عواصم - (وكالات): أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أن استخدام النظام السوري لأسلحة كيميائية سيكون “سبباً مشروعاً للتدخل المباشر” من جانب المجتمع الدولي، فيما أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن “صدمته” للمعلومات التي تحدثت عن وقوع مجزرة في مدينة داريا بريف دمشق، معتبراً أن من الضروري “إجراء تحقيق فوري ومحايد”. بينما أعلن البيت الأبيض أن الأنباء عن وقوع مجزرة في داريا هي دليل آخر على “الاستخفاف الوحشي” الذي يبديه الرئيس السوري بشار الأسد “بحياة البشر”. في غضون ذلك، أعلنت إحدى كتائب الجيش السوري الحر في العاصمة إسقاط مروحية تابعة للجيش النظامي في دمشق انتقاماً لمئات القتلى الذين سقطوا خلال الهجوم في داريا، بينما يخوض المقاتلون المعارضون اشتباكات عنيفة مع القوات النظامية في كل من دمشق وحلب العاصمة الاقتصادية للبلاد.
ميدانياً، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 200 شخص برصاص قوات الأمن السورية في مدن عدة. وأكد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أن “فرنسا ستعترف بالحكومة المؤقتة لسوريا الجديدة” ما أن يتم تشكيلها، وذلك في كلمة له أمام مؤتمر السفراء الذي التأم في قصر الإليزيه. وإذ جدد دعوته إلى “انتقال سياسي” سريع في سوريا، دعا هولاند المعارضة السورية إلى “تشكيل حكومة مؤقتة، جامعة وذات صفة تمثيلية”. وقال هولاند “نعمل على مبادرة المناطق العازلة التي طرحتها تركيا”، مضيفاً “نقوم بذلك بالتشاور مع أقرب شركائنا”. من جانبه، قال مارتن نيسركي المتحدث باسم بان كي مون إن “الأمين العام شعر بصدمة لهذه المعلومات ويندد بشدة بهذه الجريمة الوحشية والرهيبة”.
وإذ تحدث عن معلومات أفادت عن مقتل “مئات المدنيين” في داريا، اعتبر المتحدث “أن من الضروري التحقيق فوراً وبشكل مستقل ومحايد” في هذه المجزرة. وأكد أن “المدنيين غير محميين في سوريا وهناك حاجة ملحة لمنع سقوط مزيد من القتلى”.
وتابع “عندما ترتكب أعمال وحشية على كل شخص مسؤول عنها أن يعاقب”. من جهته، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي تومي فيتور إن الأسد “فقد كامل مشروعيته. ومع كل يوم يمر، يصبح من الضروري أكثر أن يضغط عليه المجتمع الدولي لكي يتنحى عن السلطة حتى تبدأ عملية انتقال سياسي”. وأضاف فيتور تعليقاً على مذبحة داريا “إذا كانت هذه التقارير دقيقة، فإنها أحدث دليل فظيع على حملة القمع الوحشية التي يشنها الأسد واستخفافه الوحشي بحياة البشر”. وأعلن مقاتلو المعارضة العثور على أكثر من 300 جثة في داريا بريف دمشق بعد هجوم شنه الجيش السوري لأيام وحملوا نظام بشار الأسد مسؤولية المجزرة. وأكدت وكالة الأنباء السورية من جهتها أن الجيش “قام بتطهير” داريا من “إرهابيين مرتزقة”. ميدانياً، أعلنت إحدى كتائب الجيش السوري الحر في العاصمة إسقاط مروحية تابعة للجيش النظامي في دمشق انتقاماً لمئات القتلى الذين سقطوا خلال الهجوم في مدينة داريا. وأعلن التلفزيون السوري الرسمي أن طائرة مروحية سقطت في حي القابون شمال شرق دمشق. وقال في شريط إخباري عاجل “سقوط مروحية بجانب جامع الغفران بمنطقة القابون في دمشق”. لكن المتحدث باسم “كتيبة البدر” التابعة للجيش السوري الحر في دمشق أعلن مسؤوليتها عن إسقاط المروحية. وأضاف أن إسقاط المروحية تم “بواسطة مضاد للطيران رداً على مجزرة داريا”، موضحاً أن الطيار قتل. وفي مدينة حلب، تدور اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين في حي سيف الدولة بينما يتعرض حي المرجة لقصف من قبل القوات النظامية. وفي محافظة إدلب، تتعرض بلدة معرة مصرين ومدينة اريحا وقرى مجاورة لهما لقصف عنيف من قبل القوات النظامية التي تحاول إعادة سيطرتها على هذه المناطق بعد تكبدها خسائر في المعدات خلال الـ48 ساعة الماضية، بحسب المرصد.
وفي سياق آخر، أفرجت السلطات السورية عن عشرات الأشخاص الذين اعتقلتهم السلطات السورية خلال الأحداث التي تشهدها البلاد منذ منتصف مارس 2011.
إنسانياً، وجهت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف” نداءً لجمع 54 مليون دولار لتغطية تكاليف إغاثة ومساعدة اللاجئين السوريين في الأردن وخصوصاً الأطفال الذين ارتفعت معدلات تدفقهم إلى المملكة في الآونة الأخيرة.
إلى ذلك، أوقفت تركيا مؤقتاً استقبال لاجئين سوريين يفرون من المعارك في بلادهم إلى حين إقامة مخيمات جديدة قادرة على استيعابهم كما أعلن دبلوماسي تركي.
وعلق 5 آلاف شخص على الحدود قرب محافظة كيليس وحوالي ألفين آخرين في محيط نقطة العبور ريحانلي جنوب تركيا أيضاً كما قال المسؤول.
من ناحية أخرى، أوردت إذاعة الفاتيكان ووكالة فيديس للتبشير أن مطران حلب للروم الملكيين الكاثوليك المونسنيور جان كليمان جانبار موجود حالياً في لبنان بعدما تعرض مقر المطرانية للتخريب بأيدي “مجموعات غير معروفة”.