عواصم - (وكالات): فتحت نيابة نانتير غرب باريس تحقيقاً في وفاة الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات بعد رفع دعوى قضائية بتهمة الاغتيال من قبل أرملة الزعيم التاريخي للفلسطينيين للاشتباه في أنه مات مسموماً بمادة البولونيوم. ويأتي فتح التحقيق إثر تقدم سهى عرفات بدعوى ضد مجهول بتهمة الاغتيال في 31 يوليو الماضي مع الادعاء بالحق المدني وذلك إثر العثور على آثار لمادة البولونيوم المشعة السامة في أغراض شخصية للزعيم الفلسطيني الراحل. وقال بيار اوليفيه سور محامي سهى عرفات في باريس إن هذه الشكوى “لم تسقط بالتقادم لأنها تأتي قبل مرور عشر سنوات على الوقائع ولا تهدف سوى إلى إظهار الحقيقة”.
ولم تقدم أبداً أي معلومات طبية واضحة عن أسباب وفاة عرفات في 11 نوفمبر 2004 في مستشفى بيرسي العسكري الفرنسي قرب باريس وذلك بعد فترة وجيزة من التدهور الحاد في حالته الصحية الذي استدعى نقله إلى فرنسا للعلاج. ويوجد اقتناع شديد لدى المسؤولين الفلسطينيين وأقارب عرفات بأنه مات مسموماً. ورحبت السلطة الفلسطينية بفتح هذا التحقيق. من جهة أخرى، رفضت محكمة إسرائيلية أمس دعوى مدنية رفعتها عائلة الناشطة الأمريكية ريتشل كوري ضد إسرائيل، والتي قتلتها جرافة إسرائيلية في 2003 تؤكد فيها أن أبنتها قتلت نتيجة إهمال، ما أثار استياء والديها. وقال القاضي اوديد غيرشون الذي تلا حكم محكمة حيفا شمال الأراضي المحتلة “وصلت إلى استنتاج يشير إلى عدم وجود إهمال من قبل سائق الجرافة”. وقالت سيندي كوري والدة ريتشيل في مؤتمر صحافي بعد الحكم “عملت الدولة بجد للتأكد من عدم كشف الحقيقة الكاملة لما حدث لابنتي وعدم محاسبة المسؤولين عن قتلها”. وأضاف القاضي أنه لم يجد أي إهمال أيضاً من جانب الجيش الإسرائيلي، مشيراً إلى أن التحقيق الذي قام به الجيش والشرطة تم إجراؤه بشكل صحيح.
وأعربت عائلة كوري عن “حزنها الشديد وانزعاجها الشديد” من القرار متعهدة باستئنافه بعد معركة قضائية استغرقت نحو عامين ونصف عام. وأكد القاضي أن موت كوري كان حادثاً، ورفض معلومات أفادت أنه تم تدمير الدليل الرئيس الذي كان عبارة عن شريط فيديو. وقال إن “الراحلة وضعت نفسها في موقف خطر.
وقفت أمام جرافة ضخمة في مكان لم يستطع سائق الجرافة رؤيتها ولم تبعد نفسها مثلما كان سيفعل أي شخص عاقل”. وبحسب القاضي فإن “موتها كان نتيجة لحادث سببته لنفسها”. وأكد محامي العائلة حسين أبو حسين للصحافيين خارج المحكمة أن العائلة ستقوم باستئناف الحكم لدى المحكمة العليا الإسرائيلية. وقال إن “الحكم مبني على حقائق مشوهة وقد يكون قد كتب بيد محامٍ للدولة”.
وقتلت الناشطة الأمريكية التي كانت تبلغ من العمر 23 عاماً في رفح جنوب قطاع غزة في مارس 2003 عندما وقفت مع مجموعة من المتضامنين المؤيدين للفلسطينيين في وجه جرافة لمنع هدم أحد البيوت.