرين من أية حالات مسجلة بصورة رسمية للإصابة بأعراض مرض جديد غير فيروسي لنقص المناعة، مشيرا إلى أن المرض الجديد الذي أعلن عن اكتشافه أخيرا في الولايات المتحدة ودول آسيوية لايزال قيد الدراسة.وقال إن:« مملكة البحرين تتلقى معلومات الأمراض الجديدة من منظمة الصحة العالمية ولم يرد حتى الآن أية تحذيرات جديدة، مضيفاً أن المعهد القومي الأمريكي للحساسية والأمراض المعدية الذي اكتشف المرض مركز متقدم وهو الذي اكتشف فيروس مرض الإيدز بنوعيه.وأكد أن الأمراض المعدية ضمن المعدلات الطبيعية ومسيطر عليها بصورة عامة، موضحا أن الإصابات بالأمراض المعدية في تناقص نتيجة فاعلية بالمكافحة ببرامج التطعيم.وأضاف أن” الأمراض الموسمية مثل الإنفلونزا في الشتاء، وأمراض التسمم الغذائي في الصيف، هي التي يتوقع زيادة معدلاتها كل عام، نافيا وجود أية مؤشرات على انتشار أية أنواع من الإنفلونزا الجديدة، وفي الوقت نفسه مازالت أنواع من إنفلونزا الطيور موجودة في بعض الدول الآسيوية وهناك مخاطر من تحولها إلى أنواع معدية للبشر”.واكتشف المعهد القومي الأمريكي للحساسية والأمراض المعدية مرضاً جديداً غامضاً أصاب عشرات الأشخاص بآسيا والولايات المتحدة بأعراض تشبه كثيراً مرض الإيدز، لكن دون إصابتهم بالفيروس المسبب لمرض نقص المناعة المكتسبة وذلك وفق ما نقلته وكالة “أسوشيتدبرس” وقناة “العربية”.ويتسبب المرض الغامض في إحداث عطب بالجهاز المناعي تاركاً المرضى غير قادرين على مقاومة الميكروبات والجراثيم كما يفعل الأشخاص الأصحاء، ولم يعرف العلماء بعد أسباب الإصابة بالمرض، إلا أنهم لاحظوا أنه غير معدٍ.وأكدت د. سارة براوني، العالمة بالمعهد، أن هذا النوع من نقص المناعة المكتسبة غير الوراثي يصيب الأشخاص البالغين، ولكنه لا ينتشر عن طريق فيروس ما، كما هو الحال مع مرض الإيدز، وقد ساعدت براوني في قيادة الدراسة بالتعاون مع باحثين من تايلاند وتايوان حيث أكثر الحالات ظهرت منذ عام 2004.وأضافت أن من المرجح أن العديد من الأشخاص مصابون بالمرض في مناطق أخرى من العالم، بما في ذلك حالات شخصت خطأ على أنها إصابات بمرض السل.من جهتها، أكدت الرئيس السابق للبرنامج الوطني لمكافحة الإيدز بوزارة الصحة د سمية الجودر للصحيفة وجود أعراض مشابهة لتلك الناتجة عن مرض نقص المناعة المكتسبة الإيدز، في عدد من الأمراض غير الفيروسية، بعضها نتيجة خلل في الجينات.وقالت إن هناك بعض الأمراض تتسبب في “الالتهابات الانتهازية” مثل السل والهربس، والتعرق الليلي وهزال الجسم، مشيرة إلى أن بعض تلك الأمراض معروف مثل السرطان، والبعض الآخر قد يكون سبب الإصابة به حدوث خلل في المورثات.ويظهر المرض في سن الخمسين في المتوسط، ولكن ليس له تاريخ أسري مما يعني عدم وجود جين واحد مسؤول عنه كما تشير براوني، مضيفة أن بعض المرضى ماتوا بسبب اشتداد المرض، منهم بعض الأشخاص من أصول آسيوية كانوا يعيشون بأمريكا.ويتسبب مرض الإيدز في عطب الجهاز المناعي خلال مرحلة ما من حياة الشخص وليس بسبب تحور جيني موروث، فالفيروس المسبب للمرض والمعروف بـ HIV يدمر خلايا تعرف بـ T-cells التي تمثل الجنود الرئيسية للجهاز المناعي التي تحارب الجراثيم.أما المرض الجديد فهو لا يصيب هذه الخلايا، ولكنه يتسبب في إحداث نوع مختلف من الخلل للجهاز المناعي، وقد أظهرت الدراسة التي قامت بها د. براوني على أكثر من 200 شخص بتايوان وتايلاند، أن معظم المصابين بالمرض لديهم أجسام مضادة ذاتية تكبح الإشارة الكيمائية التي تعرف بـ interferon-gamma التي تساعد الجسم في التخلص من العدوى.وكبح تلك الإشارة يجعل المرضى يعانون أعراضا تماثل تلك التي تصيب مرضى الإيدز، فيصبحون معرضين للإصابة بالفيروسات والعدوى الفطرية والطفيلية، خصوصاً البكتيرية التي تمثل مجموعة من الجراثيم تماثل تلك التي نجدها في مرض السل الذي يتسبب في عطب حاد في الرئة.ويسمي الباحثون المرض الجديد بـ “adult-onset” immunodeficiency syndrome لأنه يظهر في مرحلة متأخرة من حياة الشخص دون معرفة سبب أو كيفية ذلك.وحاول العلماء اللجوء لأساليب أخرى في علاج هذا المرض، حيث لم تفد المضادات الحيوية، مثل بعض علاجات السرطان التي تساعد في تثبيط إنتاج الأجسام المضادة، وفي بعض الحالات خفت حدة المرض بمجرد إضعاف العدوى، إلا أن عطب الجهاز المناعي يظل حالة مزمنة كما لا حظ العلماء.ويعتقد الباحثون بوجود عامل جيني أو بيئي وراء هذا المرض، خصوصاً أن معظم المصابين به ممن ولدوا بآسيا، وقد ظهرت أولى حالات المرض عام 2004 وقد تضمنت دراسة براوني حوالي 100 شخص خلال ستة أشهر.وقال الدكتور دينيس ماكي، أخصائي الأمراض المعدية في جامعة ويسكنسن إنه لا يزال من الممكن أن تكون أنواع من العدوى تسبب المرض، على الرغم من أن المرض في حد ذاته لا يبدو أنه ينتشر من شخص إلى آخر.جدير بالذكر أن الإيدز تسبب في وفاة 186 شخصاً خلال 25 عاماً حتى العام 2011 من بين 380 إصابة خلال الفترة ذاتها، وسجلت أول إصابة في المملكة في عام 1987، بينما يعالج حالياً حوالي 64 مصاباً منهم 13 حالة لمواطنين.ويوجد حوالي 33 مليون شخص في العالم مصابون بالإيدز ويصاب به 24 ألف شخص يومياً كما يتسبب في وفاة 25 مليوناً كل عام.