^ المعلم: واشنطن اللاعب الرئيس ضد سوريا ^ الشرع: وقف العنف أساس حل الأزمة
عواصم - (وكالات): ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية أن “إيران أرسلت قادة من النخبة الإيرانية والحرس الثوري والمئات من جنود المشاة إلى سوريا لدعم الرئيس بشار الأسد في صد المعارضة المسلحة”.
ونقلت الصحيفة عن القائد في الحرس الثوري الإيراني العميد سالار ابنوش أن إيران قامت بتدريب أعضاء الأجهزة الأمنية السورية في مجال الأمن والتجسس على المعارضين، وأن قرار إرسال أفراد الحرس الثوري الإيراني يأتي بعد هجمات الثوار على حلب ودمشق والانفجار الذي أودى بحياة 4 من كبار القادة السوريين في يوليو الماضي.
ميدانياً، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل أكثر من 200 شخص برصاص قوات الأمن السورية، فيما تركزت عمليات القصف والاشتباكات بشكل عنيف في ريف دمشق.
ودعا نائب الرئيس السوري فاروق الشرع إلى “وقف العنف من قبل كل الأطراف” كشرط أساسي لتحقيق تسوية سياسية. من جهته، أكد الرئيس المصري محمد مرسي أنه ليس أمام الدول الداعمة لسوريا سوى دعم إرادة الشعب السوري المطالب برحيل النظام، وليس التحدث عن حوار بين المعارضة والنظام. وأكدت روسيا أنها لا تعتزم إنهاء وجودها العسكري في سوريا رغم تصاعد العنف والمخاوف من سقوط النظام. وأشارت صحيفة “وول ستريت جورنال” نقلا عن مصادر سابقة وحالية في الحرس الثوري إلى أن النظام الايراني يدعم النظام السوري بالمال والسلاح في الأزمة المستعصية التي رافقت نجاحات واسعة للمعارضة.
ونقلت تصريحات العميد أبنوش في محافظة قزوين خلال مراسم حكومية حول نشاط الحرس الثوري في سوريا حيث قال: “إننا نخوض الحرب حالياً بكل أبعادها العسکرية في سوريا کما نخوض حرباً ثقافية”.
ميدانياً، تركزت عمليات القصف والاشتباكات بشكل عنيف في ريف دمشق في ما يبدو انه جبهة جديدة فتحتها القوات النظامية للسيطرة على العاصمة، في وقت اتهم وزير الخارجية السوري وليد المعلم الولايات المتحدة بانها “اللاعب الرئيسي” في تشجيع مقاتلي المعارضة على محاربة نظام بشار الأسد. إلى ذلك، دعا نائب الرئيس السوري فاروق الشرع إلى “وقف العنف من قبل كل الأطراف” كشرط أساس لتحقيق تسوية سياسية، وذلك غداة تصريح للمعلم أنه لن يتم إطلاق أي مفاوضات مع المعارضة قبل “تطهير” سوريا من “الإرهابيين”. وشهدت مدينة جرمانا المختلطة وذات الغالبية المسيحية والدرزية في ريف دمشق تفجيراً بسيارة مفخخة استهدف مشيعين ما أدى إلى مقتل 12 شخصاً وجرح 48 بحسب التلفزيون السوري الرسمي، في حين اتهم المجلس الوطني السوري النظام بالوقوف وراء التفجير للتغطية على “مجزرة” داريا التي قتل فيها أكثر من 300 مدني أخيراً وفق ناشطين. وقال المرصد السوري إن بلدة زملكا “تتعرض لقصف عنيف من قبل القوات النظامية السورية ما أسفر عن سقوط جرحى بعضهم بحالة خطرة”.
وأشارت لجان التنسيق المحلية إلى أن “اشتباكات عنيفة تدور في اول حي تشرين في دمشق بين الجيش الحر وقوات الأمن والشبيحة”. وفي مدينة حلب، تحدث المرصد عن “تعرض أحياء الكلاسة والإذاعة لقصف عنيف من قبل القوات النظامية”، لافتاً إلى “اشتباكات عنيفة تدور بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب الثائرة في صلاح الدين والإذاعة”. وبلغت حصيلة العنف في سوريا أمس بحسب المرصد السوري 235 قتيلاً، هم 200 مدني و11 مقاتلاً معارضاً، بالإضافة الى 24 جندياً نظامياً.
سياسياً، اتهم المعلم في مقابلة أجراها معه الصحافي روبرت فيسك ونشرتها صحيفة الإندبندنت البريطانية، الولايات المتحدة بأنها “اللاعب الرئيس” في تشجيع مقاتلي المعارضة على محاربة نظام الأسد.
ورأى أن الولايات المتحدة قد تكون تستخدم سوريا للحد من نفوذ إيران في الشرق الأوسط وبالغت في تصوير القدرات النووية الإيرانية لبيع أسلحة إلى الدول العربية.
كما اتهم المعلم الولايات المتحدة بدعم الهجوم العسكري لمقاتلي المعارضة من خلال تزويدهم بمعدات اتصال، معتبراً أن هذا يعني دعماً للإرهاب.
وفي برلين، اعتبر نشطاء من المعارضة السورية عقدوا اجتماعاً أمس أن من المبكر تشكيل حكومة انتقالية لمرحلة ما بعد الأسد بعد أن قالت فرنسا إنها ستعترف بتلك الحكومة فور تشكيلها. وقال قائد الجيش الروسي إن موسكو لا تعتزم أنهاء وجودها العسكري في سوريا رغم تصاعد العنف والمخاوف من سقوط النظام.
من جانبها، أعلنت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة أن عدد اللاجئين السوريين في مخيم الزعتري بالأردن تضاعف في الأيام القليلة الماضية ليتجاوز 22 ألفاً. وفي هذا السياق، طالب المرصد السوري السلطات التركية بإلغاء قرارها “التعسفي” القاضي “بمنع اللاجئين السوريين من السكن داخل المدن الحدودية مع سوريا”.
من جهتها، قالت تونس إنه يتعين احالة الرئيس السوري بشار الأسد إلى المحكمة الجنائية الدولية مضيفة أن جيشه يتصرف كجيش احتلال داخلي.
من جهة أخرى، اقترحت سويسرا في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة تعيين كارلا ديل بونتي عضواً في لجنة التحقيق حول سوريا.
وكارلا ديل بونتي، المتقاعدة حالياً، كانت تشغل منصب المدعية العامة في محكمة الجزاء الدولية حول يوغسلافيا السابقة وقد ذاع صيتها في ملاحقة مجرمي الحرب.