إلى الطبيبة الإنسانة الغالية سلوى المحروس التي رحلت عنا تاركة آثارها وذكرياتها الجميلة معنا...مازالت بصماتها الوطنية والإنسانية باقية في ذاكرتنا، فلقد سطرت بمواقفها الإنسانية حروفاً من الوفاء للإنسان والوطن..
دفعني الحزن والألم لفقدانها في الكتابة عنها في زمن شح بأمثالها.. وكيف بمن عطرتنا بسيرتها الطيبة، وأعمالها المخلصة لله...
ليس سهلاً أن نكتب عن رحيل إنسان عزيز تربطنا معه أواصر الأخوة والمحبة وحب الخير والعمل الصالح، فالدموع تسبق الكلمات والحروف والألم في النفس تحجب العقل عن التفكير.. إن قساوة الموت... وموت الأحباء تغرس في نفوسنا سهماً جارحاً لا يندمل وجرحاً أكبر من أي قول نقوله، أو كلمة ندونها... سبحان الله... نعيش هذه الحياة الفانية...
نأمل ونحلم ونرغب ونتمنى ونخطط ونتفاخر، ونعادي ونظلم وكأننا نعيش عمراً مديداً لا نهاية له.. وبغتة.. يأتي الموت... وكأننا لا نعلم أو نعي بأن الموت أقرب من حبل الوريد...وأن الموت حق... فهل هناك من متعظ؟؟ وبعد الموت.. لا يبقي إلا ألم الفراق ولوعة الحزن...ولا يبقى لهذا الإنسان الراحل إلا الأثر الطيب والذكري الحسنة والعمل الصالح، والرحمة الواسعة... وما علينا إلا أن نقول “ إنا لله وإنا إليه راجعون”
د. سلوى... ما أجمل ما بقى لك من ذكريات طيبة وعمل صالح سوف نظل نردده ونتذكره دائماً... وستظلين فخراً لأبنائك... أبناء هذا الوطن الغالي.
كنت مثالاً يحتذى به في مجال العمل التطوعي لخدمة مرضى السكري وبصماتك ونشاطك في مجال السكري ستظل خالدة على المستوى الوطني والإقليمي والدولي عامة وجمعية السكري البحرينية خاصة، فأنت أول من نادى وعمل على تأسيس جمعية السكري البحرينية، وأول من سعى في حصول الجمعية على العضوية بالاتحاد الدولي للسكري وكنت السفيرة الدائمة للجمعية في الاتحاد والمنظمات العالمية والإقليمية للسكري تحملين على أكتافك المسؤولية الوطنية وتشرفين المملكة والجمعية في كل المحافل... يشهد الجميع على إخلاصك وتفانيك.. كنت تحظين بالحب والاحترام والتقدير من الجميع، ولا يقتصر دورك على ذلك كنت تحملين دائماً هموم المرضى وذويهم فكنت العين الساهرة والمساندة لهم..وكنت تحملين هموم جمعية السكري البحرينية دائماً وتحرصين على رفعة شأنها وتقديم كل الدعم لها..

نحن لا ننسى عملك الدؤوب للسعي للحصول على أرض للجمعية ولا ننسى عملك الدائم في نشر التوعية لمكافحة مرض السكري من خلال الندوات والمحاضرات والمؤتمرات ودعمك ومساهمتك الدائمة للجمعية سواء وأنت داخل المملكة أو خارجها... ولا ننسى قيامك بأعمال خيرية يعود ريعها لجمعية السكري البحرينية حتى وأنت بعيدة عن الوطن.... كل الكلمات قليلة في حقك يا دكتورتنا الغالية... لكن عزاؤنا أنك ودعت هذه الحياة الفانية وأنت مستبشرة فرحة بلقاء ربك.. فلك الفردوس الأعلى في الجنة إن شاء الله... رحمك الله يا دكتورة سلوى رحمة واسعة وأسكنك فسيح جناته... وألهم أهلك وذويك الصبر والسلوان.
وإنا لله وإنا إليه راجعون
د. مريم الملا هرمس الهاجري
نائب رئيس جمعية السكري البحرينية