إن العناية بالمساجد مسؤولية عظيمة جعلها الله تعالى بيد من يتولون إدارة الأوقاف السنية وحينما يقع أي تقصير في عمل هذه الإدارة فإن على وزير العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف أن يحاسب هذه الإدارة كونها تحت وزارته . مشكلتنا اليوم ليست مشكلة حديثة بل هي قديمة . أصبح الجميع على علمٍ بها وإدراكٍ تامٍ لواقعها . الكل يعلم بأن هناك إهمالاً واضحاً من قبل إدارة الأوقاف السنية في صيانة المساجد والاعتناء بها والكل أصبح يتساءل عن سبب الإهمال رغم وجود الأوقاف العديدة على المساجد، والكل أصبح يهمس في أذن صاحبه أين تذهب تلك الأموال التي تأتي عن طريق هذه الأوقاف الموقوفة على المساجد ؟ إننا لا نشكك هنا بذمة بأحد ولكننا نطرح مشكلة بات علينا جميعاً الإسهام في حلها وعدم غض الطرف عنها ؛ وذلك أنه قد وصل الأمر إلى حد لا يمكن السكوت عليه حيث أن بعض المساجد لا تصلح أبداً للصلاة فيها وذلك خشية وقوع سقفها على المصلين في أي وقت والإدارة تعلم أي المساجد نحن التي نقصدها ومع ذلك لا يزال الناس يصلون بها ! فيا تُرى من يتحمل مسؤولية وقوع سقف أحد المساجد – لا سمح الله – على المصلين متى ما حدث ذلك ؟ من يتحمل مسؤولية الأسر التي ستفقد عائلها لو حدث هذا الأمر ؟ من سيكفل أولئك الأيتام ؟ ومن .. ومن .. ومن .. ؟! وكلما تكلم الناس عن هذه المشكلة سارعت إدارة الأوقاف السنية بإصدار بعض التصريحات " المهدئة " وإن شئت فقل " المخدِّرة " في الصحف مُفادُها بأنها " تعتني بالمساجد وأنها تعمل على صيانتها ولديها خطة لصيانة المساجد " ولكي تدلل على كلامها تقوم بصيانة أحد المساجد على الفور لتُري الناس بأنها تعتني بالمساجد ! ولو بحث واحدٌ منا في دهاليز الإدارة كلها لما وجد أي خطة لصيانة المساجد ! لقد تعب الأئمة والمؤذنون من مناشدة المسؤولين بإدارة الأوقاف السنية بالهاتف وبالرسائل وتلقوا في سبيل ذلك الكثير من الإهانات وكتب العديد من الكتاب في هذه القضية .. ومع ذلك لم يُنظر إلى الآن في هذه المشكلة بعين الاعتبار ولم تُحمل محمل الجد حتى قال بعض الناس " إن إدارة الأوقاف السنية تتعمد إهمال المساجد لتنفير المصلين منها " هكذا بدؤوا يقولون ! لسنا أول من يطرح هذه القضية ولسنا آخر من سيطرحها ولكننا على أمل بالله تعالى كبير ومن ثم بوزير العدل معالي الشيخ خالد بن علي آل خليفة آملين منه النظر في هذه الإشكالية التي بات حلها ليس بمجلس إدارة الأوقاف السنية وإنما بيد معالي الوزير نفسه فهو المسؤول الأول عن أي تقصير في هذه الإدارة وهو من يملك محاسبتها على تقصيرها وظننا فيه حسن بأنه لن يتوانى لحظةً واحدة بإصدار توجيهاته الكريمة لإدارة الأوقاف السنية بحُسن رعاية المساجد وعمل لجنة متابعة تحت إشرافه لمتابعة حل هذه المشكلة التي بات الجميع يشكو منها .