موسكو - (أ ف ب): حكم أمس في روسيا على تايسيا أوسيبوفا المعارضة لنظام فلاديمير بوتين بالسجن 8 سنوات بتهمة “تهريب مخدرات” في قضية مفبركة على حد قولها، في وقت يرى خبراء أن العقوبة رسالة حازمة جديدة يبعثها الكرملين لمنتقدي السلطة.
ومثلت أوسيبوفا العضو في حزب “روسيا الأخرى” المعارض أمام محكمة سمولينسك غرب موسكو التي أصدرت بحقها ضعف فترة العقوبة التي طالب بها المدعي العام.
ومنذ البداية انتقد محامو المعارضة المعتقلة منذ عامين، ما وصفوه بأنه عمل استفزازي وأكدوا أن ضغوطاً مورست على أوسيبوفا لتشهد ضد زوجها سيرغي فومتشنكوف أحد زعماء حزب روسيا الأخرى.
وبعد أن رفضت أن تشهد ضد زوجها، ذكر الحزب على موقعه أن محققين قالوا لأوسيبوفا “ستكبر ابنتك بعيداً عنك!”.
ثم اتهمت الشرطة أوسيبوفا بأنها حاولت بيع كمية من المخدرات وهو ما نفته محامية الدفاع زفيتلانا سيدوركينا. وقالت “إنها مأساة في بلادنا. عدد كبير من الأشخاص أودع السجن لأن مسألة المخدرات تستخدم ضدهم لفبركة قضايا”.
وقال فومتشنكوف إن إدانة أوسيبوفا “قرار سياسي يأتي من القيادات العليا. تريد السلطة إظهار قوتها وترهيب كل من يقف في وجهها”. وأضاف أن زوجته ستقدم طعناً أمام محكمة التمييز. ووصف سيرغي أودلتسوف الزعيم الآخر المعارض الذي أتى لدعم أوسيبوفا “الحكم بأنه مريع وغير مبرر”.
وقال المعارض والكاتب الروسي إدوار ليمونوف “إنه حكم تعسفي”، واعتبر العقوبة “قاسية للغاية”.
ويرى المحلل السياسي المستقل ديمتري اورشكين في الحكم “رسالة” موجهة إلى المعارضين لإثبات أن السلطة “مستعدة لتضييق الخناق” عليهم في حين يواجه الكرملين منذ أشهر حركة احتجاج غير مسبوقة منذ عقد.
وصرح اورشكين “لا تعارضوا أي شيء وسوف نترككم وشأنكم. وإلا سنجد مخدرات في منزلكم. إنه قانون غير مكتوب. إذا كنتم ضد السلطة فإنكم مشاغبون!”.